دروس وعبر من غزوة أحد
أربعون درساً من غزوة أحد
لإمام وخطيب مسجد الإيمان - اليمن - عمران
في الخامس عشر من السنة الثالثة من الهجرة وقعت معركة أحد بين المسلمين
الموحدين ومشركي قريش.
وأنزل الله على إثرها آيات تتلى إلى يوم الدين، فنزلت ثمان وخمسون آية من سورة آل عمران، تتحدث عن هذه الغزوة، ابتدأت بذكر أول مرحلة من مراحل الإعداد للمعركة في قوله - تعالى -:
{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }(1) ،
وانتهت بالتعليق الجامع على نتائج المعركة، والحكم التي أرادها الله منها
فقال - سبحانه -:
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }(2).
لقد وصفت هذه الآيات المعركة وصفاً دقيقاً، وسلطت الضوء على خفايا النفوس، ودخائل القلوب، وكان فيها تربية للأمة في كل زمان ومكان، ودروساً تتوارثها الأجيال تلو الأجيال
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }(2).
لقد وصفت هذه الآيات المعركة وصفاً دقيقاً، وسلطت الضوء على خفايا النفوس، ودخائل القلوب، وكان فيها تربية للأمة في كل زمان ومكان، ودروساً تتوارثها الأجيال تلو الأجيال
سأقف
وإياكم مع لمحة خاطفة عن بعض الفوائد والحكم الربانية المستفادة من هذه الغزوة
العظيمة. فهذه الغزوة العظيمة تعد نموذجاً حياً لما يمر به المسلمون اليوم من محن
وشدائد، فما أحرانا أن نقف عندها، ونستفيد من دروسها وعبرها، وما أحوج الأمة وهي
تمر بهذه المرحلة الحرجة في تاريخها، أن تراجع نفسها، وتستعيد ذاكرتها، وتعي سيرة
نبيها - - صلى الله عليه وسلم --.
فأحدٌ نصرٌ لا هزيمة، معركة فياضةٌ بالعبر والعظات، أحداثها صفحات ناصعة، يتوارثها الأجيال بعد الأجيال.
** فهيا لنعيش مع هذه الدروس العبر .
1- أثر المعاصي في النصر والهزيمة:
في غزوة أحد ظهر أثر المعصية والفشل والتنازع في تخلف النصر عن الأمة، فبسبب معصية واحدة خالف فيها الرماة أمر النبي - - صلى الله عليه وسلم --، وبسب التنازع والاختلاف حول الغنائم، ذهب النصر عن المسلمين بعد أن انعقدت أسبابه، ولاحت بوادره،
فقال - سبحانه -:
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}(3)
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}(3)
فكيف ترجو أمة عصت ربها، وخالفت أمر نبيها، وتفرقت كلمتها أن يتنزل عليها نصر الله وتمكينه؟. وبالمعاصي تدور الدوائر، ففاضت أرواح في تلك الغزوة بسبب خطيئة، وخرج آدم من الجنة بمعصيته، و((دخلت امرأة النار في هرة)) فما الذي أهلك الأمم السابقة وطمس الحضارات البائدة سوى الذنوب والمعاصي :
{ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ
أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ
مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(4)
فالمعاصي
سبب كل عناء وطريق كل وشقاء ما حلت في ديار إلا أهلكتها ولا فشت في مجتمعات إلا
دمرتها وأزالتها وما أهلك الله تعالى أمه إلا بذنب وما نَجى وما فَاز من فاز إلا
بتوبة وطاعة .
قال تعالى : ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))(5)
وقال تعالى : ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ))(6)
المعصية
عذاب المعصية وحشة المعصية حتى ولو كانت صغيرة مع الإصرار عليها تعمي البصيرة
وتسقط الكرامة وتوجب القطيعة وتمحق البركة ما لم يتب العبد ويرجع خائفا وجلاً . تائباً
طائعاً :
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل
إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
قال مجاهد رحمة الله:" إن البهائم لتلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وتقول هذا شؤمه معصية بني آدم"و لا حول ولا قوة إلا بالله.
تأمل يا رعاك الله قول الحق سبحانه : (( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ
مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ
عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))(7)
فالزم يا عبد الله الطاعة والعبودية، يؤخذ بيدك في المضايق، وتُفْرَج لك الشدائد، ولا تجعل أعمالك جُندا عليك، يزداد بها عدوك قوة عليك.
__________
(1) -(آل عمران 121)
(2) - (آل عمران 179)
(3) - (آل عمران 152)
(4) -( القصص 40 )
(5) - الروم40
(6) - الشورى 30
(7) - ال عمران 165
(5) - الروم40
(6) - الشورى 30
(7) - ال عمران 165
2- خطورة إيثار الدنيا على الآخرة :
وهذه الغزوة تعلمنا
كذلك خطورة إيثار الدنيا على الآخرة، وأن ذلك مما يفقد الأمة عون الله ونصره وتأييده،
قال ابن مسعود: " ما كنت أرى أحداً من أصحاب رسول الله - - صلى الله
عليه وسلم -- يريد الدنيا حتى نزل فينا يوم أحد { مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا
وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآَخِرَةَ } "،(1)
عن أبي سعيد الخدري -
رضي الله عنه - عن النبي -
صلى الله عليه وسلم -قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف
تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»(2)
قال ابن عباس - رضي الله عنه -: لما هزم الله المشركين يوم أحد، قال الرماة: (أدركوا الناس ونبي الله، لا يسبقوكم إلى الغنائم، فتكون لهم دونكم) وقال بعضهم: (لا نبرح حتى يأذن لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -) فنزلت: ( مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآَخِرَةَ )(3).
وفي ذلك درس عظيم يبين أن حب الدنيا والتعلق بها قد يتسلل إلى قلوب أهل الإيمان والصلاح، وربما خفي عليهم ذلك، فآثروها على ما عند الله،
مما يوجب على المرء
أن يتفقد نفسه وأن يفتش في خباياها، وأن يزيل كل ما من شأنه أن يحول بينها وبين
الاستجابة لأوامر الله ونواهيه.
وقد وردت نصوص عديدة من آيات وأحاديث تبين منزلة الدنيا عند الله وتصف زخارفها وأثرها على فتنة الإنسان، وتحذر من الحرص عليها,
قال تعالى:
( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )(4)
__________
(1) الراوي : [عبد خير] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ )(4)
__________
(1) الراوي : [عبد خير] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة
أو الرقم: 6/330 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
(2) مسلم، رقم 2742.
…
(3) انظر: تفسير الطبري (3/474). …
(4) - [آل عمران: 14].
(3) انظر: تفسير الطبري (3/474). …
(4) - [آل عمران: 14].
(1/4)
وقد حذر الرسول
الكريم - صلى الله عليه وسلم - أمته من الاغترار بالدنيا، والحرص الشديد عليها في
أكثر من موضع، وذلك لما لهذا الحرص من أثره السيئ على الأمة عامة وعلى من يحملون
لواء الدعوة خاصة.
إن الذي حدث في أحد عبرة عظيمة للدعاة وتعليمًا لهم بأن حب الدنيا قد يتسلل إلى قلوب أهل الإيمان ويخفى عليهم، فيؤثرون الدنيا ومتاعها على الآخرة ومتطلبات الفوز بنعيمها، ويعصون أوامر الشرع الصريحة كما عصى الرماة أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصريحة بتأويل ساقط، يرفعه هوى النفس وحب الدنيا، فيخالفون الشرع وينسون المحكم من أوامره،
إن الذي حدث في أحد عبرة عظيمة للدعاة وتعليمًا لهم بأن حب الدنيا قد يتسلل إلى قلوب أهل الإيمان ويخفى عليهم، فيؤثرون الدنيا ومتاعها على الآخرة ومتطلبات الفوز بنعيمها، ويعصون أوامر الشرع الصريحة كما عصى الرماة أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصريحة بتأويل ساقط، يرفعه هوى النفس وحب الدنيا، فيخالفون الشرع وينسون المحكم من أوامره،
كل هذا يحدث ويقع من المؤمن وهو غافل عن دوافعه الخفية، وعلى رأسها حب
الدنيا، وإيثارها على الآخرة ومتطلبات الإيمان، وهذا يستدعي من
الدعاة التفتيش الدائم الدقيق في خبايا نفوسهم واقتلاع حب الدنيا منها، حتى لا
تحول بينهم وبين أوامر الشرع، ولا توقعهم في مخالفته بتأويلات ملفوفة بهوى النفس
وتلفتها إلى الدنيا ومتاعها(1).
3- ويتخذ منكم شهداء:
ومن الحكم إكرام الله بعض عباده بنيل الشهادة، التي هي من أعلى المراتب والدرجات، فأراد - عز وجل - أن يتخذ من عباده شهداء تراق دماؤهم في سبيله، ويؤثرون محبته ورضاه على نفوسهم.
مصعب بن عمير - رضي الله عنه -:
قال خباب - رضي الله عنه -: هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ونحن نبتغي
وجه الله، فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى في سبيله ولم يأكل من أجره شيئًا، منهم
مصعب بن عمير قُتل يوم أحد، ولم يترك إلا نمرة، كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه،
وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «غطوا رأسه،
واجعلوا على رجليه الإذخر»، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها(1),
ومن حديث عبد الرحمن بن عوف أنه أتى بطعام وكان
صائمًا، فقال: قتل مصعب بن عمير، وكان خيرًا مني, فلم يوجد له ما يُكفن فيه إلا
بردة, وقتل حمزة أو رجل آخر خير مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه، إلا بردة، لقد خشيت
أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي(2)
ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه، فوقف عليه ودعا له ثم قرأ هذه الآية:
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )(3)
---------------------------------------
(1) السيرة النبوية – الصلابي-غزوة أحد). …(2)
انظر: تفسير القرآن العظيم (1/441).
(3)البخاري في الجنائز، رقم 1286. …(7) البخاري
في الجنائز رقم 1274، 1275.
(3) -[الأحزاب: 23]
(3) -[الأحزاب: 23]
عبد الله بن عمرو بن حرام
**أصر
عبد الله بن عمرو بن حرام على الخروج في غزوة أحد، فخاطب ابنه جابر بقوله: يا جابر، لا عليك أن تكون في نظاري
المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا، فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي
لأحببت أن تقتل بين يدي(1).
وقال لابنه أيضا: ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن على دينًا فاقض واستوص بأخواتك خيرًا(2).
وخرج مع المسلمين ونال وسام الشهادة في سبيل
الله، فقد قتل في معركة أحد,
وهذا جابر يحدثنا عن ذلك حيث يقول: لما قُتل أبي يوم
أحد، جعلت أكشف عن وجهه وأبكي، وجعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ينهوني
وهو لا ينهاني، وجعلت عمتي تبكيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «تبكين أو
لا تبكين ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه»(3)
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟» قال: يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالاً ودينًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: «أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟» قال: بلى يا رسول الله، قال - صلى الله عليه وسلم -:
«ما كلَّم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وكلم أباك
كفاحًا، يا جابر أما علمت أن الله أحيا أباك فقال: يا عبدي، تمنَّ عليّ أعطك، قال:
يا رب تحييني فأُقتل فيك ثانية، فقال الرب سبحانه: إنه سبق مني أنهم إليها لا
يرجعون, قال: يا رب.. فأبلغ من ورائي»(4). فأنزل الله تعالى: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ )(5).
__________
(2) البخاري رقم 1351. …
(3) - البخاري، رقم 1244.
(2) البخاري رقم 1351. …
(3) - البخاري، رقم 1244.
(4)صحيح
ابن ماجة للألباني، رقم 190 (2800). …(7) انظر: زاد المعاد (3/208).
-
[آل عمران: 169](5)
المكتبة الشاملة - جامعة أم القرى
يتبع إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق