ترجمة موجزة للشيخ العلامة حافظ الحكمي رحمه الله
اسمه و نسبه و مولده:
هو الشيخ الفاضل والعلامة الجليل المحدث الحافظ فريد عصره وعلامة زمانه في كافة العلوم الشرعية وكل وسائلها أصولا وفروعا حافظ ابن احمد علي الحكمي نسبة إلى قبيلة الحكمية الشهيرة في المخلاف السليماني ، يتصل نسبه بسعد العشيرة وهو سعد بن مالك بن ادد بن كهلان جد من العرب القحطانية بنوة عدة بطون منهم الحكم الذي تنتمي اليه قبيلة الحكامي ،والحكمي نسبة الى الحكم بن سعد العشيرة بن مذحج أشهر قبيلة عرفت من شعب كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
مولده ونشــأته :ولد في 24 رمضان 1342هـ بقرية السلام الواقعة جنوب شرقي مدينة جازان ؛ احدى قرى الحكميين التابعه لمدينة المضايا الواقعه في جنوب مدينة جازان وانتقلت اسرته الى قرية الجاضع التابعه لمدينة صامطة التي تبعد عنها مسافة ستة كيلو مترات تقريبا من الناحية الشرقية وكان الشيخ احد افراد تلك الاسرة الطيبة المباركة
*طـلبه للعلم :نشأ مبارك العمر حافظ بن احمد كغيره من ابناء المنطقة غير انه بدا من سن الصغر المبكرة يتطلع الى حياة العز في الدارين حياة القيادة في الخير والبر والصلاح فحقق الله ما تطلعت اليه نفسه وعزم عليه وتمناه فلقد بدأ في طلبه للعلم بخير العلوم وأساسها القرآن الكريم فاهتم به اهتماما بالغا تلاو وحفظا فاجاد تلاوته وحفظ بعض سوره بالاضافه الى حفظ بعض المتون ف مختلف الفنون وكان قد أوتي سرعة في الحفظ وتمكنا في الفهم وجودة في الخط بالقلم وذكاء خارقاً امتاز به عن أقرانه آنذاك تلك المحاولة الشريفة والبداي اللطيفة كانت كالتمهيد والتوطئة للدخول في باب طلب العلم الشريف بصورة جادة ومنتظمة بعد أن كان يشتغل برعي غنيمات لوالديه الكريمين اللذين كانا خير قدوة له مما جعله يتميز عن جميع افراد مجتمعه وسبحان الله الذي يعلم حيث يجعل فضله ويودع خيره وبره واحسانه استمر الشيخ حافظ- اسكنه الل فسيح جناته-على تلك الحاله العجيبة من رعي الغنم وحمل المصحف وبعض المتون وبر الوالدين حتى قدم من بلاد نجد الى منطقة الجنوب الامام المجدد العالم العامل الداعية الى الله على علم وبصيرة الفذ ، سلفي العقيدة الشي عبدالله بن محمد القرعاوي الذي اختار نشر العلم بعد طلبه غايه له ومنهجا وجعل الدعوةالى الله بالحكمه والموعظة الحسنه له سبيلاً مراده منها رضا الله قدم هذا الداعيه المجاهد والناس في منطقتنا احوج ما يكونون اليه وكان اتجاه الى هذه المنطقه بفضل من الله ثم بمشورة ذلك العالم الجليل الشيخ محمد ب ابراهيم آل الشيخ علينا وعليهم رحمه الله واول موعظة قام بها الشيخ القرعاوي في المسجد الجامع في مدينه جازان وفي عام 1359هـ شاء الله ان يلتقي هذا الداعية المخلص بعالمنا وتحبب اليه ورغبه في صحبته لطلب العلم الشرعي لما رأى فيه من الذكاء وصراحة القول وحسن السمت والأدب والثبات على تحصيل العلم الذي يحتاج الى تلك الاخلاق الفاضله الزكيه ففرح الشيخ حافظ بذلك العرض الا انه شرط موافقه الوالدين على ذلك ،ولكن لشدة حاجة الوالدين الى ابنهما لم يسمحا له بالذهاب عنهما الى صامطه كما طلب شيخه ذلك ورغب في غير انه كان يتعاهده بالدروس والتوجيه والترغيب المستمر في علوم الشريع والتوسع فيها ليصبح ذا شأن عظيم ينتفع بالعلم وينفع به سواه
*جهوده العلمية والعملية:لما حل عام (1360 هـ ) توفيت والدة الشيخ حافظ وفي نفس العام توفي والده رحم الله الجميع برحمته التي كتبها لاوليائه وفي هذا العام تفرغ الشيخ حافظ لمواصله السير الحثيث في طلب العلم الذي تذوق حلاوته وحث عليه فيما بعد
في ميميته ، بقوله :
يا طالب العلم لا تبغي به بدلا فقد ظفرت ورب اللوح والقلم
وقدس العلم واعرف قدر حرمته في القول والفعل والآداب فالتزموا
جهد بعزم قوي لا انثناء له لو يعلم المرء قدر العلم لم ينمحقا
لقد كان الشيخ حافظ ذا نهم في تحصيل العلم فخص بجل اوقاته علوم القران والحديث ووسائلها التي قال فيها :
ما العلم الا كتاب الله أو أثر يجلو بنوره هداه
كل منبه مما ثم علم سوى الوحي المبين
وما منه استمد ألا طوبى لمغتنم
كانت ملازمة هذا الطالب النبيه الذي صار بحق اعجوبه زمانه بتفوقه على الكبار من اقرانه لشيخه عبد الله الداعيه المحتسب والمعلم البصيرلا نظير له في الاستمراريه المتعاقبة في جلساتها كتعاقب الليل والنهار ، مما جعل تلك الشجرة الطيبة تفوق جميع الاشجار في إيتاء ثمارها المرغوبة الشهية في أقصر وقت و أغلاه في ميدان السباق في كسب العلم الشريف ونشره بين محتاجيه ومحبيه ، فما هي الا سنوات قليله حتى ظهر واشتهر هذا العلم بعلمه ولمع في سماء المجد الاصيل ضياؤه واصبح وامسى حديثا حسنا في المجالس والمنتديات والناس من حوله بين داع له بالزيادة في العلم والفقه في الدين والتوفيق لكل مايرضى الله رب العالمين وبين ذي غبطه متناهية يتمنى ظاهرا وباطنا ان ينال من العلم والمكارم مثله كي ينفع الناس ويحشر في زمرة العلماءالربانين ، وبين مادح له ومثن عليه بما هو فيه غير مبالغ في الثناء عليه وكان الشيخ حافظ لا يرغب ان يسمع مدح من يمدحه وما ذلك الا لعظم مخافته من ربه ومدى خشيته له واستحيائه منه.
* مؤلفاته : مؤلفات كثيرة منه معارج القبول وهو كتاب قيم في العقيدة و 200 سؤال وجواب في العقيدة وغيرها الكثير.
وفي عام 1362هـ طلب منه شيخه عبد الله القرعاوي، أن ينظم منظومة في التوحيد، بعد أن قرأ كتب العقيدة السلفية وأتقنها،
فنظم منظومته المسماة بـ [ سلم الوصول إلى علم الأصول] ولم يتجاوز سنه حينذاك العشرين، فأعجب بها العلماء المعاصرون له، ومنهم الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية حينذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فأمر بطبعها فطبعت.ثم أسند إليه شيخه عبد الله القرعاوي تدريس أقرانه وزملائه، وغيرهم من المستجدين.وفي عام (1363هـ) جعله الشيخ عبد الله القرعاوي مديراً المدرسة سامطة، وملاحظاً لمدرسة الجرادية.وفي عام (1373هـ) افتتحت وزارة المعارف مدرسة ثانوية بجازان، فعين مديراً لها في ذلك العام.وفي عام (1374هـ) أسس المعهد العلمي بسامطة، فاختير الشيخ حافظ لإدارته والإشراف على التعليم فيه.
*وفاته رحمه الله:توفي الشيخ حافظ رحمه الله بمكة المكرمة السبت 18- 12 - 1377هـ إثر مرض ألمَّ به ودفن فيها، وله (35) سنة.
ومـؤلفاته :للشيخ رحمه الله مؤلفات كثيرة ؛ منها :
1- سلم الوصول إلى علم الأصول. في توحيد الله واتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
2 - معارج القبول. بشرح سلم الوصول.
3 - أعلام السنة المنشورة. لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة.
4 - الجوهرة الفريدة. في تحقيق العقيدة .
5 - دليل أرباب الفلاح. لتحقيق فن الاصطلاح.
6 - اللؤلؤ المكنون. في أصول الأسانيد والمتون.
7 - السبل السوية. لفقه السنن المروية.
8 - وسيلة الحصول. إلى مهمات الأصول في أصول الفقه في (640) بيتا طبعت أول طبعة بمكة عام (1373هـ).
منقول مكتبة طيبة الأثرية –بتصرف يسير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق