تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الثلاثاء، 14 يناير 2014

من شمائله :نومه و تعطره - صلى الله عليه وسلم-


13ربيع الأول1435/14-1-2014
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن وسيئات أعمالنا من يهدي الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]،
(
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].
اللهم صلى على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

ثم أما بعد

مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غــرامُ ؟ فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ



مــن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمـــــــدٍ ؟ لا الشعرُ ينصفهُ ولاالأقلامُ


هو صاحبُ الخلق ِالرفيع ِعلى المدى هو قائدٌ للمسلمينَ همـــــــامُ


هو سيدُ الأخلاق ِدون منافـــــــــس ٍ هو ملهمٌ هو قائدٌ مقــــــدامُ


مــــــاذا نقولُ عن الحبيبِ المصطفى فمحمدٌ للعالمين إمــــــــــامُ


مـــــــاذا نقولُ عن الحبيـبِ المجتبى في وصفهِ تتكسرُ الأقــــلامُ*

محمد - صلى الله عليه وسلم-...
 

خير من وطئ الثرى، وصلّى عليه الورى

المصطفى على الناس برسالة المولى

وتكريمه وآلائه، المبعوث رحمة للثقلين، وخيرًا لهم أجمعين

قال تعالى
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (2)

محمد - صلى الله عليه وسلم-...
نبي ترعاه عين الله، ويصلّي عليه وملائكته

وتحوطه عنايته اللطيفة فزكّى جنانه ولسانه

وشرح صدره، ووضع عنه وزره، وأعلى قدره

ورفع ذكره، وأقسم بعمره، ونصر دينه، وقهر عدوه

وطهّر أصله وأهله، وربّاه التربية المثلى

وغرس فيه الأدب الجمّ ليكون القدوة الحسنة للمؤمنين

والأنموذج المحتذى إلى يوم الدين

الأحزاب(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)

ثم شهد له في كتابه الحكيم بسمو أدبه، ودماثة خلقه

بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

فكانت شمائله العطرة
ومآثره المجيدة ترجمة عملية لآداب القرآن
وأخلاق الإسلام التي ما فتئ يدعو إليها
منذ انهمرت عليه آيات التنزيل الحكيم
وخاطبه ربه تبارك وتعالى بما شرفه من مقام النبوة؛
ليؤدي مهام البشارة والنذارة للرسالة الخاتمة
والدين القيم إلى الناس كافة
 

(يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا *
(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)

اليوم مع

نومه و تعطره - صلى الله عليه وسلم-


 عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه ثم قال: اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك أو تبعث عبادك)(1)
(1)سنن الترمذي - كِتَاب الدَّعَوَاتِ
بَاب مِنْهُ - رقم 3398 - تحقيق الألباني

 و عنه - رضي الله عنهما - قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه قال: باسمك أموت وأحيا، وإذا قام قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)(2).

(2)صحيح البخاري - كِتَاب الدَّعَوَاتِ
بَاب وَضْعِ الْيَدِ الْيُمْنَى تَحْتَ الْخَدِّ الْأَيْمَنِ - رقم 5955· 


 و عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات)(3).
(3)صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ
باب إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات - رقم 4730


·  وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)(4).
(4)صحيح مسلم - كِتَاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ
إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره
فلينفض بها فراشه وليسم الله - رقم 4890 2715
· 

 عن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-)(5).
(5) صحيح مسلم - كِتَاب الْفَضَائِلِ
باب ما شممت عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أطيب
من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
رقم 4299 2330
·

   عن أنس بن مالك قال: (دخل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب)(6).
(6)صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الْفَضَائِلِ
بَاب طِيبِ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ
رقم 2331
حينما يودّ أحدنا أن يخلد للنوم بعد نهار أمضاه وجهد قضاه ؛ فإنه يأوي لفراش مريح، وغطاء ناعم، ومكان هادئ؛ لينال حظاً كافياً من الدعة والراحة.
وهذا أمر طبيعي، غير أن هذه المعطيات قد تتوفر للبعض على أحسن الوجوه وأكملها، فلا تؤمن لهم النوم المنشود لسكن الفؤاد وراحة البال!
وربما يعاني هؤلاء من أرق واضطرابات في النوم تقضّ مضاجعهم، وتحرمهم لذّته.
إذن ؛ فإن حصول هذه النعمة - التي هي من آيات الله تبارك وتعالى - على صورتها الفضلى يتجلّى لمن اهتدى بدين الله - عز وجل-، واقتدى بسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم-، ولازم ذكر ربه عند هجعته وانتباهه، و إن لم يملك من الفُرُش سوى حصير حقير أو بساط من جلد.

وهذا الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم- لم يكن لديه من متاع الدنيا إلا النزر اليسير, وكان ينام من الليل حاجته، ومن النهار قيلولته، مطمئن النفس، هادئ البال! بالرغم من معاناته قيادة الأمة ومتاعب الدعوة، ومشقة الجهاد وألوان الأذى في سبيل الله - تعالى -.
و ما انشراح صدره، و سكينة نفسه إلا بالله -جلّ جلاله-؛ الذي عرف قدره، وأكثر ذكره، وعظّم دينه ، فطهّره وزكّاه، وأرخى عليه أستار فضله، وفيوض رحمته، وعظيم نعمه.
و كان حمد الله تعالى على نعمه من هديه - صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه؛ فيحمده على رزقه الذي آتاه، وكفايته من كل شر يخشاه، وفضله عليه بإيوائه من التشرد واليتم.
و يذكر الله كثيراً و يثني عليه ويمجّده، و يدعوه ويستعيذ به من شر ما خلق من الدواب والصفات، ولا ريب أن المواظبة على الأدعية والأذكار المأثورة في ختام اليوم والليلة يبث للنفس الراحة والطمأنينة، والحفظ من تلاعب الشياطين، والوقاية من الهوامّ والمخاطر، وتضمن لمن مات أن تكون خاتمته على الفطرة إلى غيرها من الآثار الطيبة على حياة العبد، وحسن خاتمته.(7)
(7) للفائدة تراجع: (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)
فيما يتعلق بموضوع النوم وقد أثبتت الدراسات العلمية والتجارب الفعلية
أن الآداب النبوية في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي


فحري أن نعتني بهذه الأوراد الحصينة عند مبيتنا، ونعلمها صغارنا ليألفوا ذكرها، وننال بها الأجر وطيّب الأثر.
وينضم إلى هذا الذكر الحميد الحال الطيبة التي يكون عليها الحبيب - صلى الله عليه وسلم- عند نومه، فكان من هديه - صلى الله عليه وسلم- أن ينام طاهراً، في بدنه وثيابه، بل إن طهارة ثيابه ، وطيب رائحته لا تنفك عنه سائر يومه و ليلته؛ فهذا خادمه أنس بن مالك - رضي الله عنه- الذي لازمه زمناً طويلاً يفضّل رائحة النبي - صلى الله عليه وسلم- على أجود أنواع الطيب من المسك والعنبر المعروفة آنذاك، وكانت أم سليم - رضي الله عنها- تجمع عرقه إذا استنقع على الأديم المفروش تحته؛ ليكون أطيب طيب تنتفع بعطره الفواح، و ترجو بركته لصبيانها!
إن جمال المظهر، وطهارة البدن، وطيب الرائحة من محاسن الإسلام التي حث عليها أتباعه، و لها آثارها الإيجابية على الفرد والمجتمع.

بزيادة يسيرة

د/ منى القاسم


 *جزء من قصيدة د. عائض القرني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق