تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

الهجرة إلى الحبشة


28صفر 1435 /31-12-2013
22-31 الهجرة إلى الحبشة
باب هجرة من هاجر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من (مكة) إلى أرض الحبشة فراراً بدينهم من الفتنة
قد تقدم ذكر أذية المشركين للمستضعفين من المؤمنين، وما كانوا يعاملونهم به من الضرب الشديد والإهانة البالغة.
وكان الله عز وجل قد حجرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنعه بعمه أبي طالب؛ كما تقدم تفصيله، ولله الحمد والمنة. وذكرنا سبب إختيار النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة

عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها قالت (إنَّ بأرض الحبشةِ ملِكًا لا يُظلَمُ أحدٌ عنده ، فالْحقوا ببلادِه حتى يجعل اللهُ لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتُم فيه)
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3190- خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

فخرجنا إليها أرسالاً، حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، آمنين على ديننا، ولم نخش فيها ظلماً.

فلما رأت قريش أنا قد أصبنا داراً وأمناً غاروا منا، فاجتمعوا على أن يبعثوا إلى النجاشي فينا؛ ليخرجنا من بلاده، وليردنا عليهم.

ولنذكر القصة بالحديث

وقد روى الإمام أحمد بسنده عن ابن مسعود قال:

- بعثنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى النجاشيِّ ونحنُ نحوًا من ثمانينَ رجلًا فيهم عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ وجعفرُ وعبدُ اللهِ بنُ عرفطةَ وعثمانُ بنُ مظعونٍ وأبو موسى فأَتَوْا النجاشيَّ

وبعثت قريشٌ عمرو بنَ العاصِ وعمارةُ بنَ الوليدِ بهديةٍ فلمَّا دخلا على النجاشيِّ سجدا لهُ ثم ابتدراهُ عن يمينِهِ وعن شمالِهِ ثم قالا لهُ : إنَّ نفرًا من بني عمِّنا نزلوا أرضكَ ورغبوا عنَّا وعن مِلَّتِنَا قال : فأين هم ؟ قال : هم في أرضكَ فابعث إليهم فبعث إليهم

فقال جعفرُ : أنا خطيبكم اليومَ فاتَّبعوهُ فسلَّمَ ولم يسجد فقالوا لهُ : ما لك لا تسجدُ للملكِ قال : إنَّا لا نسجدُ إلا للهِ عزَّ وجلَّ قال : وما ذاك ؟ قال : إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بعث إلينا رسولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأمرنا أن لا نسجدَ لأحدٍ إلا للهِ عزَّ وجلَّ وأمرنا بالصلاةِ والزكاةِ

قال عمرو بنُ العاصِ : فإنَّهم يُخالفونك في عيسى بنِ مريمَ قال : ما تقولون في عيسى بنِ مريمَ وأُمَّهُ قالوا : نقولُ كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ : هو كلمةُ اللهِ وروحُهُ ألقاها إلى العذراءِ البتولِ التي لم يمَسَّها بشرٌ ولم يفرضها ولدٌ

 قال : فرفع عودًا من الأرضِ ثم قال : يا معشرَ الحبشةِ والقسيسينَ والرهبانِ واللهِ ما يزيدونَ على الذي نقولُ فيهِ ما يَسْوَى هذا مرحبًا بكم وبمن جئتم من عندِهِ أشهدُ أنَّهُ رسولُ اللهِ فإنَّهُ الذي نجدُ في الإنجيلِ وإنَّهُ الرسولُ الذي بَشَّرَ بهِ عيسى بنُ مريمَ

انزلوا حيثُ شئتم واللهِ لولا ما أنا فيهِ من المُلْكِ لأتيتُهُ حتى أكونَ أنا أحملُ نعليْهِ وأُوَضِّئَهُ وأمرَ بهديةِ الآخرينَ فرُدَّتْ إليهما ثم تعجَّلَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ حتى أدركَ بدرًا وزعم أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ استغفرَ لهُ حين بلغَهُ موتُهُ

الراوي: عبدالله بن عتبة بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/185- خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

وبحوها رواية عبدالله بن مسعود المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/67
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد قوي

وهكذا رواه البخاري في (هجرة الحبشة)، ومسلم عن أبي موسى قال:

 بلغنا مخرجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ باليمنِ ، فخرجنا مهاجرينَ إليهِ ، أنا وأخوانِ لي أنا أصغرهم ، أحدهما أبو بُرْدَةَ والآخرُ أبو رُهْمٍ ، إما قال : في بضعٍ ، وإما قال : في ثلاثةٍ وخمسينَ ، أو اثنينِ وخمسينَ رجلًا من قومي ، فركبنا سفينةً ، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشيِّ بالحبشةِ ، ووافقنا جعفرُ بنُ أبي طالبٍ وأصحابُهُ عندَهُ ، فقال جعفرُ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعثنا هاهنا ، وأمرنا بالإقامةِ ، فأقيموا معنا ، فأقمنا معه حتى قَدِمْنَا جميعًا ، فوافقنا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين افتتحَ خيبرَ ، فأَسْهَمَ لنا ، أو قال : فأعطانا منها ، وما قَسَمَ لأَحَدٍ غاب عن فتحِ خيبرَ منها شيئًا ، إلا لمن شهد معهُ ، إلَّا أصحابَ سفينتنا مع جعفرٍ وأصحابِهِ ، قَسَمَ لهم معهم .
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3136
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا - بها خير جار النجاشي ، أمنا على ديننا ، وعبدنا الله لا نؤذى ، ولا نسمع شيئا نكرهه . فلما بلغ ذلك قريشا ، ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين ، وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة . وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم ، فجمعوا له أدما كثيرة ، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية . ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وعمرو بن العاص بن وائل السهمي ، وأمروهما أمرهم وقالوا لهما : ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم . ثم قدموا للنجاشي هداياه ، ثم سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم . قالت فخرجا فقدما على النجاشي فنحن عنده بخير دار ، وعند خير جار ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ، ثم قالا لكل بطريق منهم : إنه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينكم ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم . فإن قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم . فقالوا لهما : نعم . ثم إنهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا له : أيها الملك إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم ، من آبائهم ، وأعمامهم ، وعشائرهم ، لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه . قالت : ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم . فقالت بطارقته حوله : صدقوا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم ، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم قال : فغضب النجاشي ثم قال : لاها الله أيم الله إذن لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني نزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم ماذا يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهم ورددتهم إلى قومهم إن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني قالت : ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فدعاهم جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه قال : نقول والله ما علمنا ، وما أمرنا به نبينا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كائن في ذلك ما هو كائن . فلما جاؤوه ، وقد دعا النجاشي أساقفته ، فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال : ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم . قالت : فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له : أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وأباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام . قال : فعدد عليه أمور الإسلام ، فصدقناه وآمنا واتبعناه على ما جاء به . فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث . فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك . قالت : فقال له النجاشي : هل معك ما جاء به عن الله من شيء ؟ قالت : فقال له جعفر : نعم فقال له النجاشي : فاقرأه علي ، فقرأ عليه صدرا من ( كهيعص ) قالت : فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته ، وبكى أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم . ثم قال النجاشي : إن هذا والله ، والذي جاء به عيسى ، ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد . قالت أم سلمة : فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص : والله لأنبئنهم غدا عيبهم عندهم ، ثم أستاصل به خضراءهم . قالت : فقال له عبد الله بن أبي ربيعة ، وكان أتقى الرجلين فينا ، لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا قال : والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد قالت : ثم غدا عليه الغد فقال له : أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه ؟ قالت : فأرسل إليهم يسألهم عنه . قالت : ولم ينزل بنا مثله ، فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه ؟ قالوا : نقول والله فيه ما قال الله ، وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن . فلما دخلوا عليه قال لهم : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ فقال له جعفر بن أبي طالب : نقول فيه الذي جاء به نبينا ، هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول . قالت : فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال : ما عدا عيسى بن مريم ، ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال : وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم : الآمنون - من سبكم غرم ، ثم من سبكم غرم ، فما أحب أن لي دبرا ذهبا وإني آذيت رجلا منكم - والدبر بلسان الحبشة الجبل - ردوا عليهم هداياهما ، فلا حاجة لنا بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي ، فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه . قالت : فخرجا من عنده مقبوحين ، مردودا عليهما ما جاءا به . وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار قالت : فوالله إنا على ذلك إذ نزل به ، يعني من ينازعه في ملكه ، قالت : فوالله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزنا عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي ، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه قالت : وسار النجاشي ، وبينهما عرض النيل قالت : فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم ، ثم يأتينا بالخبر ؟ قالت : قال الزبير بن العوام : أنا قالت : وكان من أحدث القوم سنا ، قالت : فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ، ثم انطلق حتى حضرهم قالت : ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه ، والتمكين له في بلاده ، واستوثق عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل ، حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم –وهو بمكة .

الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1672-خلاصة حكم المحدث: حسن

وقصة خالد بن حزام "هاجر خالدُ بنُ حزامٍ إلى أرضِ الحبشةِ ، فنهشَتْهُ حيَّةٌ في الطريقِ فمات ، فنزلت فيه : وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [ النساء : 100 ] قال الزبيرُ بنُ العوامِ : وكنتُ أتوقَّعُه وأنتظرُ قُدومَه وأنا بأرضِ الحبشةِ ، فما أحزَنَنِي شيءٌ حُزنِي على وفاتِه حين بلغَني ؛ لأنَّهُ قلَّ أحدٌ ممن هاجر من قريشٍ إلا معه بعضُ أهلِه أو ذي رحمِه ، ولم يكن معي أحدٌ من بني أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى ، ولا أرجو غيرَه
الراوي: الزبير بن العوام المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3218
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن رجاله ثقات

8 - عن أمِّ سلمةَ لمَّا نزلنا أرضَ الحبشةِ جَاوَرْنَا بها خيرَ جارٍ النَّجاشيِّ أَمِنَّا على دِيننا وعَبَدْنَا اللهَ تعالى لا نُؤذَى . . . .
الراوي: أبو بكر بن عبدالرحمن المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/578- خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

صحيح السيرة لابن كثير تحقيق شيخنا الألباني رحمهم الله

بتصرف

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

(8)ضحكه، ومزاحه صلى الله عليه وسلم


من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم

(8)ضحكه، ومزاحه
صلى الله عليه وسلم

21صفر1435/  24-12-2013



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،


ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ

وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (1)


( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (2)


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن

يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (3)


أما بعد 
 
قال الإمام البخاري فى صحيحه
حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا ابن إدريس
عن إسماعيل، عن قيس ،عن جرير رضي الله عنه قال-رضي الله عنه- قال


" ما حجبني النبي  - صلى الله عليه وسلم -  منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ..."(1)

 - صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير
باب من لا يثبت على الخيل- رقم2871


البسمة آية من آيات الله تعالى، ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال  تنبثق  من القلب، وترتسم على الشفاه  فتنثر عبير المودة،

عن عبدالله بن الحارث قال قال رسول الله صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم

  
 (ما رأيتُ أحدًا أَكثرَ تبسُّمًا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم)

الراوي: عبدالله بن الحارث المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3641
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهي تنشر نسائم المحبة، وتستلّ  عقد الضغينة والبغضاءً لتحل ّالألفة والإخاء،


وهي صدقة من منا لا يتمنى أن يتصدق كل يوم بمبلغ من المال من دون أن يدفع شيئاً؟

كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم
عن أبو ذر الغفاري  رضي الله عنه قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(تبسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهيُكَ عنِ المنْكرِ صدقةٌ وإرشادُكَ الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالِ لَكَ صدقةٌ وبصرُكَ للرَّجلِ الرَّديءِ البصرِ لَكَ صدقةٌ وإماطتُكَ الحجرَ والشَّوْكَ والعظمَ عنِ الطَّريقِ لَكَ صدقةٌ وإفراغُكَ من دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ)

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1956-خلاصة حكم المحدث: صحيح-

 وكما قال ابن عيينة -رحمه الله -: البشاشة مصيدة القلوب. وأوصى ابن عمر- رضي الله عنه- ابنه فقال:



بنيّ إن البر شيء هيّن     **     وجه طليق وكلام ليّن

لقد أرسى الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم- خلق البسمة والبشاشة، وعلّم الإنسانية هذه اللغة العالمية اللطيفة بقوله، وفعله، وسيرته العطرة.


قال الإمام مسلم فى صحيحه
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قالحدثنا أبي
قال حدثنا الأعمش ،عن المعرور بن سويد
عن أبي ذر قال
 
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها
رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه
وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه
فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت
يوم كذا وكذا كذا وكذا
فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه
أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة
فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا
فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
"(2)
ضحك حتى بدت نواجذه)

(2)صحيح مسلم - كتاب الإيمان- باب ما أدنى أهل الجنة منزلة- رقم190-

فكان - صلى الله عليه وسلم- بسّام الثغر، طلق المحيا،  يحبه بديهة من رآه،  ويفديه من عرفه بنفسه وأهله، وأغلى ما يملك!
لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه  بذرا طيبا آتى أكله ضعفين، خيراً في الدنيا، وأجراً في الآخرة  .

عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال
قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا قال
"
إني لا أقول إلا حقا "(3)

 صحيح الترمذي - الرقم: 1990(3)
تحقيق الألباني - صحيح

ولها أثر ..أما الخيرية العاجلة ؛ فانشراح القلب، وراحة الضمير، ومنافع صحية أخرى أثبتها الأطباء على البدن، ويتبعها مصالح اجتماعية وشرعية من تأليف القلوب  وربطها بحبل المودة المتين،  وترغيبها لحب الدين ، فالبسمة  بريد عاجل إلى الناس كافة، لا تكلفنا مؤنا مالية، أو متاعب جسدية؛ بل تبعث في ومضة سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس!

والخيرية الآجلة ؛ الثواب المثبت في جزاء الصدقة، وبذل المعروف ، فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة، يستطيعها الفقير والغني على حدّ سواء.

وربما ساغ للبعض البخل بالابتسامة، وإيثار العبوس والجفاء، للظهور بما يظنه سمت أهل العبادة والزهد، أو يحسب بشاشته سبباً لقسوة القلب وغفلته، وذهاب المروءة !  فأين هو  من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- وسنته، ويسر دينه ورحمته ؟!.
ألا ترى كيف ضحك الحبيب - صلى الله عليه وسلم- ابتهاجاً برحمة ربه - تبارك وتعالى- حتى بدت أنيابه ، وكان  يداعب الصغار ويسليهم ، ويؤانس أصحابه الرجال ويمازحهم ، حتى يقول القائل منهم متعجباً لسماحته -صلى الله عليه وسلم- : (إنك تداعبنا ؟!)  فلا يمنعهم مزاحه، ولا يعتبره منافيا لمقام النبوة، وشرف الرسالة، ومهام الدعوة إلى الله تعالى .

و يكتفي لأصحابه بضابط الدعابة الحسنة بقوله:" إني لا أقول إلا حقاً " أي صدقاً وعدلاً.

(إنْ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليُخالِطُنا،حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ:
(يا أبا عُمَيْرٍ، ما فعل النُّغَيْرُ؟

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو [الرقم: 6129- خلاصة حكم المحدث: [صحيح

فالمداعبة مطلوبة محبوبة، لكن في مواطن مخصوصة
فليس في كل آن يصلح المزاح ولا في كل وقت يحسن الجد

كما قال الشاعر
أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى     **    وإني إذا جدّ الرجال لذو جدّ

قال الراغب - رحمه الله -: المزاح والمداعبة إذا كان على الاقتصاد محمود، والإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرّئ السفهاء،  وتركه يقبض المؤانس، ويوحش المخالط.
فالمنهي عنه ما فيه كذب، أو مداومة عليه؛ لما فيه من الشغل عن ذكر الله تعالى(4).
 (4) - فتح الباري 10 /526
تحفة الأحوذي 6/108، فيض القدير 3/14
وبعد،
 فهل يترقى المربون، والمعلمون، والدعاة، والموجهون، والآباء، والأمهات والمسؤولون، والرعاة إلى أن تعلو شفاههم البسمة فيقتدي بهم من كان تحت أيديهم وتحت رعايتهم؟!.

تكتب هذه السلسلة د/ منى القاسم موقع السنة النبوية
بتصرف

وللننظر ماذا قال العلم
إنها طريقة علمنا إياها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واعتبرها العلماء حديثاً أسهل طريقة للنجاح وكسب ثقة الآخرين، بل وطريقة فعالة لعلاج الاكتئاب ... !!!

هناك تجارب كثيرة أجريت حديثاً لفهم تأثير الابتسامة على الاستقرار النفسي للإنسان، وقد تبين لهؤلاء العلماء أن وجه الإنسان يحتوي بحدود 80 عضلة، وعندما يغضب وترتسم علامات الانفعال على وجهه فإن معظم عضلات الوجه تشارك في هذا الانفعال.

ولكن الشيء اللافت للانتباه أن الابتسامة لا تكلف عضلات الوجه أي طاقة تُذكر، لأن عدداً قليلاً من العضلات يشارك فيها! ومن هنا استنتج علماء النفس أن تكرار الابتسامة يريح الإنسان ويجعله أكثر استقراراً، بل إنهم وجدوا أن هذه الابتسامة تقلل من حالة الاكتئاب التي يمر بها الإنسان أحياناً.

فلنفعلها سنة (ما رأيتُ أحدًا أَكثرَ تبسُّمًا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم )
الراوي: عبدالله بن الحارث المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3641
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وقوله عليه صلوات ربي وسلامه 
(لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ)

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2626
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهناك فرق بين التبسم وكثرة الضحك فهو منهي عنه

(من يأخذُ عنِّي هؤلاءِ الكلماتِ فيعمَلُ بِهنَّ أو يعلِّمُ من يعملُ بِهنَّ فقالَ أبو هريرةَ قلتُ أنا يا رسولَ اللَّهِ فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا وقالَ اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَكَ تَكن أغنى النَّاسِ وأحسِن إلى جارِكَ تَكُن مؤمنًا وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِكَ تَكن مسلِمًا ولا تُكثرِ الضَّحِكَ فإنَّ كثرةَ الضَّحِكِ تميتُ القلبَ)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2305
خلاصة حكم المحدث: حسن


(1) -  صحيح البخاري (5739).
(2) -  صحيح مسلم (190).
(3) -  سنن الترمذي (1990) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.
(4) -  فتح الباري 10 /526 ، تحفة الأحوذي 6/108، فيض القدير 3/14.