تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

دعوة النبي صلى الله عليه وسلم سرا


3ذو الحجة 1434-8-10-2013 (سيرة14-23عام)
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن وسيئات أعمالنا من يهدي الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].

الدعوة سرّا
بعدما نُبأ صلى الله عليه وسلم وأرسل ب يأيها المدثر (فقام عليه الصلاة والسلام بالأمر ودعا لعبادة الله أقواماً جُفاة لا دين لهم، إلا أن يسجدوا لأصنام لا تنفع ولا تضر، ولا حجة لهم ألا أنهم متّبِعون لما كان عليه آباؤهم، وليس عندهم من مكارم الأخلاق إلا ما كان مرتبطاً بالعزّة والأَنَفة، وهو الذي كثيراً ما كان سبباً في الغارات والحروب وإهراق الدماء،

 فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما لا يعرفونه. فذوو العقول السليمة بادروا إلى التصديق وخلع الأوثان،

 ومن أعْمَته الرياسة أدبر واستكبر كيلا تُسلَب منه عظمته،

وكما قلنا قبل وكان أول من سَطَع عليه نور الإسلام خديجة بنت خويلد زَوجه، وعلي بن أبي طالب ابن عمه، وكان مُقيماً عنده يُطعمه ويسقيه ويقوم بأمره) إلى آخر كلام المصنف رحمه الله تبارك وتعالى.

دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم السرية.
أول الآيات التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم كان قوله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: 1] إشارة إلى زمان الخلود والراحة بين الزوجة والأبناء وأنه قد ولى وأن زمان الجهاد والمجاهدة قد بدأ،

 نداء من الله تبارك وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ إشارة إلى أن زمان الخلود والراحة ودعه قد ولى، وأن وقت الجهاد والعمل قد بدأ.
فأتبعه ربنا تبارك وتعالى بقوله: ﴿قُمْ فَأَنذِرْ [المدثر: 2]. إشارة إلى تكليف النبي r بأمر الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، والإيمان بالله العزيز المنان،

 ثم قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: 3]. إشارة إلى أنه ليس هناك في الوجود أكبر من الله تعالى خالق الخلق أجمعين ليتواضع الناس كلهم لكبريائه وعظمته،
 قوله ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ إن أنت يا محمد كبرت ربك التكبير الحقيقي، وعظمته التعظيم الحقيقي وزرعت ذلك في نفوس من تدعوهم فإن هؤلاء يعظمونه مثل ما تعظمه فيكن الكبرياء كله لله تبارك وتعالى،

 لذلك من أغراض الدعوة، ومن أصول الدعوة أو من الأصول التي أسست عليها الدعوة أن الدين كله لله تبارك وتعالى،
 أقصد الدعوة الإسلامية، هذا الدين كله منشأه تعظيم الله تبارك وتعالى، وصرف العبودية لله سبحانه وتعالى صرفا حقيقيا، لا صرفا ظاهريا،

لأن صرف العبودية لله تبارك وتعالى بالظاهر والإخلاف في الباطن فصاحبه أحد رجلين، إما منافق، أو مرائي.

إما منافق: يظهر الإسلام ويبطن الكفر، فهذا له حكم.
وإما مرائي: يظهر ذلك لطلب المدحة من الناس، ولطلب الثناء من الناس، وهذا أيضا له حكم.

وجاء دين الله تبارك وتعالى لتصفية القلوب وتعبيد الأبدان لله تبارك وتعالى،
 ثم قال ربنا تبارك وتعالى ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
 وهذه إشارة لابد وأن تتعلموها لكل داعية إلى الله تبارك وتعالى أن يبدأ دائما بتطهير نفسه،
لابد للدعاة إلى الله تبارك وتعالى أن يبدءوا بتطهير أنفسهم ويذكوها تذكية كاملة حتى يكون مثلا عليا للناس فلا يأخذ الناس عليهم نقيصة، ولا يتكلم الناس عنهم أنهم يأكلون أموال الناس بالباطل، ولا يتكلم الناس عنهم أنهم يقعون في أعراض الناس، ولا يتكلم الناس عنهم أنهم يتكلمون في دين الله سبحانه وتعالى ويهرفون بما لا يعرفون إنما ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ فهم على طهارة كاملة، طهارة في الظاهر وطهارة في الباطن.

نكتة لا يخلو الحديث من ذكرها: بعض الأخوة يهمل في نفسه يهمل في شكله وهذا الإهمال بعض الناس يقول : زهد  وورع، لا مانع من الزهد والورع ولكن مع حسن المنظر وحسن الهيئة فالمسلم دائما نظيف،
 والمنظر الغير نظيف يصد الناس عن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، ولنا أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه رجل سائر الشعر واللحية فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب ويترجل، لأن المسلم نظيف، الله جميل يحب الجمال.
(لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ . قال رجلٌ : إنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعلُه حسنةً . قال : إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ . الكِبرُ بَطرُ الحقِّ وغمطُ النَّاسِ)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 91- خلاصة حكم المحدث: صحيح

(إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ ، و يحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِه على عَبدِه ، و يُبغِضُ البؤسَ و التَّباؤسَ)
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1742- خلاصة حكم المحدث: صحيح

فقول الله تبارك وتعالى ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
الداعية يهتم بمظهره الخارجي، ويهتم بباطنه ويصلحه قبل ذلك بمراحل،
 ثم قال: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ إشارة إلى التوحيد الخالص الذي يقتضي تعظيم الرب تبارك وتعالى وتقديسه سبحانه ولا قداسة لمخلوق أبدا إذ القداسة لله تبارك وتعالى،
ثم قال: ﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾ إشارة إلى أن ما خص به من منع إعطاء الشيء ابتغاء شيء أكبر منه أنه مأمور بأجمل الأخلاق وأشرف الآداب ليكون مثلا أعلى للبشرية كلها،

﴿قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ هذه جمعت المحاسن كلها للنبي صلى الله عليه وسلم

 ولكل داعية سلك طريقه الذي قال عنه ربنا تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف: 108].

ما فائدة الدعوة السرية؟
«بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته سراً وكان من الطبيعي أن يتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ألصق الناس به فألصق الناس به كانت زوجه خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وأيضا ألصق الناس به إخوانه وأصدقاءه فكان صلى الله عليه وسلم يتحدث معهم في هذا الدين الذي جاء به صلى الله عليه وسلم ، فأوائل من أسلم سأذكرهم لكم ترتيبا:

أوائل من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم :1-خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أم المؤمنين2-ورقة بن نوفل رضي الله عنه وأرضاه.قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «وتوفي بعد هذه القصة بقليل فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديقا بما وجد وإيمان بما حصل من الوحي ونية صالحة للمستقبل»،فنحكم لورقة بن نوفل رضي الله عنه وأرضاه ، بالإسلام، 

 (في حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين»،

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 405
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين

 3- أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه .4-أبو سلمة رضي الله عنه .5-الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه وكان شابا لم يتجاوز السادسة عشر من عمره.6-عثمان بن مظعون رضي الله عنه .7-قدامة بن مظعون رضي الله عنه . 8-عبد الله بن مظعون رضي الله عنه .9-سعيد بن زيد رضي الله عنه .


بماذا انتشرت الدعوة السرية في قريش؟  
نشط هؤلاء السابقون إلى الإسلام نشاطًا عظيمًا في السر وحسن إسلامهم وإيمانهم بالله تبارك وتعالى، فقد أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه جمع من الصحابة،

فقد أسلم على يد أبي بكر خمسة من العشرة المبشرين بالجنة:1
-عثمان بن عفان رضي الله عنه.2- الزبير بن العوام رضي الله عنه.3-عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.4-سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.5-طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
وهؤلاء الخمسة أسلموا وحسن إسلامهم وشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم مبشرون بالجنة فكيف بأبي بكر رضي الله عنه وأرضاه.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يجتمع  بمن أسلموا سراً متخفياً يتلو عليهم ما ينزل من الوحي ويرشدهم إلى الدين.

قال ابن هشام: «وفي فترة وجيزة وصل عدد  هؤلاء الذين سبقوا إلى الإسلام من بطون قريش إلى أكثر من أربعين نفراً» .

قال مجاهد بن جبر المكي: «وممن اشتهروا بين السابقين إلى الإسلام من الموالي: بلال بن رباح وصهيب بن سنان وعمار بن ياسر ووالده وأمه سميه بنت خياط».
ملاحظات على أول من أسلم :
يتضح من سجل من ذكرنا من السابقين أو من أسماء السابقين إلى الإسلام أنهم كانوا من خيرة أقوامهم ولم يكونوا كما تذكر كتب السير وكتب التواريخ أنهم كانوا خليطا من الفقراء والأغنياء أو خليطا من الفقراء والضعفاء الذين أرادوا استعادة حريتهم وكرامتهم، لم يكن إسلامهم كما قيل أنهم أسلموا وآمنوا،للخلوص من الرق والعبودية وإرادة الحرية وما شابه، لأن هذا تشكيك في نوايا هؤلاء في الإسلام لا،

 إنما هؤلاء كلهم كان منهم من كان عزيزا في قومه ومنهم من كان غنيا، ومنهم من كان ذا منعة إلا الموالي كبلال وصهيب وغيرهم ممن آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فهؤلاء كانوا خليطا من الأقوياء على الضعفاء فلم يكونوا ضعفاء فقط.
أيضا من الملاحظات التي ينبغي التنبه لها:
الذين تحملوا النصيب الأكبر من التعذيب هم الأرقاء والموالي وكانت فتنتهم على ملأ من الناس وانتشر أمرهم بينما امتنع آخرون بأقوامهم و عُذِّب من عُذِّب في قبيلته،
الصحابة الذين كانوا أصحاب وجاهات مثل أبو بكر الصديق وغيره من الصحابة أصحاب الوجاهات كان لهم قبائل وكان لهم عزة وقوة ومنعة، ولهم من يمنعهم هؤلاء منهم من عذب سرا ولم يظهر ذلك إلى الناس،

 أما الموالي فجعلت قريشا منهم عبرة حتى يرجع كل من أراد أن تسول له نفسه أن يسلم ويؤمن بهذا الدين الجديد فيرى في هؤلاء عظة وعبرة فيرتد

وآمنت خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاءه من الله، ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدقت بما جاء منه.
فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئاً يكرهه – من رد عليه، وتكذيب له، فيحزنه ذلك – إلا فرج الله عنه بها؛ إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، رضي الله عنها وأرضاها.


من كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين بتصرف يسير
للشيخ محمد الخضري رحمه الله تبارك وتعالى رحمة واسعة

وإليكم الأحاديث لأوائل من أسلموا:

عن : أبو سفيان بن حرب (كنت امرأ تاجرا فقدمت منى أيام الحج وكان العبًاس بن عبد المطلب امرءا تاجرا فأتيته أبتاع منه وأبيعه . قال : فبينا نحن إذ خرج رجل من خبًاء يصلي فقام تجاه الكعبة ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام فقام يصلي معه ، فقلت : يا عبًاس ! ما هذا الدين إن هذا الدين ما ندري ما هو ؟ فقال : هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله تبًارك وتعالى أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر ستفتح عليه ، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به ، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به قال عفيف : فليتني كنت آمنت به يومئذ فكنت أكون ثالثا)

الراوي: أبو سفيان بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

عن عمار بن ياسر (رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وما معَه إلا خمسةَ أعبُدٍ وامرأتان، وأبو بكرٍ) .
الراوي: عمار بن ياسر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3857
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أولَ من أظهر إسلامَه سبعةٌ

(كانَ أوَّلَ مَن أظهرَ إسلامَه سبعةٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعمَّارٌ وأمُّهُ سميَّةُ وصُهيبٌ وبلالٌ والمقدادُ فأمَّا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمنعَه اللَّهُ بعمِّهِ أبي طالبٍ وأمَّا أبو بَكرٍ فمنعَه اللَّهُ بقومِه وأمَّا سائرُهم فأخذَهمُ المشرِكونَ وألبسوهم أدْرَاعَ الحديدِ وصَهروهم في الشَّمسِ فما منهم من أحدٍ إلَّا وقد واتاهم علَى ما أرادوا إلَّا بلالًا فإنَّهُ هانت عليهِ نفسُه في اللَّهِ وَهانَ علَى قومِه فأخذوهُ فأعطوهُ الولدانَ فجعلوا يطوفونَ بِه في شِعابِ مَكةَ وَهوَ يقولُ أحدٌ أحدٌ)

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1271
خلاصة حكم المحدث: صحيح

موت زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْلٍ على الإسلام على ملة إبراهيم عليه السلام

عن زيد بن حارثة (خَرجَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - وَهوَ مردفي إلى النُّصُبِ منَ الأنصابِ، فذَبَحنا لَهُ شاةً ، ووضَعناها في التَّنُّورِ، حتَّى إذا نضَجتِ استَخرجناها فجعَلناها في سُفرتِنا، ثمَّ أقبلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يسيرُ وَهوَ مُردفي في أيَّامِ الحرِّ من أيَّامِ مَكَّةَ، حتَّى إذا كنَّا بأَعلى الوادي لقيَ فيهِ زيدَ بنَ عَمرٍو بنِ نُفَيْلٍ، فحيَّا أحدُهُما الآخرَ بتحيَّةِ الجاهليَّةِ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: ما لي أرى قومَكَ قد شَنَّفوكَ ؟ قالَ: أما واللَّهِ إنَّ ذلِكَ لِتغيُّرِ ثايرةٍ كانت منِّي إليهم، ولَكِنِّي أَراهم على ضلالةٍ، قالَ: فخَرجتُ أبتغي هذا الدِّينَ حتَّى قَدِمْتُ على أحبارِ يثربَ فوجدتُهُم يعبُدونَ اللَّهَ ويشرِكونَ بِهِ، فقلتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبتغي، فخرَجتُ حتَّى أقدَمتُ على أحبارِ إيلةَ فوجدتُهُم يعبدونَ اللَّهَ ولا يشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبتَغي، فقالَ لي حبرٌ من أحبارِ الشَّامِ: إنَّكَ تسألُ عَن دينٍ ما نعلمُ أحدًا يعبدُ اللَّهَ بِهِ إلَّا شيخًا بالجزيرةِ، فخَرجتُ حتَّى قَدِمْتُ إليهِ، فأخبرتُهُ الَّذي خرجتُ لَهُ، فقالَ: إنَّ كلَّ مَن رأيتَهُ في ضلالةٍ إنَّكَ تسألُ عَن دينٍ هوَ دينُ اللَّهِ، ودينُ ملائِكَتِهِ، وقد خرجَ في أرضِكَ نبيٌّ أو هوَ خارجٌ، يَدعو إليهِ، ارجع إليهِ وصدِّقهُ واتَّبِعْهُ، وآمِنَ بما جاءَ بِهِ، فرجَعتُ فلم أُحسِن شيئًا بعدُ، فأَناخَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ البعيرَ الَّذي كانَ تحتَهُ، ثمَّ قدَّمنا إليهِ السُّفرةَ الَّتي كانَ فيها الشِّواءُ، فقالَ: ما هذِهِ ؟ فقلنا: هذِهِ شاةٌ ذبَحناها لنُصُبِ كذا وَكَذا، فقالَ: إنِّي لا آكلَ ما ذُبِحَ لغيرِ اللَّهِ، وَكانَ صنَمًا من نحاسٍ يقالُ لَهُ: أسافُ وَنائلةُ يتمسَّحُ بِهِ المشرِكونَ إذ طافوا، فطافَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ وطفتُ معَهُ، فلمَّا مررتُ مسَحتُ بِهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: لا تمسَّه، قالَ زيدٌ: فطُفنا، فقلتُ في نفسي: لأمسَّنَّهُ حتَّى أنظُرَ ما يقولُ، فمَسحتُهُ، فقالَ ألم تُنهَ ؟ قالَ زيدٌ: فوالَّذي أَكْرمَهُ وأنزلَ عليهِ الكتابَ ما استَلمتُ صَنمًا حتَّى أَكْرمَهُ اللَّهُ بالَّذي أَكْرمَهُ، وأنزلَ عليهِ الكتابَ،
 ماتَ زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْلٍ قَبلَ أن يبعثَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: يأتي يومَ القيامةِ أمَّةً واحدة)

الراوي: زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 362
خلاصة حكم المحدث: حسن وليس على شرط مسلم

زيد بن حارثة اخونا ومولانا

(لما خرجْنا من مكةَ اتَّبعتْنا ابنةُ حمزةَ تُنادي يا عمُّ ويا عمُّ قال فتناولتُها بيدِها فدفعتُها إلى فاطمةَ رضِي اللهُ عنهَا فقلتُ دونَكِ ابنةَ عمِّك قال فلما قدمْنا المدينةَ اختصمْنا فيها أنا وجعفرُ وزيدُ بنُ حارثةَ فقال جعفرُ ابنةُ عمِّي وخالتُها عندي يعني أسماءَ بنتَ عُميسٍ وقال زيدٌ ابنةُ أخي وقلتُ أنا أخذتُها وهي ابنةُ عمى فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أما أنتَ يا جعفرُ فأشبهتَ خَلْقي وخُلُقي وأما أنت يا عليُّ فمنِّي وأنا منك وأما أنت يا زيدُ فأخونا ومولانا والجاريةُ عند خالتِها فإنَّ الخالةَ والدةٌ وفي روايةٍ بمنزلةِ الأمِّ قلتُ يا رسولَ اللهِ ألا تَزوَّجَها قال إنها ابنةُ أخي من الرَّضاعةِ
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 7/246
خلاصة حكم المحدث: صحيح لشواهده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق