تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

السبت، 29 نوفمبر 2014

(51) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين


(51) 7 صفر 1436 هـ


 وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

*********************

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, أما بعد

نستكمل سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم مع صفة الرحمة له صلى الله عليه وسلم،

بل بُعث صلى الله عليه وسلم رحمة للمسلم أولا وأيضا للكافر وللإنس والجن

رحمته صلى الله عليه وسلم وصفها ربنا سبحانه في كتابة العزيز في سورة الأنبياء:

 ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء:107].

مقالة من موقع صيد الفوائد بنفس العنوان

للشيخ عامر بن عيسى اللهو

الحديث عن محمد صلى الله عليه وسلم حديث ممتع شيّق لا تمل النفوس المؤمنة من

سماعه وتنجذب له الأرواح .


فما تعبّد المتعبدون بأفضل من معرفة محمد وتعلّم ما جاء به من الوحي المبين والسنة المطهرة ،

فإنّ هذا من توقيره ونصرته ومحبته صلى الله عليه وسلم .

قال ابن القيّم رحمه الله :

وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلّقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ، ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه ، والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

نتناول اليوم جانبا واحدا من جوانب سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم جانبا مدحه به ربه وجعله سببا في إرساله للخلق أجمعين ,

ألا وهو جانب ( الرحمة ) قال تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))

فالشريعة كلها مبنيّة على الرحمة في أصولها وفروعها ، ومحمد صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالناس بل تعدت رحمته الناس إلى الحيوانات ،

 ولا ينكر جانب الرحمة في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم إلا جاهل معلوم الجهل أو حاقد مكابر يزعحه ويقلقه انتشار دين محمد صلى الله عليه وسلم في الأرض شرقا وغربا ، وهذا حال المتنفذين من الكفرة من أصحاب الزعامات ورؤساء الصحف والمجلات .

*********************

والمتأمل يا عباد الله في الآية السابقة يلحظ أن الله تعالى وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين فلم يقل : رحمة للمؤمنين ، مما يدل على أن إرساله رحمة ٌلغير المسلمين أيضا فكيف يكون ذلك ؟

وللجواب موقع صيد الفوائد

    أما ما قاله أهل العلم في تفسير هذه الآية : " وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ " [ الأنبياء : 107 ] ،
 فقد بينوا أن الآيات الأخرى بينت المقصود من الرحمة بالنسبة للكافر ، وكذلك سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .

    فالأمم السابقة كان يحل بها العذاب بمجرد التكذيب والآيات في ذلك كثيرة منها :

    قال تعالى في شأن نوح : " فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ " [ الأعراف : 64 ] .

    وقال تعالى في شأن هود : " فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ " [ الأعراف : 72 ] . والآيات كثيرة .

    وأما من السنة : ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ‏‏قَالَ ‏: ‏قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ ‏: ‏إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً .

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2599- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

    وهذه الرحمة هي للمؤمن ، والمنافق ، والكافر .

    قال القاضي عياض في " الشفا " (1/91) : " للمؤمن رحمة بالهداية ، وللمنافق رحمة بالأمان من القتل ، ورحمة للكافرين بتأخير العذاب " .ا.هـ.

    وقال أبو نعيم في " دلائل النبوة " : فأمن أعداؤه من العذاب مدة حياته عليه السلام فيهم ، وذلك قوله تعالى : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ " [ الأنفال : 33 ] ، قلم يعذبهم مع استعجالهم إياه تحقيقا لما نعته به .ا.هـ.         والله أعلم .

جزء من فتوى
   
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل – صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/184.htm
*********************

نتابع مع موضوعنا للشيخ عامر بن عيسى اللهو

وأما رحمته بالمؤمنين صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن تحصر فقد فطر الله في قلبه الرحمة

كما في قوله تعالى" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " آل عمران،

 لذلك حض على الرحمة وربطها برحمة الله فقال صلى الله عليه وسلم  (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ . ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ ، الرَّحمُ شَجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ)

الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1924-خلاصة حكم المحدث: صحيح ،

 وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُفع له ابن بنته وهو صبي صغير ونفسه تتقعقع من الموت ففاضت عيناه عليه الصلاة والسلام فقال سعد بن عبادة : أتبكي؟
 والحديث عن أسامة بن زيدرضي الله عنه:

  (كان ابنٌ لبعضِ بناتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقضي، فأرسلَتْ إليه أن يأتيَها، فأرسَل : ( إنَّ للهِ ما أخَذ، وله ما أعطى، وكلٌّ إلى أجلٍ مُسَمًّى، فلتَصبِرْ ولتحتَسِبْ ) . فأرسلَتْ إليه، فأقسمَتْ عليه، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقُمتُ معَه، ومُعاذُ بنُ جبلٍ وأُبَيُّ بنُ كعبٍ وعُبادَةُ بنُ الصامِتِ، فلما دخَلْنا، ناوَلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصِبيَّ، ونفسُه تقَلقَلُ في صدرِه، حسِبتُه قال : كأنها شَنَّةٌ، فبكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال سعدُ بنُ عُبادَةَ : أتَبكي ؟ فقال : ( إنما يَرحَمُ اللهُ من عبادِه الرحماءَ)

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7448- خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ،

*********************

وكم نسمع من الأحاديث التي فيها قوله صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتي ) مما يدل على أنه بأبي هو وأمي قد يترك الأمر أحيانا رحمة بأمته ألا تطيق ذلك .


ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم رحمته بالصغار ، فقد كان يقبل الصغار ويداعبهم بل ويكنّيهم ،

روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن على فخذه الآخر ، ثم يضمهما ، ثم يقول : ( اللهم إرحمهما فإني أرحمهما ) .

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6003- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
.
وروى البخاري أيضا من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (إنْ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليُخالِطُنا،حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ: يا أبا عُمَيْرٍ، ما فعل النُّغَيْرُ؟) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6129- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

والنغير تصغير نغر وهو طائر يلعب به ذلك الصبي فمات .

إن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجاوزت حدود البشر حتى وصلت إلى البهائم والحيوانات سابقة قبل قرون طويلة ما يسمى بجمعيات الرفق بالحيوان ،

فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : (كنَّا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سَفَرٍ، فانطلقَ لحاجتِهِ فرأَينا حُمَرةً معَها فرخانِ فأخذنا فَرخَيها، فجاءتِ الحُمَرةُ فجعلت تفرِشُ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: من فجعَ هذِهِ بولدِها؟ ردُّوا ولدَها إليها. ورأى قريةَ نملٍ قد حرَّقناها فقالَ: مَن حرَّقَ هذِهِ؟ قُلنا: نحنُ. قالَ: إنَّهُ لا ينبَغي أن يعذِّبَ بالنَّارِ إلَّا ربُّ النَّارِ)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2675- خلاصة حكم المحدث: صحيح

*********************

بل إن رحمته بالحيوان بلغت مبلغا أشد من ذلك حتى عند الذبح ، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) رواه مسلم .

 إنها رحمة ما عرف التاريخ مثلها أبدا .

ومن صور الرحمة في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة المجتمع بأكمله وذلك بتوفير الأمن والطمأنينة في أرجائه ،

وإنما يكون ذلك بردع من يعبث بأمن الأمة ، ومن هنا شرعت الحدود والتعزيزات من قتل القاتل وقطع يد السارق وحد الزاني وغيرها ، فهذه الحدود عند التحقيق مظهر من مظاهر الرحمة في المجتمع المسلم بعكس ما يصوره أعداء الإسلام من أنه وحشية أو همجية.

 ولكم يا عباد الله أن تتأملوا في قول الله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

فالحدود وإن كانت في ظاهرها قسوة على شخص أو شخصين إلا أنها في الحقيقة رحمة للمجتمع بأسره ، والقاعدة الشرعية أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة .

كان من رحمة الله التي أرسل بها رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعم الإسلام الأرض كلها ، فمن وقف ضد دخول الإسلام إلى بلد من البلاد فإنه يقاتل ومن هنا نعرف أن الجهاد في سبيل لله أيضا من مظاهر الرحمة في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعل هذه القضية من أشد القضايا التي تثار من قِبل الكفار لتشويه صورة الإسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم .
وللإجابة عن ذلك نقول : إنه لا بد من النظر في الحكمة من الجهاد في سبيل ، وطريقة هذا الجهاد ، فالحكمة كما تقدم أن يعم الإسلام جميع الأرض ، وهل من شرط الجهاد أن يدخل الناس جميعا في الإسلام ؟ الجواب : لا لقول الله تعالى ( لا إكراه في الدين ) فمن أراد أن يبقى على دينه فله ذلك بشرط أن يدفع الجزية إن كان رجلا بالغا عاقلا على أن يكون تحت حكم الإسلام وهؤلاء يعرفون بأهل الذمة ،
فهذه هي الحكمة من الجهاد ،

وأما طريقة الجهاد فهي من أرقى وأجل الطرق
ولعل مما يلخصها قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال

((إذا أمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سريةٍ ، أوصاه في خاصتِه بتقوى اللهِ ومن معه من المسلمين خيرًا . ثم قال ( اغزوا باسمِ اللهِ في سبيلِ اللهِ . قاتِلوا من كفر باللهِ . اغزوا ولا تَغُلُّوا ولا تغدِروا ولا تُمَثِّلوا ولا تقتلوا وليدًا .

 وإذا لقِيتَ عدوَّك من المشركين فادعُهم إلى ثلاثِ خصالٍ ( أو خلالٍ ) . فأيتهنَّ ما أجابوك فاقبلْ منهم وكفَّ عنهم . ثم ادعُهم إلى الإسلامِ . فإن أجابوك فاقبلْ منهم وكفَّ عنهم .

 ثم ادعُهم إلى التحوُّلِ من دارِهم إلى دارِ المهاجرين . وأخبِرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبَوا أن يتحوَّلوا منها ، فأخبِرْهم أنهم يكونون كأعرابِ المسلمين . يجري عليهم حكمُ اللهِ الذي يجري على المُؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمةِ والفيءِ شيءٌ .

 إلا أن يجاهِدوا مع المسلمين . فإن هم أبَوا فسَلْهم الجزيةَ . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكفَّ عنهم . فإن هم أبوا فاستعِنْ بالله وقاتِلْهم . وإذا حاصرت أهلَ حصنٍ ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ نبيِّه . فلا تجعلْ لهم ذمَّةَ اللهِ وذمَّةَ نبيِّه . ولكن اجعلْ لهم ذِمَّتَك وذمَّةَ أصحابِك . فإنكم ، أن تُخفِروا ذِمَمَكم وذِمَمَ أصحابِكم ، أهونُ من أن تُخفِروا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه . وإذا حاصرتَ أهلَ حِصنٍ ، فأرادوك أن تنزلَهم على حكمِ اللهِ ، فلا تنزلْهم على حكمِ اللهِ . ولكن أَنزِلْهم على حكمِك . فإنك لا تدري أُتصيبُ حكمَ اللهِ فيهم أم لا ) .

وفي رواية : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا بعث أميرًا أو سريَّةً دعاه فأوصاه . وساق الحديثَ بمعنى حديثِ سفيانَ )).

الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1731- خلاصة حكم المحدث: صحيح

بمثل هذه الوصية نعرف سمو الجهاد في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وأهدافه النبيلة ، فأين هذا من الذين ينتقدون الجهاد في الإسلام في حين تسمح لهم نفوسهم بصناعة قنابل هيدروجينية أو جرثومية تقتل في ثوانٍ معدودة مئات الآلاف من البشر ؟!!
عباد الله :
وختاما نقول : إن أحكام الإسلام هي الحكم على الناس وليست أفعال الناس هي الحكم على الإسلام ، فقد يتصرف بعض المسلمين تصرفات ليست من الإسلام في شيء ، فلا يجوز من باب الإنصاف أن يُعمم هذا التصرف على الإسلام أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

صيد الفوائد - عامر بن عيسى اللهو


*********************


 ونكمل جانب من حياته الاجتماعية بالمدينة وتفقده لأصحابه بالمدينة


يعود بعض أصحابه مات ابنه ويبشره....

 عن قرة بن إياس المزني:

(أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقد بعضَ أصحابِهِ فسألَ عنه فقالوا يا رسولَ اللَّهِ بُنَيُّهُ الَّذي رأيتَهُ هلَكَ فلقيَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فسألَهُ عن بُنَيِّهِ فأخبرَهُ أنَّهُ هلَكَ فعزَّاهُ عليهِ ثمَّ قالَ يا فلانُ ، أيُّما كانَ أحبُّ إليكَ ؟ أن تمتَّعَ بِهِ عمرَكَ ، أو لا تأتي غدًا بابًا من أبوابِ الجنَّةِ إلَّا وجدتَهُ قد سبقَكَ إليهِ يفتحُهُ لَكَ ؟ قالَ : يا نبيَّ اللَّهِ ، بل يسبِقُني إلى الجنَّةِ فيفتَحُها لي أحبُّ إليَّ قالَ : فذلكَ لَكَ)

الراوي: قرة بن إياس المزني المحدث: النووي - المصدر: الأذكار - الصفحة أو الرقم: 199
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

وزيادة عند الذهبي:
(...فقام رجلٌ من الأنصارِ فقال يا نبيَّ اللهِ جعلني اللهُ فداءَك أهذا لهذا خاصةًّ أم من هلك له طفلٌ من المسلمين كان له ذلك قال بل من هلك له طفلٌ من المسلمينَ كان له ذلك)
الراوي: قرة بن إياس بن هلال المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 3/1403- خلاصة حكم المحدث: تابعه شعبه عن معاوية

*********************


ويُعزي امرأةٍ من الأنصارِ مات ابنُها :

(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتَعَهَّدُ الأنصارَ ، ويَعُودُهم ، ويَسْأَلُ عنهم ، فبَلَغَهُ عنِ امرأةٍ من الأنصارِ مات ابنُها وليس لها غيرُه ، وأنها جَزَعَتْ عليه جَزَعًا شديدًا ، فأتاها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه أصحابُه ، فلما بَلَغَ بابَ المرأةِ ، قيل للمرأةِ : إنَّ نبيَّ اللهِ يريدُ أن يدخلَ ، يُعَزِّيهَا ، فدخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : أَمَا إنه بَلَغَنِي أنك جَزَعْتِ على ابْنِكِ ، فأمرها بتَقْوَى اللهِ وبالصبرِ ، فقالت : يا رسولَ اللهِ مالِيَ لا أَجْزَعُ وإني امرأةٌ رَقُوبٌ لا أَلِدُ ، ولم يَكُنْ لِي غيرُه ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : الرَّقُوبُ : الذي يَبْقَى وَلَدُها ، ثم قال : ما مِنِ امْرِىءٍ أو امرأةٍ مسلمةٍ يموتُ لها ثلاثةُ أولادِ يَحْتَسِبُهُم إلا أَدْخَلَهُ اللهُ بهِمُ الجنةَ ، فقال عُمَرُ وهو عن يمينِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بأبي أنت وأمي واثْنَيْنِ ؟ قال : واثْنَيْنِ ).
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 207
خلاصة حكم المحدث: على شرط مسلم فإن رجاله كلهم رجال صحيحه، لكن أحدهم فيه ضعف من قبل حفظه لكن لا ينزل حديثه هذا عن رتبة الحسن


*********************


يعودُ سعدَ بنَ عُبادَةَ

( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ركِب على حمارٍ ، عليه قَطيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ ، وأسامةُ وَراءَه ، يعودُ سعدَ بنَ عُبادَةَ في بني حارثِ بنِ الخَزرَجِ ، قبلَ وَقعةِ بدرٍ ، فسارا حتى مرَّا بمجلسٍ فيه عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سَلولٍ ، وذلك قبلَ أن يُسلِمَ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ، فإذا المجلسُ أخلاطٌ منَ المسلمينَ والمشركينَ عبَدَةِ الأوثانِ واليهودِ ، وفي المسلمينَ عبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ ، فلما غَشِيَتِ المجلسُ عُجاجَةُ الدابَّةِ ، خمَّر ابنُ أُبَيٍّ أنفَه برِدائِه وقال : لا تُغَبِّروا علينا ، فسلَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليهم ثم وقَف ، فنزَل فدعاهم إلى اللهِ وقرَأ عليهمُ القرآنَ ، فقال له عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سَلولٍ : أيُّها المرءُ ، لا أحسَنَ مما تقولُ إن كان حقًّا ، فلا تؤذِنا به في مجالسِنا ، فمَن جاءك فاقصُصْ عليه . قال عبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ : بَلى يا رسولَ اللهِ ، فاغشَنا في مجالسِنا ، فإنا نُحِبُّ ذلك ، فاستَبَّ المسلمونَ والمشرِكونَ واليهودُ حتى كادوا يتَثاوَرونَ ، فلم يزَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخَفِّضُهم حتى سكَتوا ، ثم ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دابتَه ،

فسار حتى دخَل على سعدِ بنِ عُبادَةَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أي سعدُ ، ألم تَسمَعْ ما قال أبو حُبابٍ - يريدُ عبدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ - قال كذا وكذا ) . فقال سعدُ بنُ عُبادَةَ : أي رسولَ اللهِ ، بأبي أنت ، اعفُ عنه واصفَحْ ، فوالذي أنزَل عليك الكتابَ ، لقد جاء اللهُ بالحقِّ الذي أَنزَل عليك ، ولقدِ اصطَلَح أهلُ هذه البَحرَةِ على أن يُتَوِّجوه ويُعَصِّبوه بالعِصابَةِ ، فلما رَدَّ اللهُ ذلك بالحقِّ الذي أعطاك شرِق بذلك ، فذلك فعَل به ما رأيتَ . فعَفا عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه يَعفونَ عنِ المشركينَ وأهلِ الكتابِ كما أمَرهمُ اللهُ ، ويَصبِرونَ على الأَذى ، قال اللهُ تعالى : { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } . الآية . وقال : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } . فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتَأَوَّلُ في العفوِ عنهم ما أمَره اللهُ به حتى أذِن له فيهم ، فلما غَزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدرًا ، فقتَل اللهُ بها مَن قتَل من صناديدِ الكفارِ وسادَةِ قريشٍ ، فقفَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه منصورينَ غانِمينَ ، معَهم أُسارى من صناديدِ الكفارِ ، وسادَةِ قريشٍ ، قال ابنُ أُبَيِّ ابنِ سَلولٍ ومن معَه منَ المشركينَ عَبَدَةِ الأوثانِ : هذا أمرٌ قد تَوَجَّه ، فبايَعوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الإسلامِ ، فأسلَموا ).

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6207- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وعلق عليه الشيخ محمد الصوياني بكتابه السيرة النبوية
أن : صححه الألباني في أحكام الجنائز برقم :162

*********************


7 صفر 1436 هـ


 وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

*********************

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, أما بعد

نستكمل سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم مع صفة الرحمة له صلى الله عليه وسلم،

بل بُعث صلى الله عليه وسلم رحمة للمسلم أولا وأيضا للكافر وللإنس والجن

رحمته صلى الله عليه وسلم وصفها ربنا سبحانه في كتابة العزيز في سورة الأنبياء:

 ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء:107].

مقالة من موقع صيد الفوائد بنفس العنوان

للشيخ عامر بن عيسى اللهو

الحديث عن محمد صلى الله عليه وسلم حديث ممتع شيّق لا تمل النفوس المؤمنة من

سماعه وتنجذب له الأرواح .


فما تعبّد المتعبدون بأفضل من معرفة محمد وتعلّم ما جاء به من الوحي المبين والسنة المطهرة ،

فإنّ هذا من توقيره ونصرته ومحبته صلى الله عليه وسلم .

قال ابن القيّم رحمه الله :

وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلّقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ، ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه ، والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

نتناول اليوم جانبا واحدا من جوانب سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم جانبا مدحه به ربه وجعله سببا في إرساله للخلق أجمعين ,

ألا وهو جانب ( الرحمة ) قال تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))

فالشريعة كلها مبنيّة على الرحمة في أصولها وفروعها ، ومحمد صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالناس بل تعدت رحمته الناس إلى الحيوانات ،

 ولا ينكر جانب الرحمة في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم إلا جاهل معلوم الجهل أو حاقد مكابر يزعحه ويقلقه انتشار دين محمد صلى الله عليه وسلم في الأرض شرقا وغربا ، وهذا حال المتنفذين من الكفرة من أصحاب الزعامات ورؤساء الصحف والمجلات .

*********************

والمتأمل يا عباد الله في الآية السابقة يلحظ أن الله تعالى وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين فلم يقل : رحمة للمؤمنين ، مما يدل على أن إرساله رحمة ٌلغير المسلمين أيضا فكيف يكون ذلك ؟

وللجواب موقع صيد الفوائد

    أما ما قاله أهل العلم في تفسير هذه الآية : " وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ " [ الأنبياء : 107 ] ،
 فقد بينوا أن الآيات الأخرى بينت المقصود من الرحمة بالنسبة للكافر ، وكذلك سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .

    فالأمم السابقة كان يحل بها العذاب بمجرد التكذيب والآيات في ذلك كثيرة منها :

    قال تعالى في شأن نوح : " فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ " [ الأعراف : 64 ] .

    وقال تعالى في شأن هود : " فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ " [ الأعراف : 72 ] . والآيات كثيرة .

    وأما من السنة : ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ‏‏قَالَ ‏: ‏قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ ‏: ‏إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً .

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2599- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

    وهذه الرحمة هي للمؤمن ، والمنافق ، والكافر .

    قال القاضي عياض في " الشفا " (1/91) : " للمؤمن رحمة بالهداية ، وللمنافق رحمة بالأمان من القتل ، ورحمة للكافرين بتأخير العذاب " .ا.هـ.

    وقال أبو نعيم في " دلائل النبوة " : فأمن أعداؤه من العذاب مدة حياته عليه السلام فيهم ، وذلك قوله تعالى : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ " [ الأنفال : 33 ] ، قلم يعذبهم مع استعجالهم إياه تحقيقا لما نعته به .ا.هـ.         والله أعلم .

جزء من فتوى
   
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل – صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/184.htm
*********************

نتابع مع موضوعنا للشيخ عامر بن عيسى اللهو

وأما رحمته بالمؤمنين صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن تحصر فقد فطر الله في قلبه الرحمة

كما في قوله تعالى" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " آل عمران،

 لذلك حض على الرحمة وربطها برحمة الله فقال صلى الله عليه وسلم  (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ . ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ ، الرَّحمُ شَجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ)

الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1924-خلاصة حكم المحدث: صحيح ،

 وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رُفع له ابن بنته وهو صبي صغير ونفسه تتقعقع من الموت ففاضت عيناه عليه الصلاة والسلام فقال سعد بن عبادة : أتبكي؟
 والحديث عن أسامة بن زيدرضي الله عنه:

  (كان ابنٌ لبعضِ بناتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقضي، فأرسلَتْ إليه أن يأتيَها، فأرسَل : ( إنَّ للهِ ما أخَذ، وله ما أعطى، وكلٌّ إلى أجلٍ مُسَمًّى، فلتَصبِرْ ولتحتَسِبْ ) . فأرسلَتْ إليه، فأقسمَتْ عليه، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقُمتُ معَه، ومُعاذُ بنُ جبلٍ وأُبَيُّ بنُ كعبٍ وعُبادَةُ بنُ الصامِتِ، فلما دخَلْنا، ناوَلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصِبيَّ، ونفسُه تقَلقَلُ في صدرِه، حسِبتُه قال : كأنها شَنَّةٌ، فبكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال سعدُ بنُ عُبادَةَ : أتَبكي ؟ فقال : ( إنما يَرحَمُ اللهُ من عبادِه الرحماءَ)

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7448- خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ،

*********************

وكم نسمع من الأحاديث التي فيها قوله صلى الله عليه وسلم ( لولا أن أشق على أمتي ) مما يدل على أنه بأبي هو وأمي قد يترك الأمر أحيانا رحمة بأمته ألا تطيق ذلك .


ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم رحمته بالصغار ، فقد كان يقبل الصغار ويداعبهم بل ويكنّيهم ،

روى البخاري عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن على فخذه الآخر ، ثم يضمهما ، ثم يقول : ( اللهم إرحمهما فإني أرحمهما ) .

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6003- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
.
وروى البخاري أيضا من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (إنْ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليُخالِطُنا،حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ: يا أبا عُمَيْرٍ، ما فعل النُّغَيْرُ؟) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6129- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

والنغير تصغير نغر وهو طائر يلعب به ذلك الصبي فمات .

إن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجاوزت حدود البشر حتى وصلت إلى البهائم والحيوانات سابقة قبل قرون طويلة ما يسمى بجمعيات الرفق بالحيوان ،

فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : (كنَّا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سَفَرٍ، فانطلقَ لحاجتِهِ فرأَينا حُمَرةً معَها فرخانِ فأخذنا فَرخَيها، فجاءتِ الحُمَرةُ فجعلت تفرِشُ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: من فجعَ هذِهِ بولدِها؟ ردُّوا ولدَها إليها. ورأى قريةَ نملٍ قد حرَّقناها فقالَ: مَن حرَّقَ هذِهِ؟ قُلنا: نحنُ. قالَ: إنَّهُ لا ينبَغي أن يعذِّبَ بالنَّارِ إلَّا ربُّ النَّارِ)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2675- خلاصة حكم المحدث: صحيح

*********************

بل إن رحمته بالحيوان بلغت مبلغا أشد من ذلك حتى عند الذبح ، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) رواه مسلم .

 إنها رحمة ما عرف التاريخ مثلها أبدا .

ومن صور الرحمة في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة المجتمع بأكمله وذلك بتوفير الأمن والطمأنينة في أرجائه ،

وإنما يكون ذلك بردع من يعبث بأمن الأمة ، ومن هنا شرعت الحدود والتعزيزات من قتل القاتل وقطع يد السارق وحد الزاني وغيرها ، فهذه الحدود عند التحقيق مظهر من مظاهر الرحمة في المجتمع المسلم بعكس ما يصوره أعداء الإسلام من أنه وحشية أو همجية.

 ولكم يا عباد الله أن تتأملوا في قول الله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

فالحدود وإن كانت في ظاهرها قسوة على شخص أو شخصين إلا أنها في الحقيقة رحمة للمجتمع بأسره ، والقاعدة الشرعية أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة .

كان من رحمة الله التي أرسل بها رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعم الإسلام الأرض كلها ، فمن وقف ضد دخول الإسلام إلى بلد من البلاد فإنه يقاتل ومن هنا نعرف أن الجهاد في سبيل لله أيضا من مظاهر الرحمة في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعل هذه القضية من أشد القضايا التي تثار من قِبل الكفار لتشويه صورة الإسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم .
وللإجابة عن ذلك نقول : إنه لا بد من النظر في الحكمة من الجهاد في سبيل ، وطريقة هذا الجهاد ، فالحكمة كما تقدم أن يعم الإسلام جميع الأرض ، وهل من شرط الجهاد أن يدخل الناس جميعا في الإسلام ؟ الجواب : لا لقول الله تعالى ( لا إكراه في الدين ) فمن أراد أن يبقى على دينه فله ذلك بشرط أن يدفع الجزية إن كان رجلا بالغا عاقلا على أن يكون تحت حكم الإسلام وهؤلاء يعرفون بأهل الذمة ،
فهذه هي الحكمة من الجهاد ،

وأما طريقة الجهاد فهي من أرقى وأجل الطرق
ولعل مما يلخصها قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال

((إذا أمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سريةٍ ، أوصاه في خاصتِه بتقوى اللهِ ومن معه من المسلمين خيرًا . ثم قال ( اغزوا باسمِ اللهِ في سبيلِ اللهِ . قاتِلوا من كفر باللهِ . اغزوا ولا تَغُلُّوا ولا تغدِروا ولا تُمَثِّلوا ولا تقتلوا وليدًا .

 وإذا لقِيتَ عدوَّك من المشركين فادعُهم إلى ثلاثِ خصالٍ ( أو خلالٍ ) . فأيتهنَّ ما أجابوك فاقبلْ منهم وكفَّ عنهم . ثم ادعُهم إلى الإسلامِ . فإن أجابوك فاقبلْ منهم وكفَّ عنهم .

 ثم ادعُهم إلى التحوُّلِ من دارِهم إلى دارِ المهاجرين . وأخبِرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبَوا أن يتحوَّلوا منها ، فأخبِرْهم أنهم يكونون كأعرابِ المسلمين . يجري عليهم حكمُ اللهِ الذي يجري على المُؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمةِ والفيءِ شيءٌ .

 إلا أن يجاهِدوا مع المسلمين . فإن هم أبَوا فسَلْهم الجزيةَ . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكفَّ عنهم . فإن هم أبوا فاستعِنْ بالله وقاتِلْهم . وإذا حاصرت أهلَ حصنٍ ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ نبيِّه . فلا تجعلْ لهم ذمَّةَ اللهِ وذمَّةَ نبيِّه . ولكن اجعلْ لهم ذِمَّتَك وذمَّةَ أصحابِك . فإنكم ، أن تُخفِروا ذِمَمَكم وذِمَمَ أصحابِكم ، أهونُ من أن تُخفِروا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه . وإذا حاصرتَ أهلَ حِصنٍ ، فأرادوك أن تنزلَهم على حكمِ اللهِ ، فلا تنزلْهم على حكمِ اللهِ . ولكن أَنزِلْهم على حكمِك . فإنك لا تدري أُتصيبُ حكمَ اللهِ فيهم أم لا ) .

وفي رواية : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا بعث أميرًا أو سريَّةً دعاه فأوصاه . وساق الحديثَ بمعنى حديثِ سفيانَ )).

الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1731- خلاصة حكم المحدث: صحيح

بمثل هذه الوصية نعرف سمو الجهاد في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وأهدافه النبيلة ، فأين هذا من الذين ينتقدون الجهاد في الإسلام في حين تسمح لهم نفوسهم بصناعة قنابل هيدروجينية أو جرثومية تقتل في ثوانٍ معدودة مئات الآلاف من البشر ؟!!
عباد الله :
وختاما نقول : إن أحكام الإسلام هي الحكم على الناس وليست أفعال الناس هي الحكم على الإسلام ، فقد يتصرف بعض المسلمين تصرفات ليست من الإسلام في شيء ، فلا يجوز من باب الإنصاف أن يُعمم هذا التصرف على الإسلام أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

صيد الفوائد - عامر بن عيسى اللهو


*********************


 ونكمل جانب من حياته الاجتماعية بالمدينة وتفقده لأصحابه بالمدينة


يعود بعض أصحابه مات ابنه ويبشره....

 عن قرة بن إياس المزني:

(أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقد بعضَ أصحابِهِ فسألَ عنه فقالوا يا رسولَ اللَّهِ بُنَيُّهُ الَّذي رأيتَهُ هلَكَ فلقيَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فسألَهُ عن بُنَيِّهِ فأخبرَهُ أنَّهُ هلَكَ فعزَّاهُ عليهِ ثمَّ قالَ يا فلانُ ، أيُّما كانَ أحبُّ إليكَ ؟ أن تمتَّعَ بِهِ عمرَكَ ، أو لا تأتي غدًا بابًا من أبوابِ الجنَّةِ إلَّا وجدتَهُ قد سبقَكَ إليهِ يفتحُهُ لَكَ ؟ قالَ : يا نبيَّ اللَّهِ ، بل يسبِقُني إلى الجنَّةِ فيفتَحُها لي أحبُّ إليَّ قالَ : فذلكَ لَكَ)

الراوي: قرة بن إياس المزني المحدث: النووي - المصدر: الأذكار - الصفحة أو الرقم: 199
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

وزيادة عند الذهبي:
(...فقام رجلٌ من الأنصارِ فقال يا نبيَّ اللهِ جعلني اللهُ فداءَك أهذا لهذا خاصةًّ أم من هلك له طفلٌ من المسلمين كان له ذلك قال بل من هلك له طفلٌ من المسلمينَ كان له ذلك)
الراوي: قرة بن إياس بن هلال المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 3/1403- خلاصة حكم المحدث: تابعه شعبه عن معاوية

*********************


ويُعزي امرأةٍ من الأنصارِ مات ابنُها :

(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتَعَهَّدُ الأنصارَ ، ويَعُودُهم ، ويَسْأَلُ عنهم ، فبَلَغَهُ عنِ امرأةٍ من الأنصارِ مات ابنُها وليس لها غيرُه ، وأنها جَزَعَتْ عليه جَزَعًا شديدًا ، فأتاها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومعه أصحابُه ، فلما بَلَغَ بابَ المرأةِ ، قيل للمرأةِ : إنَّ نبيَّ اللهِ يريدُ أن يدخلَ ، يُعَزِّيهَا ، فدخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : أَمَا إنه بَلَغَنِي أنك جَزَعْتِ على ابْنِكِ ، فأمرها بتَقْوَى اللهِ وبالصبرِ ، فقالت : يا رسولَ اللهِ مالِيَ لا أَجْزَعُ وإني امرأةٌ رَقُوبٌ لا أَلِدُ ، ولم يَكُنْ لِي غيرُه ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : الرَّقُوبُ : الذي يَبْقَى وَلَدُها ، ثم قال : ما مِنِ امْرِىءٍ أو امرأةٍ مسلمةٍ يموتُ لها ثلاثةُ أولادِ يَحْتَسِبُهُم إلا أَدْخَلَهُ اللهُ بهِمُ الجنةَ ، فقال عُمَرُ وهو عن يمينِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بأبي أنت وأمي واثْنَيْنِ ؟ قال : واثْنَيْنِ ).
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: أحكام الجنائز - الصفحة أو الرقم: 207
خلاصة حكم المحدث: على شرط مسلم فإن رجاله كلهم رجال صحيحه، لكن أحدهم فيه ضعف من قبل حفظه لكن لا ينزل حديثه هذا عن رتبة الحسن


*********************


يعودُ سعدَ بنَ عُبادَةَ

( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ركِب على حمارٍ ، عليه قَطيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ ، وأسامةُ وَراءَه ، يعودُ سعدَ بنَ عُبادَةَ في بني حارثِ بنِ الخَزرَجِ ، قبلَ وَقعةِ بدرٍ ، فسارا حتى مرَّا بمجلسٍ فيه عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سَلولٍ ، وذلك قبلَ أن يُسلِمَ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ، فإذا المجلسُ أخلاطٌ منَ المسلمينَ والمشركينَ عبَدَةِ الأوثانِ واليهودِ ، وفي المسلمينَ عبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ ، فلما غَشِيَتِ المجلسُ عُجاجَةُ الدابَّةِ ، خمَّر ابنُ أُبَيٍّ أنفَه برِدائِه وقال : لا تُغَبِّروا علينا ، فسلَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليهم ثم وقَف ، فنزَل فدعاهم إلى اللهِ وقرَأ عليهمُ القرآنَ ، فقال له عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سَلولٍ : أيُّها المرءُ ، لا أحسَنَ مما تقولُ إن كان حقًّا ، فلا تؤذِنا به في مجالسِنا ، فمَن جاءك فاقصُصْ عليه . قال عبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ : بَلى يا رسولَ اللهِ ، فاغشَنا في مجالسِنا ، فإنا نُحِبُّ ذلك ، فاستَبَّ المسلمونَ والمشرِكونَ واليهودُ حتى كادوا يتَثاوَرونَ ، فلم يزَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخَفِّضُهم حتى سكَتوا ، ثم ركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دابتَه ،

فسار حتى دخَل على سعدِ بنِ عُبادَةَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أي سعدُ ، ألم تَسمَعْ ما قال أبو حُبابٍ - يريدُ عبدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ - قال كذا وكذا ) . فقال سعدُ بنُ عُبادَةَ : أي رسولَ اللهِ ، بأبي أنت ، اعفُ عنه واصفَحْ ، فوالذي أنزَل عليك الكتابَ ، لقد جاء اللهُ بالحقِّ الذي أَنزَل عليك ، ولقدِ اصطَلَح أهلُ هذه البَحرَةِ على أن يُتَوِّجوه ويُعَصِّبوه بالعِصابَةِ ، فلما رَدَّ اللهُ ذلك بالحقِّ الذي أعطاك شرِق بذلك ، فذلك فعَل به ما رأيتَ . فعَفا عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه يَعفونَ عنِ المشركينَ وأهلِ الكتابِ كما أمَرهمُ اللهُ ، ويَصبِرونَ على الأَذى ، قال اللهُ تعالى : { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } . الآية . وقال : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } . فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتَأَوَّلُ في العفوِ عنهم ما أمَره اللهُ به حتى أذِن له فيهم ، فلما غَزا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بدرًا ، فقتَل اللهُ بها مَن قتَل من صناديدِ الكفارِ وسادَةِ قريشٍ ، فقفَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه منصورينَ غانِمينَ ، معَهم أُسارى من صناديدِ الكفارِ ، وسادَةِ قريشٍ ، قال ابنُ أُبَيِّ ابنِ سَلولٍ ومن معَه منَ المشركينَ عَبَدَةِ الأوثانِ : هذا أمرٌ قد تَوَجَّه ، فبايَعوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الإسلامِ ، فأسلَموا ).

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6207- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وعلق عليه الشيخ محمد الصوياني بكتابه السيرة النبوية
أن : صححه الألباني في أحكام الجنائز برقم :162

*********************

مرجع ترتيب السيرة لكتاب السيرة النبوية لمحمد الصوياني