تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الثلاثاء، 25 مارس 2014

36 فوائد من حادثة الإسراء والمعراج-1

24جمادى الآخرة 1435

(36)
فوائد من حادثة الإسراء والمعراج

د. مهران ماهر عثمان
  صيد الفوائد
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن حادثة الإسراء والمعراج اشتملت على كثير من الفوائد والعبر، وهذه بعضها«[1]»:

1/ لما كان بيت المقدس مُهاجَر كثير من أنبياء الله تعالى؛ كان الإسراء بنبينا صلى الله عليه وسلم إليه ليُجمع له بين أشتات الفضائل. ومن حكم ذلك: أن يُعلم أنَّ هذه الأمة المحمدية أولى بهذا البيت من غيرهم.  ولكن بسبب إعراضنا عن شرع ربنا ضاع بيت المقدس منَّا،
 وإن من البشارات النبوية التي يحسن التنويه إليها هنا قوله عليه الصلاة والسلام: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ»«[2]».
 الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2922- خلاصة حكم المحدث: صحيح
2/
كان الذهاب بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليلاً لأنه زمن يأنس فيه المسلم بالله منقطعاً عن الدنيا وشواغلها.
 3/ لما ذكر الله تعالى الإسراء نعت النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية فقال:
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ }«[3]».
 ومن تأمل القرآن الكريم يجد أن الله تعالى نعت نبيه صلى الله عليه وسلم بنعت العبودية في أسمى أحواله وأرفع مقاماته..
ففي مقام الدعوة: }وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا{ «[4]».
ولما ذكر إنزال الكتاب عليه قال:} الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا{ «[5]».
وقال مخبراً عن الوحي إليه:} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{ «[6]».
وقال عن جميع المرسلين:} وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ { «[7]».
فالعز كل العز في أن تكون عبداً لله تعالى.

 4/ اختلف العلماء في تأريخ الإسراء والمعراج اختلافاً عظيماً، فذكر الإمام القرطبي المالكي -رحمه الله -في التفسير خمسة أقوال«[8]»،
وذكر السيوطي –رحمه الله-  لذلك خمسة عشر قولاً. «[9]»
وهذه فائدة تتفرع عنها الفائدة التالية:
5/ عدم التعيين تعيين للعدم.
وأريد بذلك: أنه لا يُشرع للإنسان أن يخص ليلة المعراج بقيام من بين الليالي، ولا نهارها بصيام من بين الأيام؛ إذ لو كان ذلك من الشرع في شيء لما اختُلف في تحديدها هذا الاختلاف، إذ كيف تُشرع عبادة في ليلة لا نصَّ في تحديدها ألبتة، وإنما هي أقوال دون إثباتها خرط القتاد!! قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "و أما الإسراء فقيل: كان في رجب، و ضعفه غير واحد"«[10]».
ولا يَستشكلنَّ أحدٌ أنَّ ليلة القدر لم تُحدَّد؛ لأنها في وتر العشر الأواخر من رمضان كما دلَّت عليه النصوص الصحيحة، وأما الليلة الموافقة لليلة الإسراء والمعراج فلا يصح في تحديدها إلا قول من قال: هي في إحدى ليالي العام!! وإذا كان الأمر كذلك  فلا يمكن أن يشرع تخصيصها بشيء.
ثم إنه ينبغي أن نُفرِّق بين فعل العبادة، وبين تخصيصها بزمان أو مكان، فالذي اعتاد أن يصوم صوماً لو وافق صومه ليلة المعراج –لو فرضنا أنَّ تأريخها معلوم- فله أن يصومها، لا لكونها ليلة المعراج، وإنما لكون صومه وافق ذلك. وهكذا قل في شأن القيام. أما أن يخص الإنسان ليلةً أو يوماً بقيام أو صيام لم يدل الشرع على تخصيصها فهذا مما لا يُشرع. ومن الأدلة على التفريق بين فعل العبادة وبين تخصيصها بزمانٍ أو مكان قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» «[11]». الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1144- خلاصة حكم المحدث: صحيح-
 فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهى عن عبادة الصيام والقيام، وإنما ينهى عن تخصيص العبادة بيوم لم يشهد له الشرع باعتبار، ونحن لا ننهى عن الصيام والقيام، وإنما ننهى عن تخصيص ليلة السابع والعشرين من شهر رجب بذلك.

 6/ من الواجب اعتقاده: أن الإسراء والمعراج كان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم  وروحه، لا بروحه فقط؛ لما يلي:
أ‌. لأن هذا هو الذي يتماشى مع ظاهر النصوص، وليس من دليل يصرف هذه النصوص عن ظاهرها.
ب‌.  ركوبه للبراق، وهي دابة فوق الحمار ودون البغل. ولو كان الإسراء بروحه لم يكن من حاجة للركوب.
ت‌. قوله تعالى:}أَسْرَى بِعَبْدِهِ{، فلو كان الإسراء بروحه لقال: روح عبده.
ث‌. لو كان بروحه لما كذبته قريش؛ فإن عقولهم لا تنكر أن الأرواح قد تجوب الآفاق في لحظة.
ج‌.  } وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا{ «[12]».

7/ أن أفضل الأنبياء نبيُّنا صلى الله عليه وسلم؛ لأنه تقدم عليهم وصلَّى بهم، وبلغ في المعراج مبلغاً لم يبلغه أحد منهم. وهذا مما لا ينازع فيه أحد.

8/ بعض الناس –هداهم الله- يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج، وقد اصطلحوا على أنَّها ليلة السابع والعشرين من رجب! وفي تقديري أنه لو كان لابد من إبداء المشاعر لكان إبداء مشاعر الحزن أولى من إظهار الابتهاج والفرح؛ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى بيت المقدس، فأين بيت المقدس الآن؟
ثم إنَّا نستسمح المحتفلين أن نسألَ سؤالاً: هل احتفل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهذا الليلة؟
فإن قالوا: نعم. قلنا: } هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{ «[13]».
وإن قالوا: لا. قلنا: «أحسنُ الهدي هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» «[14]». فليسعْنا ما وسِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه.

9/ لقي النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الأولى: آدم، وفي الثانية: عيسى ويحيى، وفي الثالثة: يوسف، وفي الرابعة: إدريس، وفي الخامسة: هارون، وفي السادسة : موسى، وفي السابعة: إبراهيم –عليهم صلوات الله وتسليماته-.
والحكمة في اختيار هؤلاء الأنبياء –والله أعلم- أنه بمقابلة آدم –عليه السلام- يتذكر أنه أُخرج من موطنه وعاد إليه، فيتسلى بذلك إذا أخرجه قومه من موطنه.
وأما عيسى ويحيى –عليهما السلام- فلما لاقاهما من شدة عداوة اليهود، وهذا أمر سيلقاه النبي صلى الله عليه وسلم في مدينته.
وأما يوسف فلما أصابه من ظلم إخوته له، فصبر عليهم، وقد طَرد أهلُ مكة النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأرادوا قتله.
وأما إدريس فلرفعة مكانه التي تشحذ الهمة لنيل أعلى الدرجات عند رب السماوات.
وأما هارون فلأن قومه عادوه ثم عادوا لمحبته.
وأما موسى فلشدة ما أُوذي به من قومه، حتى إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال في ذلك: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَخِي مُوسَى؛ قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» «[15]».
جزء من حديث (الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3405-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وفي ملاقاة إبراهيم –عليه السلام- في آخر السماوات مسنداً ظهره للبيت المعمور إشعار بأنه صلى الله عليه وسلم سيختم عمره الشريف بحج البيت العتيق.

10/ أنَّ الهداية بيد الله، وأن من حجبها الله عنه فلن تجد له هادياً ونصيراً، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ
t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ«[16]» وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ»«[17]». ومع ذلك كذبوه وسفَّهوا كلامه، بل ارتد بعض ضعاف الإيمان.

11/ وفي قصة المعراج أنَّ جبريل كان يستفتح أبواب السماء، فيقال له: "من"؟ فيقول: "جبريل". ففيه دليل على أنَّ المستأذن إذا قيل له: من؟ سمَّى نفسه بما يُعرف به، ولا يقول: أنا. لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب، فقال:«من ذا»؟ فقلت: أنا. فقال:«أنا أنا»!!  كأنه كرهها «[18]».البخاري

 12/ وجد النبي صلى الله عليه وسلم أبواب السماء مغلقة وكانت تُفتح لهما، وفي هذا من الإكرام له ما لا يخفى؛ "لأنه لو رآها مفتحة لظنَّ أنَّها كذلك "«[19]».

13/ وحديث المعراج دليل من مئات الأدلة التي تدل على علو الله تعالى على جميع مخلوقاته؛ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم حجابه بعد السماء السابعة.

14/ } وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ{ «[20]»
المدثر ،
 فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه. فعدد ملائكة الرحمن لا يحيط به إلا هو سبحانه.

15/ قبح الغيبة، وبيان عاقبة أهلها،
 فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ:  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ» «[21]». الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4878 -خلاصة حكم المحدث: صحيح

16/ ومن دروس المعراج: إثبات عذاب البرزخ؛ للحديث السالف. وفي بعض طرق قصة المعراج ذكر لبعض المعذبين، إلا أنَّ علماءنا طعنوا فيها؛ ولذا أعرضت عنها.

17/ الحادثة بجملتها فيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما امتلأت جوانب حياته بسحائب الكآبة والأحزان، فكانت هذه الحادثة التي اضمحلت أمامها تلال الغموم الناتجة من ازدراء قومه له وتكذيبه. إنَّ المرء إذا أراد أن يُقنع الناس بمبدأ معينٍ وتصدى أهله وعشيرته لتكذيبه والنيل منه بسبب ذلك واجه من الأحزان قدراً لا يحيط به إلا الله تعالى؛ لأن باقي الناس ممن ليسوا بأهله أولى بتكذيبه واستهجان طرحه..
وظلمُ ذوي القربى أشد مضاضةً   ---    على المرء من وقع الحسام المهنَّد
ومن هذا يُستفاد: أن مع العسر يسراً، وأن من الضيق فرجاً، وبالشدة رخاءً.

18/ مكانة الصلاة في دين الإسلام، فإن الله اختصها بأن فرضها على نبيه صلى الله عليه وسلم بلا واسطة.


19/ أكثر أمة يدخلون الجنة الأمة المحمدية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد مفارقة موسى –عليه السلام-  إلى السماء السابعة  بكى، فقيل: "ما يبكيك"؟ قال:" لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي" «[22]».


20/ بركة النصح للمسلمين؛ فإنه بسبب نصح موسى لنبينا صلى الله عليه وسلم خفف الله عنه الصلاة المفروضة إلى خمس صلوات.
 
21/ أنَّ الله تعالى كلَّم نبينا صلى الله عليه وسلم كما كلَّم موسى عليه السلام
، والذي يقف على الخصائص المحمدية –على صاحبها أزكى صلاة وأتم سلام- يعلم أنَّ الله أكرمه بالآيات التي أُكرم بها كثير من الأنبياء قبله، وزاده خصائص لم يُعطها أحدٌ قبله.
 
22/
عظيم رحمة ربِّنا بنا، قال تعالى:} يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا{ «[23]».
النساء
 
23/  الاستحياء من الله هدي نبوي كريم
، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قال لموسى –عليه السلام- لما طلب منه الرجوع بعدما صارت الصلاة خمس مرات:«إني قد استحييت من ربي». وقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ». قالوا:  يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ:«لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»«[24]». "الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2458- خلاصة حكم المحدث: حسن"
 
24/، 25/ خطورة الشرك، وعظيم فضل أواخر سورة البقرة.


فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ:" لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ «[25]» إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنْ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا. قَالَ: }إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{. قَالَ: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا؛ أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ» «[26]».

26/ أنَّ رسولنا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينه، وإنما رآه بفؤاده؛ لقول أبي ذر
t: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ:«نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ» «[27]». ولقول أمِّنا عائشة رضي الله عنها:" من زَعَمَ أَنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ "«[28]».

 27/ فضل أبي بكر الصديق الذي لم يُخالج قلبَه شك في صدق خبر النبي صلى الله عليه وسلم، بل سارع إلى التصديق لما أخبرته قريش بخبر الإسراء بقوله:"إن كان قالها فقد صدق". فرضي الله عنه وأرضاه.
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


----------------------
[1] / استفدتها من مجموعة كتب صُنفت في هذا الموضوع، منها الآية العظمى للسيوطي وغيره.
[2] / البخاري ومسلم.
[3] / أول آيات سورة الإسراء.
[4] / سورة الجن، الآية: 19.
[5] / أول الكهف.
[6] / النجم: 10.
[7] / الصافات: 171-172.
[8] / انظر تفسيره: 10/210.
[9] / انظر كتابه: الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا، ط دار الحديث بالقاهرة، ص: 60-62.
[10] / لطائف المعارف: 1/101.
[11] / مسلم.
[12] / الفرقان: 54.
[13] / سورة البقرة: 111.
[14] / البخاري.
[15] / البخاري ومسلم.
[16] / يُسميه الناس:حجر إسماعيل ! ولا مُسوِّغَ لهذه التسمية.
[17] / مسلم.
[18] / البخاري ومسلم.الحديث(أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في دَينٍ كان على أبي، فدقَقتُ البابَ، فقال : ( مَن ذا ) . فقلتُ : أنا، فقال : ( أنا أنا ) . كأنه كرِهَها ).
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6250-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[19] / الآية العظمى، ص: 71.
[20] / المدثر: 31.
[21] / سنن أبي داود.
[22] / البخاري ومسلم.
[23] / النساء: 28.
[24] / الترمذي، وحسنه الألباني.
[25] / قال النووي -رحمه الله-:" كذا هو في جميع الأصول:السادسة. وقد تقدم في الروايات الأخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة. قال القاضي: كونها في السابعة هو الأصح، وقول الأكثرين، وهو الذي يقتضيه المعنى وتسميتها بالمنتهى. قلت: ويمكن أن يُجمع بينهما فيكون  أصلها في السادسة  ومعظمها في السابعة " ((شرح مسلم: 3/2)).
[26] / مسلم.
[27] / مسلم.
[28] / مسلم.
بتصرف يسير


الاثنين، 17 مارس 2014

الإسراء والمعراج


17جمادى الأولى1435

درس35

الإسراء والمعراج
تعد معجزة الإسراء والمعراج آية من آيات الله تعالى التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى، ورحلة لم يسبق لبشر أن قام بها، أكرم الله  بها نبيَّه محمد صلى الله عليه وسلم .

بعد مالاقاه من محن ووفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وعمه الذي كان يؤازره  وما لاقى من أذى قريش والطائف,

إنها رحلة الإسراء والمعراج التي أرى اللهُ  فيها النبيَّ  عجائب آياته الكبرى، ومنحه فيها عطاءً رُوحيًّا عظيمًا؛ وذلك تثبيتًا لفؤاده، ليتمكَّن من إتمام مسيرته في دعوة الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولتكون تمحيصًا من الله للمؤمنين، وتمييزًا للصادقين منهم، فيكونوا خَلِيقين بصحبة رسوله الأعظم إلى دار الهجرة، وجديرين بما يحتمله من أعباء وتكاليف.

أمَّا الإسراء فهي تلك الرحلة الأرضيَّة وذلك الانتقال العجيب، بالقياس إلى مألوف البشر، الذي تمَّ بقُدْرَة الله  من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والوصول إليه في سرعة تتجاوز الخيال، يقول تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

ولنقرأ الحديث:
(لقد رأيتني في الحجْرِ . وقريشٌ تسألُنِي عن مسرايَ . فسألتني عن أشياءَ من بيتِ المقدسِ لم أثبتها . فكُرِبتُ كربةً ما كُربتُ مثلهً قط . قال فرفعهُ اللهُ لي أنظرُ إليهِ . ما يسألوني عن شيءٍ إلا أنبأْتهُم بهِ . وقد رأيتنِي في جماعةٍ من الأنبياءِ . فإذا موسى قائمٌ يصلي . فإذا رجلٌ ضربٌ جعْدٌ كأنه من رجالِ شنوءةٍ . وإذا عيسى بن مريم عليهِ السلامُ قائمٌ يصلي . أقربُ الناسِ بهِ شبها عروةُ بن مسعودٍ الثقفيّ . وإذا إبراهيمُ عليهِ السلامُ قائمٌ يصلي . أشبهُ الناسِ بهِ صاحبكُم ( يعني نفْسهُ ) فحانتِ الصلاةُ فأممتهُم . فلما فرغتُ من الصلاةِ قال قائل : يا محمدُ ! هذا مالكُ صاحبُ النارِ فسلّمَ عليهِ . فالتفتُّ إليهِ فبدأَنِي بالسلامِ)
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم  - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 172-خلاصة حكم المحدث: صحيح-

وأمَّا المعراج فهو الرحلة السماويَّة والارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، يقول تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 13-18].

وقد حدثت هاتان الرحلتان في ليلة واحدة، وكان زمنها قبل الهجرة بسَنَةٍ واختلفت الأقوال .

على أنه أُثِيرَ حول الإسراء والمعراج جدل طويل وتساؤلات عِدَّة، فيما إذا كانت قد تمَّت هذه الرحلة بالرُّوح والجسد، أم بالروح فقط؟ ومتى وكيف تمَّت؟

وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى متى كانا :
فقيل أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة ، وقيل أنها قبل الهجرة بسنة ، فتكون في ربيع الأول ، ولم تعين الليلة ، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً ، فتكون في ذي القعدة ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بخمس ، وقيل : بست . 

والذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة

واختلفوا ، هل كان الإسراء ببدنه عليه الصلاة السلام وروحه ، أم بروحه فقط ؟

والذي عليه أكثر العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لامناماً لان قريش أكبرته وأنكرته ، ولو كان مناماً لم تنكره لأنها لا تنكر المنامات ، قال تعالى : " {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

ذكر بن كثير في تفسيره لسورة الإسراء ، لهذه الاية
 
يمجد تعالى نفسه ، ويعظم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره ولا رب سواه (( الذي أسرى بعبده )) يعني محمداً صلى الله عليه وسلم (( ليلاً )) أي من الليل (( من المسجد الحرام )) وهو مسجد مكة (( إلى المسجد الأقصى )) وهو بيت المقدس الذي بالقدس مصدق الأنبياء من لدن إبراهيم عليه السلام ، ولهذا جُمعوا له هناك فأمهم في محلتهم ودارهم ، فدل على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . وقوله (( الذي باركنا حوله )) أي في الزروع والثمار (( لنريه )) أي محمداً (( من آياتنا )) أي العظام ، كما قال تعالى : (( لقد رأى من آيات ربه الكبرى)) ] .

قصة الإسراء:

قال الحسن في حديثه ‏‏:‏‏ فمضى رسول الله ، ومضى جبريل معه، حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فأمَّهم رسول الله فصلى بهم، ثم أُتي بإناءين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن ‏‏.‏‏[بحاجة لمصدر] قال ‏‏:‏‏ فأخذ رسول الله إناء اللبن، فشرب منه، وترك إناء الخمر ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال له جبريل ‏‏:‏‏ هديت للفطرة، وهديت أمتك يا محمد، وحرمت عليكم الخمر ‏‏.‏‏ ثم انصرف رسول الله إلى مكة، فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر ‏‏.‏‏ فقال أكثر الناس ‏‏:‏‏ هذا والله الإمْر البين، والله إن العير لتطرد، شهرا من مكة إلى الشام مدبرة، وشهرا مقبلة، أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة، ويرجع إلى مكة ‏‏!‏‏ قال ‏‏:‏‏ فارتد كثير ممن كان أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر، فقالوا له ‏‏:‏‏ هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال لهم‏ أبو بكر ‏‏:‏‏ إنكم تكذبون عليه ؛ فقالوا ‏‏:‏‏ بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ؛ فقال أبو بكر ‏‏:‏‏ والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يُعجبكم من ذلك ‏‏!‏‏ فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله، فقال:‏‏ يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ؛ قال ‏‏:‏‏ يا نبي الله، فصفه لي، فإني قد جئته - قال الحسن ‏‏:‏‏ فقال رسول الله ‏‏:‏‏ فرُفع لي حتى نظرت إليه - فجعل رسول الله () يصفه لأبي بكر، ويقول أبو بكر:‏‏ صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئا، قال ‏‏:‏‏ صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى، قال رسول الله لأبي بكر:‏‏ وأنت يا أبا بكر الصديق ؛ فيومئذ سماه الصديق ‏‏.‏‏ قال الحسن ‏‏:‏‏ وأنزل الله فيمن ارتد عن إسلامه لذلك:‏‏ ‏‏(‏‏ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(60) ‏‏)‏‏ ‏‏.سيرة ابن هشام

وإليكم الأحاديث:‏‏

**قال حذيفةُ بنُ اليمانِ : (ولم يُصلِّ في بيتِ المقدسِ قال زِرٌّ : فقلتُ له : بلى قد صلَّى قال حذيفةُ : ما اسمُك يا أصلعُ فإني أعرفُ وجهَك ولا أعرفُ اسمَك ؟ فقلت : أنا زِرُّ بنُ حُبَيشٍ قال وما يدريك أنه قد صلَّى ؟ قال : فقلتُ : يقول اللهُ عزَّ وجلَّ : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } قال : فهل تجدُه صلَّى لو صلّى لصلَّيتُم فيه كما تُصلُّون في المسجدِ الحرامِ قال زِرٌّ : وربطَ الدَّابةَ بالحلقةِ التي يربطُ بها الأنبياءُ عليهم السَّلامُ قال : حُذيفةُ أو كان يخافُ أن تذهبَ منه وقد أتاهُ اللهُ بها)

الراوي: زر بن حبيش المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2/530
خلاصة حكم المحدث: حسن

إضافة من المشكاة:
وقال ابن كثير في ( تفسيره ) ( 3/12 ) : وهذا الذي قاله حذيفة رضي الله عنه وما أثبته غيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربط الدابة بالحلقة ومن الصلاة ببيت المقدس مما سبق وما سيأتي مقدم على قوله والله أعلم بالصواب.


 فُرِجَ سقفُ بيتي وأنا بمكةَ ، فنزل جبريلُ ففرجَ صدري ، ثم غسلَهُ بماءِ زمزمَ ، ثم جاء بطَسْتٍ من ذهبٍ ، ممتلئٍ حكمةً وإيمانًا ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقَهُ ، ثم أخذ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ ، فلمَّا جاء إلى السماءِ الدنيا قال جبريلُ لخازنِ السماءِ : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريلُ ، قال : معك أحدٌ ؟ قال : معي محمدُ ، قال : أُرْسِلَ إليهِ ؟ قال : نعم فافتحْ ،

فلمَّا عَلَوْنَا إلى السماءِ إذا رجلٌ عن يمينِهِ أسودَةٌ وعن يسارِهِ أسودَةٌ ، فإذا نظر قِبَلَ يمينِهِ ضحكَ ، وإذا نظرَ قِبَلَ شمالِهِ بكى ، فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والابنِ الصالحِ ، قلتُ : من هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا آدمُ ، وهذه الأسودَةُ عن يمينِهِ وعن شمالِهِ نَسَمُ بنيهِ ، فأهلُ اليمينِ منهم أهلُ الجنةِ ، والأسودَةُ التي عن شمالِهِ أهلُ النارِ ، فإذا نظر قِبَلِ يمينِهِ ضحك ، وإذا نظر قِبَلَ شمالِهِ بكى ،

ثم عرجَ بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الثانيةَ ، فقال لخازنها : افتحْ ، فقال لهُ خازنها مثلَ ما قال الأولُ ففتحَ . قال أنسٌ : فذكر أنَّهُ وجد في السماواتِ إدريسَ وموسى وعيسى وإبراهيمَ ، ولم يثبُتْ لي كيف منازلهم ، غيرَ أنَّهُ قد ذكر : أنَّهُ وجد آدمَ في السماءِ الدنيا ، وإبراهيمَ في السادسةِ . وقال أنسٌ : ( فلمَّا مرَّ جبريلُ بإدريسَ قال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ ، فقلتُ : من هذا ؟ قال : هذا إدريسُ

 ، ثم مررتُ بموسى ، ثم مررتُ بعيسى ، فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ والأخِ الصالحِ ، قلتُ : من هذا ؟ قال : عيسى ، ثم مررتُ بإبراهيمَ فقال : مرحبًا بالنبيِّ الصالحِ ، والابنِ الصالحِ ، قلتُ : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيمُ ) .

قال : وأخبرني ابنُ حزمٍ : أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا حبةَ الأنصاريَّ كانا يقولانِ :

قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ثم عرجَ بي ، حتى ظهرتُ لمستوى أسمعُ صريفَ الأقلامِ ) .

قال ابنُ حزمٍ وأنسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهما : قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ففرض اللهُ عليَّ خمسينَ صلاةً ، فرجعتُ بذلك ، حتى أَمُرَّ بموسى ، فقال موسى : ما الذي فَرَضَ على أُمَّتِكَ ؟ قلتُ : فَرَضَ عليهم خمسينَ صلاةً ، قال : فراجِعْ ربكَ ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تطيقُ ذلك ، فرجعتُ فراجعتُ ربي فوضعَ شطرها ، فرجعتُ إلى موسى ، فقال : راجِعْ ربكَ ، فذكر مثلَهُ فوضعَ شطرها ، فرجعتُ إلى موسى فأخبرتُهُ فقال : راجِعْ ربكَ ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تطيقُ ذلك ، فرجعتُ فراجعتُ ربي

، فقال : هي خمسٌ وهي خمسونَ ، لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ ، فرجعتُ إلى موسى ، فقال : راجِعْ ربكَ ، فقلتُ : قد استحييتُ من ربي ، ثم انطلقَ حتى أتى السدرةَ المنتهى ، فغشيَهَا ألوانٌ لا أدري ما هي ، ثم دخلتُ الجنةَ ، فإذا فيها جنابذُ اللؤلؤِ ، وإذا ترابها المسكُ ) .

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح 
البخاري - الصفحة أو الرقم: 3342-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

**(لما انتهينا إلى بيتِ المقدسِ ؛ قال جبريلُ بإصبعِه فخرج به الحجرِ ، وشدَّ به البُراقَ )

 الراويبريدة بن الحصيب الأسلمي المحدثالألباني المصدرالسلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3487
خلاصة حكم المحدثصحيح

وحديث آخر:

أن نبي الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حدثهم عن ليلة أسري به (:
( بينما أنا في الحطيم، وربما قال في الحجر، مضطجعا، إذ أتاني آت فقد - قال : وسمعته يقول : فشق
 - ما بين هذه إلى هذه - فقُلْت للجارود وهو إلى جنبي : ما يعني به ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته، وسمعته يقول : من قصه إلى شعرته - فاستخرج قُلْبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا، فغسل قُلْبي، ثم حشي ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض - فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم - يضع خطوه عِندَ أقصى طرفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح،

فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم، فقال : هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح،

ثم صعد حتى إذا أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردا، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح،

ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال : هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح،

 ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : أو قد أرسل إليه ؟ قال : نعم، قيل : مرحبا به، فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إلى إدريس، قال : هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه، فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح،

 ثم صعد بي، حتى إذا أتى السماء الخامسة فاستفتح، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قيل : وقد أرسل إليه، قال : نعم، قيل : مرحبا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا هارون، قال : هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح،

 ثم صعد بي حتى إذا أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : من معك ؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم، قال : مرحبا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا موسى، قال : هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه، فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل له : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي،

ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : وقد بعث إليه، قال : نعم، قال : مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال : هذا أبوك فسلم عليه، قال : فسلمت عليه فرد السلام، قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح،


ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قُلْال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال : هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ونهران ظاهران، فقُلْت : ما هذان يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع لي البيت المعمور، يدخله كل يومَ سبعون ألف ملك .

ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن فقال : هي الفطرة أنت عليها وأمتك، ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يومَ، 

فرجعت فمررت على موسى، فقال : بم أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يومَ، قال : أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يومَ، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يومَ، فرجعت فقال مثله،

 فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يومَ، فرجعت إلى موسى، فقال : بما أمرت ؟ قُلْت : أمرت بخمس صلوات كل يومَ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يومَ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك،

 قال : سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، قال : فلما جاوزت نادى مناد : أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي ) .

الراويمالك بن صعصعة الأنصاري المحدثالبخاري 

المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3887


-خلاصة حكم المحدث: صحيح 

  ومما رأى نبيبا فى رحلته ....

**قُبح الغيبة، وبيان عاقبة أهلها، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

 قَالَ:  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4878 -خلاصة حكم المحدث: صحيح

**(رأيتُ ليلةَ أُسرِيَ بي رجالًا تُقرَضُ شفاهُهُم بمقاريضَ مِن النَّارِ ، فقلتُ : مَن هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ فقال : الخطباءُ مِن أُمَّتِكَ الَّذينَيأمرونَ النَّاسَ بالبرِّ وينسَوْنَ أنفسَهُم وهُم يتلونَ الكتابَ أفلا يعقلونَ ؟ !)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح 
الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2327-خلاصة حكم المحدث: صحيح



**وأُعْطيَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ثلاثًا

عَن عبدِ اللَّهِ ؛ قالَ :( لمَّا أُسْريَ برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ انتُهيَ بِهِ إلى سدرةِ المنتَهَى ، وَهيَ في السَّماءِ السَّادسةِ ، إليها ينتَهي ما يعرجُ بِهِ منَ الأرضِ ، فيقبِضُ منها ، وإليها ينتَهي ما يُهْبِطُ بِهِ مِن فوقِها فيقبِضُ منها ، قالَ : إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى [ 53 / النجم / الآية - 16 ] قالَ : فِراشٌ من ذَهَبٍ ، قالَ : فأُعْطيَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ثلاثًا : أُعْطيَ الصَّلواتِ الخمسَ ، وأُعْطيَ خواتيمَ سورةِ البقرةِ ، وغُفِرَ لمن لم يشرِكْ باللَّهِ من أمَّتِهِ شيئًا ، المُقْحِماتُ) .

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم  - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 173
خلاصة حكم المحدث: صحيح

المقحمات: الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إياها والتقحم الوقوع في المهالك. ( شرح النووي ) ( 3/3 ). 
فائدة: تقدم أن سدرة المنتهى فوق السماء السابعة، وهو قول الأكثرين كما في ( شرح النووي ) (3/2) ومال الحافظ في (الفتح)(7/253) إلى الجمع بأن أصلها في السادسة وفروعها في السابعة، والله أعلم.**


** (أتيت - وفي روايةِ هدَّابٍ : مررتُ - على موسى ليلةَ أسريَ بي عند الكثيبِ الأحمرِ . وهو قائمٌ يصلي في قبرِه)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح 

مسلم - الصفحة أو الرقم: 2375-خلاصة حكم المحدث: صحيح

**(مررتُ بجبريلَ ليلةَ أُسْرِيَ بي بالملأِ الأعلى ، و هو كالحِلْسِ البالي من خشيةِ اللهِ عزَّ و جلَّ)

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة 
الصفحة أو الرقم: 2289-خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
والحِلْس: كِساء يكون تحت بَرْذَعة البعير؛ قاله ابن قتيبة في الغريب 2/647-أي صارت الخشية له كالكساء.

**وأعطاه ربه سبحانه نهر الكوثر




*(بينا أَنا أسيرُ في الجنَّةِ ، إذ عَرضَ لي نَهْرٌ حافَّتاهُ قبابُ اللُّؤلؤِ ، قلتُ للملَكِ : ما هذا ؟ قالَ : هذا الكوثَرُ الَّذي أعطاكَهُ اللَّهُ ، قالَ : ثمَّ ضَربَ بيدِهِ إلى طينةٍ فاستَخرجَ مِسكًا ، ثمَّ رُفِعَت لي سدرةُ المنتَهَى فرأيتُ عندَها نورًا عَظيمًا)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3360-خلاصة حكم المحدث: صحيح


*(بينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ بين أَظْهُرِنَا ، إذ أَغْفَى إغفاءةً ، ثم رفَعَ رأسَه مُتَبَسِّمًا! فقُلْنَا : ما أضْحَكَكَ يا رسولَ اللهِ ؟ ! قال : أُنْزِلَتْ عليَّ آنفًا سورةٌ. فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم . إنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك وانحر . إن شانئك هو الأبتر ثم قال: أَتَدْرون ما الكوثرُ ؟ فقلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال: فإنه نهرٌ وعَدْنِيه ربي عزَّ وجَلَّ ، عليه خيرٌ كثيرٌ ، و حوضٌ تَرِدُ عليه أمتي يومَ القيامةِ ، آنيتُه عددُ النجومِ ، فيَخْتَلِجُ العبدُ منهم ، فأقولُ : ربِّ ، إنه مِن أمتي . فيقول : ما تدري ما أَحْدَثَتْ بعدَك . زاد ابنُ حجرٍ في حديثِه: بين أَظْهُرِنَا في المسجدِ . وقال : ما أَحْدَثَ بعدَك .

الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 400-خلاصة حكم المحدث: صحيح-


*(الكوثَرُ نَهْرٌ في الجنَّةِ ، حافَّتاهُ من ذَهَبٍ ، ومَجراهُ على الدُّرِّ والياقوتِ ، تُربتُهُ أطيبُ مِنَ المسكِ ، وماؤُهُ أحلَى منَ العسلِ ، وأبيَضُ منَ الثَّلجِ)

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3361
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفضل الحجامة
 
*(ما مررتُ ليلةَ أُسري بي بملإٍ إلا قالوا يا محمدُ مُر أمتَّك بالحجامةِ)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2819-خلاصة حكم المحدث: صحيح 





 ********************** 

**الإسراء والمعراج من صحيح الأحاديث - منتديات مشكاة


**شنوءة: قبيلة معروفة
مربوع: فقال أهل اللغة هو الرجل بين الرجلين في القامة ليس بالطويل البائن ولا بالقصير الحقير
الجعد: قيل: هو اكتناز الجسم وقيل: جعودة الشعر. قال النووي: والمعنيان فيه جائزان.
السبط: الشعر السبط هو المسترسل ليس فيه تكسر
وفي رواية لمسلم: ( جعد ) بدلاً من ( سبط الرأس ) ، وقال النووي: قال العلماء :


المراد بالجعد هنا جعودة الجسم وهو اجتماعه واكتنازه وليس المراد جعودة الشعر.
(شرح مسلم للنووي)(2/226-227).

******************

منقول بتصرف من عدة مصادر


الأحاديث:الإسراء والمعراج من صحيح الأحاديث - منتديات مشكاة

صيد الفوائد- د. مهران ماهر عثمان


د راغب السرجاني