تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

(44)أحداث الهجرة والوصول للمدينة

سيرة 44  (21 ذي القعدة 1435 هـ)

الهجرة للمدينة(2)


حين بدا نجم الدعوة يسطع

وتشرق شمس الإسلام

وبدأت الوفود توافد على الرسول صلى الله عليه وسلم

وجاءه من المدينة من بايعه (بيعة العقبة الأولى والثانية )

اشتد إيذاء الكفار للمسلمين وبدأ الصحابة في الهجرة من مكة للحبشة

الهجرة الأولى والثانية

حتى أُذن لهم بالهجرة :

وفي هذا تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لما سُئلت عن الهجرة:
عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله:

(زرتُ عائشةَ مع عُبيدٍ بنِ عميرٍ، فسألها عن الهجرةِ، فقالت : لا هجرةَ اليوم، كان المؤمن يفرُّ أحدُهم بدِينه إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، مخافةَ أن يُفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلامَ، فالمؤمنُ يعبد ربَّه حيث شاء، ولكن جهادٌ ونيةٌ ).

الراوي: عطاء بن أبي رباح المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4312-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وجاء الإذن بالهجرة للمدينة:

وتحكي لنا عائشة رضي الله عنها قصة بداية الهجرة وخروج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه من مكة في الحديث الطويل سبق ذكره بكامله:

(لم أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إلا وهما يَدِينانِ الدِّينَ،...................
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للمسلمينَ : ( إني أُرِيتُ دارَ هجرتِكم، ذاتَ نخلٍ بين لابَتَيْنِ ) . وهما الحَرَّتانِ، 

فهاجر مَن هاجر قِبَلَ المدينةِ، ورجع عامَّةُ مَن كان هاجر بأرضِ الحبشةِ إلى المدينةِ، وتجهز أبو بكرٍ قِبَلَ المدينةِ،

 فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( على رِسْلِكَ، فإني أرجو أن يُؤْذَنَ لي ) . فقال أبو بكرٍ : وهل تَرْجُو ذلك بأبي أنت ؟ قال : ( نعم ) . فحبس أبو بكرٍ نفسَه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لِيَصْحَبَهُ، وعَلَف راحلتينِ......

قال : ( فإني قد أُذِنَ لي في الخروجِ ) . فقال أبو بكرٍ : الصحابةُ بأبي أنت يا رسولَ اللهِ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( نعم ) . قال أبو بكرٍ : فَخُذْ - بأبي أنت يا رسولَ اللهِ - إحدى راحِلَتَيَّ هاتين، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( بالثَّمَنِ ) .

 قالت عائشةُ : فجَهَّزْناهما أَحَثَّ الجِهازِ، وصَنَعْنا لهما سُفْرَةً في جِرابٍ، فقطعتْ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ قِطعةً من نِطاقِها، فربَطَتْ به على فَمِ الجِرابِ، فبذلك سُمِّيَتْ ذاتُ النِّطاقَيْنِ،

 قالت ثم لَحِقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأبو بكرٍ بغارٍ في جَبَلِ ثَوْرٍ، فكَمَنا فيه ثلاثَ ليالٍ،

يبيتُ عندَهما عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ، وهو غلامٌ شابٌّ، ثَقِفٌ لَقِنٌ، فيُدْلِجُ مِن عندِهما بسَحَرٍ، فيُصبِحُ مع قريشٍ بمكةَ كبائتٍ، فلا يسمعُ أمرًا يُكتادانِ به إلا وَعاهُ، حتى يأتيَهما بخَبَرِ ذلك حين يختَلِطُ الظلامُ،

ويَرْعَى عليهما عامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ مولى أبي بكرٍ مِنحَةً من غَنَمٍ، فيُرِيحُها عليهما حين تذهبُ ساعةٌ من العِشاءِ، فيَبِيتانِ في رِسْلٍ، وهو لبنُ مِنحتِهِما ورَضِيفِهِما، حتى يَنعِقَ بها عامرُ بنُ فهيرةَ بغَلَسٍ، يفعلُ ذلك في كلِّ ليلةٍ من تلك الليالي الثلاثِ،

 واستأجر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأبو بكرٍ رجلًا من بني الدَّيْلِ، وهو من بني عبدِ بنِ عَدِيٍّ، هاديًا خِرِّيتًا، والخِرِّيتُ الماهرُ بالهدايةِ، قد غَمَس حِلْفًا في آلِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهْمِيِّ، وهو على دينِ كفارِ قريشٍ، فأمِنَّاهُ فدفعا إليه راحِلَتيهما، وواعداه غارَ ثَوْرٍ بعد ثلاثِ ليالٍ، فأتاهما براحلتيهما صُبحَ ثلاثٍ، وانطلق معهما عامرُ بنُ فهيرةَ، والدليلُ، فأخذ بهم طريقَ السواحلِ ).

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3905-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

 

المدينة--

السيرة النبوية في السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية -د.مهدي رزق الله أحمد

ومن فقه السيرة:
 
فخرج -عليه الصلاة والسلام ووصل أولا قباء وأقام فيها أيام 

مما وقع في الطريق إلى المدينة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقيَ الزبير بن العوام في ركبٍ من المسلمين كانوا تجارًا عائدين من الشام، الزبير بن العوام كان في الشام مع نفر من المسلمين،
وهم في رجعهم من الشام إلى مكة التقى بهم الرسول بهم في الطريق إلى المدينة، فكسا الزبيرُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكرٍ ثيابًا بيضاء، -----كساهما ثيابًا بيضاء اشتراها من الشام وراجع بها.،


-ولما بلغ المسلمين بالمدينة مخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة هو وصاحبه الصديق -رضي الله تعالى عنه- كانوا يخرجون كل غداة، كل يوم الصبح يخرجون إلى الحرَّة خارج المدينة في انتظار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يرجعون إلا إذا اشتدَّ الحر، ففعلوا ذلك مرارًا، كل يوم يرجعون، يخرجون ويرجعون، فانقلبوا يومًا بعدما طال انتظاره، انتظروا كثيرًا ولم يأتوا؛ فرجعوا.

فلما آووا إلى بيوتهم إذا برجل من اليهود صعد على سطح داره فرآى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مبيَّضين -عليهم الثياب البيض- التي كساهما الزبير.-

 يزول بهما السراب، فلم يملك اليهودي أن صاح بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا جدُّكم الذي تنتظرون.

فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بظهر الحرَّة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف، وكانت منازل بني عمرو بن عوف في قباء.


وكان ذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.----وقيل لهلال ربيع الأول.------وقيل لليلتين خلتا منه.-----وقيل لثمانٍ.
وقال بعضهم: لاثنتي عشرة ليلة -والله تعالى أعلم.

فقام أبو بكرٍ للناس يتلقَّاهم -يستقبلهم- وجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صامتًا لا يتكلم، ------فطفق مَن جاء من الأنصار ممن لم يرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم------ ولم يعرفه من قبل يُحيِّي أبا بكر، لأنه لا يعرف الرسول -عليه الصلاة والسلام------ حتى أصابت الشمس رسول الله -صلى الله عليه وسلم----- فأقبل أبو بكر حتى ظلَّلَ عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك.

فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بني عمرو بن عوف 
أربعة أيام، هي: الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس.

وخرج يوم الجمعة من قباء قاصدًا دخول المدينة.وكان نزوله -صلى الله عليه وسلم- في قباء على كلثوم بن الهِدم أخي بني عمرو بن عوف.----وقيل: بل نزل على سعد بن خيثمة،------ ولا منافاة بين القولين، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبيت عند كلثوم، فإذا أصبح جلس في بيت سعد بن خيثمة، ----وذلك أنه كان عزبًا لا أهل له، وكان يُقال لبيته "بيت العزَّاب" ولذلك نزل عليه العُزَّاب من المهاجرين.

ونزل أبو بكر -رضي الله عنه- على رجل آخر هو خبيب بن إيساف،---- أحد بني الحارث، خارج المدينة.
 

ثم خرج إلى المدينة  يوم الجمعة قاصدًا البلد الطيب طيبة، فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في المسجد الذي ببطن الوادي، فصلَّاها،

 وهي أول جمعة صلَّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنه في مكة ما كان يستطيع يصلي. ثم أتاه رجالٌ من بني سالم بن عمرو بن العوف
، فقالوا: يا رسول الله أقِم عندنا في العدد والعدَّة والمنعَة، ويتمسكون بزمام الناقة، التي كان اسمها القصواء.
فيقول لهم -صلى الله عليه وسلم: «خلُّوا سبيلها فإنها مأمورة»، لا تمسكوها، دعوها تمشي، تنتهي إلى حيث أراد الله -عز وجل.
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضعٌ لها زمامها لا يُثنيها عن السير،

وكلما مرَّ بدارٍ من دور الأنصار في الطريق عرضوا عليه أن ينزل عندهم في العدد والعُدَّة والمنعة، فيقول لهم مثل قولته الأولى: «دعوها فإنها مأمورة».

حتى وصلت الناقة إلى موضع مسجدة الشريف--، فبركت عنده، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- راكبٌ عليها لم ينزل.
ثم سارت الناقة، وسارت غير بعيد، ورسول الله واضع لها زمامها لا يُثنيها به،

 ثم التفتت خلفها ورجعت إلى مبركها أول مرَّة فبركت فيه وألقت بجرانها،

فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنها، فتنازع الملأ أيهم ينزل عليه، طبعا شرف كبير، الرسول سينزل على مَن؟ هذا شرف كبير جدًا، اختلفوا ينزل أين؟
فقال: «إني أنزل على أخوال عبد المطلب، أكرمهم بذلك»، لأن أخوال النبي كانوا في المدينة -بني النجار.
ثم سأل: «أيُّ دور أهلنا أقرب؟».فقال الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري
رضي الله عنه: أنا، داري أقرب دارٍ. فاحتمل رحل رسول الله إلى منزله.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتذرًا بلطف عن النزول عند غير بني النجار: «المرء مع رحله».

ثم جاء أسعد بن زرارة نقيب بني النجار ليلة العقبة وقد فاته شرف نزول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنده، فأخذ بزمام ناقة رسول الله فكانت عنده.
قال: الرسول لم ينزل عندي فإذن آخذ الناقة عندي، واعتبر هذا شرفًا وكرامة، أن ناقة الرسول تكون عنده.

وكان نزول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدار أبي أيوب منقبة عظيمة له ولبني النجار جميعًا، وقد كان في المدينة دورٌ كثير مستقلة بمساكنها ونخيلها وزروعها وأهليها،
كل قبيلة من قبائلهم قد اجتمعوا في محلتهم، وهي كالقرى المتلاصقة، فاختار الله لرسوله دار بني مالك بن النجار تكريمًا لخؤولتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.

 وقد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جميع دور الأنصار،

 فقال: (إنَّ خيرَ دورِ الأنصارِ دارُ بني النَّجَّارِ ، ثمَّ عبدِ الأشهلِ ، ثمَّ دارُ بني الحارثِ ، ثمَّ بني ساعدةَ ، وفي كلِّ دورِ الأنصارِ خيرٌ . فلحِقَنا سعدُ بنُ عبادةَ ، فقالَ أبو أسيدٍ : ألم ترَ أنَّ نبيَّ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خيَّرَ الأنصارَ ، فجعلَنا أخيرًا ؟ فأدركَ سعدٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، خيِّرَ دورُ الأنصارِ فجعلَنا آخرًا ، فقالَ : أوَليسَ بحسبِكم أن تكونوا منَ الخيارِ)

الراوي: أبو حميد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3791
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وكان يومًا مشهودًا في تاريخ الدنيا، يومَ دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة راكبًا ناقته القصواء، وأبو بكر الصديق ردفه، وملأُ بني النجار متقلدين سيوفهم يُرهبون بها أعداء الله ورسوله ومَن تُسوِّل له نفسه من اليهود والمشركين أن ينال من رسول الله، فلا يزال في عزة ومنعة من أخواله وأتباعه وأنصاره، إنه لحقًّا مشهد معبِّر يُغني عن الكلام والخُطَب.

وخرجت المدينة كلها بشبابها وشيبها وصبيانها ونسائها وولائدها لتشارك في استقبال القادم الكريم -عليه الصلاة والسلام- وليملؤوا عينهم من هذا الذي أصبح ذكره على كل لسان، وأنصاره في كل بيت.
وخرجت جواري -بنات صغار- من بني النجار يضربن بالدفوف، وهنَّ يقلن: نحن جواري من بني النجار، يا حبذا محمدٌ من جار.
قال: «أتحببنني؟».
قلن: إي والله يا رسول الله.

فقه السيرة –شرح د. عبد العظيم بدوي

 السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية-

وإليكم الأحاديث:

-وضعف الحديث السابق الشيخ الألباني رحمه الله-

قَدِمَ المدينةَ فلمَّا قَدِمَ المدينةَ جاءتِ الأنصارُ برجالِها ونسائِها فقالوا : إلينا يا رسولَ اللهِ فقال : دعوا الناقةَ فإنَّها مأمورةٌ ، فبركتْ على بابِ أبي أيوبٍ قال : فخرجتْ جَوارٌ من بني النجارِ يضربْنَ بالدُّفوفِ وهنَّ يقلنَ : نحنُ جوارٌ من بني النجارِ ، يا حبَّذا محمدٌ من جارِ . فخرجَ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : أَتحبُّوني ؟ فقالوا : إِي واللهِ يا رسولَ اللهِ . قال : أنا واللهِ أُحبُّكم وأنا واللهِ أُحبُّكم وأنا واللهِ أُحبُّكم
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 6508-خلاصة حكم المحدث: منكر بهذا التمام
                                                          
 ويحكي أبو بكر الصديق رضي الله عنه بحديث عن البراء بن عازب:

جاء أبو بكرٍ الصديقُ إلى أبي في منزلِه . فاشترى منهُ رحلًا . فقال لعازبٍ : ابعث معي ابنك يحملُه معي إلى منزلي . فقال لي أبي : احملْهُ . فحملتُه . وخرج أبي معَه ينتقدُ ثمنَه . فقال لهُ أبي :

 يا أبا بكرٍ ! حدِّثني كيف صنعتما ليلةَ سريتَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . قال : نعم .

أسرينا ليلتنا كلها . حتى قام قائمُ الظهيرةِ . وخلا الطريقُ فلا يمرُّ فيهِ أحدٌ .

حتى رُفعت لنا صخرةٌ طويلةٌ لها ظلٌّ . لم تأتِ عليهِ الشمسُ بعدُ . فنزلنا عندها .

فأتيتُ الصخرةَ فسوَّيتُ بيدي مكانًا . ينامُ فيهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في ظلِّها . ثم بسطتُ عليهِ فروةً .

ثم قلتُ : نم . يا رسولَ اللهِ ! وأنا أنفضُ لك ما حولك . فنام . وخرجتُ أنفضُ ما حولَه .

فإذا أنا براعي غنمٍ مقبلٍ بغنمِه إلى الصخرةِ ، يريدُ منها الذي أردنا .

فلقيتُه فقلتُ : لمن أنت ؟ يا غلامُ ! فقال : لرجلٍ من أهلِ المدينةِ .

قلتُ : أفي غنمكَ لبنٌ ؟ قال : نعم . قلتُ : أفتحلبُ لي ؟ قال : نعم . فأخذ شاةً .

 فقلتُ لهُ : انفضِ الضرعَ من الشعرِ والترابِ والقذى ( قال فرأيتُ البراءَ يضربُ بيدِه على الأخرى ينفضُ ) فحلب لي ، في قعبٍ معَهُ ، كثبةً من لبنٍ .

 قال ومعي إدواةٌ أرتوي فيها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ليشرب منها ويتوضأَ .
قال فأتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . وكرهتُ أن أوقظَه من نومِه . فوافقتُه استيقظ
. فصببتُ على اللبنِ من الماءِ حتى برد أسفلُه . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! اشرب من هذا اللبنِ . قال فشرب حتى رضيتُ .

 ثم قال " ألم يأنِ للرحيلِ ؟ " قلتُ : بلى . قال فارتحلنا بعد ما زالتِ الشمسُ . واتبعنا سراقةَ بنَ مالكٍ . قال ونحن في جلدٍ من الأرضِ .

 فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أتينا . فقال " لا تحزن إنَّ اللهَ معنا " فدعا عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .

 فارتطمت فرسُه إلى بطنها . أرى فقال : إني قد علمتُ أنكما قد دعوتما عليَّ . فادعوا لي . فاللهَ لكما أن أردَّ عنكما الطلبَ . فدعا اللهَ . فنجى .

 فرجع لا يلقى أحدًا إلا قال : قد كفيتكم ما ههنا . فلا يلقى أحدًا إلا ردَّهُ . قال ووفَّى لنا .

وفي روايةٍ : اشترى أبو بكرٍ من أبي رحلًا بثلاثةَ عشرَ درهمًا . وساق الحديثَ . بمعنى حديثِ زهيرٍ عن أبي إسحاقٍ . وقال في حديثِه ، من روايةِ عثمانَ بنِ عمرَ : فلما دنا دعا عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فساخ فرسُه في الأرضِ إلى بطنِه . ووثب عنهُ . وقال : يا محمدُ ! قد علمتُ أنَّ هذا عملكَ . فادعُ اللهَ أن يخلصني مما أنا فيهِ . ولك عليَّ لأُعمينَّ على من ورائي . وهذه كنانتي . فخذ سهمًا منها . فإنك ستمرُّ على إبلي وغلماني بمكانِ كذا وكذا . فخذ منها حاجتك . قال " لا حاجة لي في إبلك "

فقدمنا المدينةَ ليلًا .

 فتنازعوا أيهم ينزلُ عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال " أنزلُ على بني النجارِ ، أخوالُ عبدِالمطلبِ ، أكرمهم بذلك " فصعد الرجالُ والنساءُ فوقَ البيوتِ . وتفرَّقَ الغلمانُ والخدمُ في الطرقِ . ينادون : يا محمدُ ! يا رسولَ اللهِ ! يا محمدُ ! يا رسولَ اللهِ !

الراوي: البراء بن عازب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2009- خلاصة حكم المحدث: صحيح

*******************
ومن فقه أبو بكر رضي الله عنه حين سألوه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

(أقبل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى المدينةِ وهو مردفٌ أبا بكرٍ، وأبو بكرٍ شيخٌ يُعرف، ونبيُّ الله شابٌّ لا يُعرف، قال :

فيلقى الرجلُ أبا بكرٍ فيقول : يا أبا بكرٍ، من هذا الرجل الذي بين يدَيك،

 فيقول : هذا الرجلُ يهديني السبيلَ . قال : فيحسب الحاسبُ أنه إنما يعني الطريقَ، وإنما يعني سبيلَ الخيرِ) .

 فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارسٍ قد لحقهم، فقال : يا رسولَ اللهِ، هذا فارسٌ قد لحق بنا . فالتفت نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : ( اللهمَّ اصرعْه ) . فصرعه الفرسُ، ثم قامت تحمحِمُ، فقال : يا نبيَّ اللهِ، مُرني بما شئتَ، قال : ( فقفْ مكانَك، لا تتركن أحدًا يلحق بنا ) . قال : فكان أولَ النهارِ جاهدًا على نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وكان آخرَ النهارِ مسلحةً له،

جزء من حديث
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3911- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


كسا الزبيرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأبا بكرٍ ثيابَ بَياضٍ

(أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَقِيَ الزبيرَ في رَكْبٍ من المسلمينَ، كانوا تُجَّارًا قافِلِين من الشأمِ، فكسا الزبيرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأبا بكرٍ ثيابَ بَياضٍ،

 وسَمِعَ المسلمون بالمدينةِ بمَخْرَجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم من مكةَ، فكانوا يَغْدُونَ كلَّ غَداةٍ إلى الحَرَّةِ، فينتظرونه حتى يَرُدَّهم حَرُّ الظهيرةِ،

فانقلبوا يومًا بعد ما أطالوا انتظارَهم، فلما أَوَوْا إلى بيوتِهِم، أَوْفَى رجلٌ من يهودٍ على أُطُمٍ من آطامِهِم، لأمرٍ ينظرُ إليه، فبصر برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأصحابِه مُبَيَّضِينَ يزولُ بهم السَّرَابُ،

فلم يَمْلِكِ اليهوديُّ أن قال بأعلى صوتِه : يا معاشرَ العربِ، هذا جَدُّكم الذي تنتظرون،
 فثار المسلمونَ إلى السلاحِ، فتَلَقَّوْا رسولَ اللهِ بظَهْرِ الحَرَّةِ،

 فعدَل بهم ذاتَ اليمينِ، حتى نزل بهم في بني عمرو بنِ عوفٍ، وذلك يومُ الاثنينِ من شهرِ ربيعٍ الأولِ،
فقام أبو بكرٍ للناسِ، وجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم صامتًا، فطَفِق من جاء من الأنصار - مِمَّن لم يَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - يُحَيِّي أبا بكرٍ،

حتى أصابت الشمسُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فأقبل أبو بكرٍ حتى ظلل عليه برِدائِه، فعرف الناسُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عند ذلك، فلبِث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في بني عمرو بنِ عوفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ ليلةً،

 وأَسَّسَ المسجدَ الذي أُسِّسَ على التقوى ، وصلى فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثم رَكِب راحلتَه،

 فسار يمشي معه الناسُ حتى بَرَكت عند مسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالمدينةِ،
وهو يصلي فيه يومَئِذٍ رجالٌ من المسلمين، وكان مِرْبَدًا للتمرِ، لسُهَيْلٍ وسَهْلٍ غلامين يتيمين في حِجْرِ أَسْعَدِ بنِ زُرارةَ،

فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حين بَرَكت به راحلتُه : ( هذا إن شاء الله المنزِلُ )

. ثم دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الغلامين فساومهما بالمِرْبَدِ ليتخذَه مسجدًا، فقالا : لا، بل نَهَبُه لك يا رسولَ اللهِ، فأبى رسولُ اللهِ أن يقبلَه منهما هبةً حتى ابتاعَه منهما، ثم بناه مسجدًا،

وطَفِقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ينقلُ معهم اللَّبِنَ في بنيانِه ويقولُ، وهو ينقلُ اللَّبِنَ :
 ( هذا الحِمالُ لا حِمالَ خيبرْ، هذا أَبَرُّ ربَّنا وأطهرْ . ويقولُ : اللهم إن الأجرَ أجرُ الآخِرهْ، فارحَمِ الأنصارَ والمهاجرهْ ) . فتمثل بشِعْرٍ رجلٍ من المسلمين لم يُسَمَّ لي .

الراوي: عروة بن الزبير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3906 -خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وحدث خلاف بين العلماء في المسجد الذي أسس على التقوى

وهناك من رجح أنه مسجد قباء بدليل الآية
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)
الحديث:
(نزلت هذِهِ الآيةُ في أَهْلِ قباءَ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ قالَ: كانوا يستَنجونَ بالماءِ، فنزلت هذِهِ الآيةُ فيهِم)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3100-خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهناك أحاد يث لاتصل للصحة لم أوردها
وذكرنا قبل ضعف من أنشد طلع البدر علينا

وقصة إسلام عبد الله بن مسعود لقى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه:
كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر فقال **
(يا غلامُ ! هل معك من لبنٍ ؟ . فقلتُ : نعم ، ولكني مُؤتَمَنٌ ، قال : ائْتِني بشاةٍ لم يَنْزِ عليها الفحلُ . فأتيتُه بعَناقٍ ، فاعْتقَلَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ثم جعل يمسح الضَّرْعَ ويدعو ، حتى أَنزلَتْ ، فأتاه أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه بشيءٍ ، فاحتلَب فيه ، ثم قال لأبي بكرٍ : اشرَبْ . فشرب أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه ، ثم شرب النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعده ، ثم قال للضَّرْعِ : اقْلُصْ ، فقلَص ، فعاد كما كان ، قال : ثم أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! علِّمْني من هذا الكلامِ ، أو من هذا القرآنِ ، ، فمسح رأْسي ، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : إنك غلامٌ مُعلَّمٌ . قال : فلقد أخذتُ من فيه سبعين سورةً ؛ ما نازعَني فيها بشَرٌ)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1804-خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
**زيادة من تصحيح الشيخ الوادعي

السيرة النبوية في السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية- ص 288
 


وهنا نتوقف قبل إكمال مسير ماحدث بالمدينة لنقف وقفات ودروس مع الهجرة...........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق