تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

إسلام حمزة رضي الله عنه وإسلام النجاشي والحصار


25ربيع الآخر 1435- 25-2-2014
الدرس32


إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن وسيئات أعمالنا من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ[آل عمران: 102]، 
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1]، 
 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 71، 72].

ثم أما بعد

إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

كان فتًى قويَّ الشكيمة، تهابه قريشٌ ويَعْملون له حسابًا، حتى إنَّه لما ضَرب أبا جهل - عليه لعائن الله - على رأسه بالقوس ما استطاع أبو جهلٍ أن يتفوَّه بكلمةٍ مع قوَّة أبي جهل وجبروته.

وقد ذكر قصةَ إسلام حمزة - رضي الله عنه - ابنُ إسحاق، فقال: مرَّ أبو جهل برسول الله عند الصَّفا، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره؛ من العيب لدينه، والتضعيف لأمره، فلم يكلِّمه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومولاةٌ لعبدالله بن جُدْعان في مسكنٍ لَها تسمع ذلك منه، ثم انصرف عنه، فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة، فجلس معهم، فلم يلبث حمزة بن عبدالمطَّلب - رضي الله عنه - أن أقبل متوشِّحًا قوسه، راجعًا من قنص له، وكان صاحب قنص يرميه، ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يَمُرَّ على نادٍ من قريش إلا وقف وسلَّم، وتحدَّث معهم، وكان أعزَّ فتًى في قريش، وأشدَّهم شكيمة.

فلما مرَّ بالمولاة، وقد رجع رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى بيته، قالت له: يا أبا عمارة، لو رأيتَ ما لقي ابنُ أخيك محمَّد آنفًا من أبي الحكم ابن هشام؟! وَجَدَهُ هاهنا جالسًا، فآذاه وسبَّه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه، ولم يُكلِّمه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاحتمل حمزةَ الغضبُ لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى، ولم يقف على أحد، مُعدًّا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به، فلمَّا دخل المسجد، نظر إليه جالسًا في القوم، فأقبل نحوه، حتَّى إذا قام على رأسه، رفع القوس فضربه بها، فشجَّه شجة منكرة،

ثم قال: أتشتمه وأنا على دينه أقول كما يقول؟ فَرُدَّ ذلك عليَّ إن استطعتَ، فقامت رجالٌ من بني مخزوم إلى حمزة؛ لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإنِّي والله قد سببتُ ابن أخيه سبًّا قبيحًا، وثبت حمزة - رضي الله عنه - على إسلامه، وعلى ما تابع عليه رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قوله.

فلما أسلم حمزةُ عرفت قريشٌ أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد عزَّ وامتنع، وأنَّ حمزة سيمنعه، فكَفُّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه(4)

فوائد من إسلام عمر  وحمزة رضي الله عنهما

1- الشر قد يكون سببا للخير (إيذاء النبي صلى الله عليه وسلك كان سبب لإسلام حمزة رضي الله عنه)

ويدلل لذلك حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تجدون الناس معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية ، وتجدون شر الناس ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ، ويأتي هؤلاء بوجه"
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3493- خلاصة حكم المحدث: صحيح


2- قد يكون العمل في بدايته لغير الله ثم تصح النية فيما بعد(إسلام حمزة رضي الله عنه)

3- فضيلة نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

4-عدم اليأس من إيمان شخص مهما بلغت عداوته للدعوة

5- أثر القرآن في الهداية للإسلام

6- مشروعية التكبير وليس التصفيق حين سماع مايسر


النجاشي وقصة إسلامه*

من كتاب نور اليقين :

قال محمد بن إسحاق: أن النجاشي لما مات كان يُتحدث أنه لا يزال يُرى على قبره نور، .وقال ابن هشام: أن قوم النجاشي خرجوا عليه لأنه أسلم وقبل أن يخوض حرباً ضدهم هيأ للمسلمين سفناً كبيرة ليركبوها إذا انهزم وكتب كتاباً يشهد فيه أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وبلغ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فاستغفر له ودعا له وتوفي النجاشي في السنة التاسعة لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وسلم
وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب، وكان أول من صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله:
مات اليوم عبد صالح أصحمة من الحبش فهلُمَّ فصلوا عليه».
قال الشيخ الأرناءوط: أن النجاشي الذي صلى عليه النبي
هو ذات النجاشي الذي أرسل إليه لأن كتب التاريخ لا تذكر إلا خبر نجاشي واحد،.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه:( لما جاء نَعْيُ النجاشيِّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : صلوا عليه . قالوا : يا رسولَ اللهِ ! نصلي على عبدٍ حبشيٍّ [ ليس بمسلمٍ ] ؟ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ للهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلًا)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3044
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


ومن الأحاديث أن النجاشي رضي الله عنه أرسل هدايا للنبي صلى الله عليه وسلم


(أَهْدى النَّجاشيُّ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حَلقةً فيها خاتمُ ذَهَبٍ فيهِ فصٌّ حبشيٌّ ، فأخذَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعودٍ ، وإنَّهُ لَمُعرضٌ عنهُ أو ببعضِ أصابعِهِ ثمَّ دعا بابنةِ ابنتِهِ أُمامةَ بنتِ أبي العاصِ ، فقالَ : تحلِّي بِهَذا يا بُنَيَّةُ)

 الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2955-خلاصة حكم المحدث: حسن



(أنَّ النَّجاشيَّ أهدى إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، خُفَّينِ أسوَدَينِ ساذَجَينِ فلبِسَهما ، ثمَّ تَوضَّأ ومَسحَ علَيهِما)
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2820- خلاصة حكم المحدث: صحيح-


ثم لجأوا لوسيلة جديدة للصد عن الدعوة

الحصار في شعب أبي طالب

 وفي السَّنة السابعة من البعثة: تعاهدَتْ قريش على قطيعة بني هاشم، إلاَّ أن يسلموا إليهم النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكتبوا بذلك صحيفةً، وعلَّقوها في الكعبة.

الشرح:

ذَكر خبَرَ الصحيفة ابنُ إسحاق، حيث قال: فلما رأَتْ قريش أن أصحابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد نزلوا بلدًا أصابوا به أمنًا وقرارًا، وأن النَّجاشي قد مَنع من لجأ إليه منهم، وأنَّ عمر قد أسلم، فكان هو وحمزةُ بن عبدالمطلب مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه، وجعل الإسلامُ يفشو في القبائل، اجتمعوا وائتمروا أن يَكتبوا كتابًا يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطَّلب، على ألا يَنْكِحوا إليهم ولا يُنكحوهم، ولا يَبيعوهم شيئًا، ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتَبوه في صحيفة، ثم تعاهدوا وتواثَقوا على ذلك، ثم علقوا الصَّحيفة في جوف الكعبة؛ توكيدًا على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عِكْرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصَي - قال ابن هشام: ويُقال: النَّضر بن الحارث - فدعا عليه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فشُلَّ بعضُ أصابعه[8].


فأجمع الكفار على قتل رسول الله  فبلغ ذلك أبا طالب فجمع بني هاشم وبني المطلب  فأدخلوا رسول الله معهم إلى شعبهم ومنعوه صلى الله عليه وسلم  
من الأذية أو من أن يلحق به أذى أو ضرر، كل ذلك حمية ،يعني بني عبد المطلب
وبني هاشم منعوا النبي من باب الحمية، حمية الجاهلية، يعني كيف يقتل ولدا لنا أو
كيف يؤذى ولدا لنا ففعلوا ذلك حمية لهم فأجابوه يعني جميعا إلى ذلك الطلب ومنعواكفار قريش على عادة الجاهلية من أن يصيبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بأذى


قال د.راغب السرجاني :

وقد بلغ الجهد بالمحاصرين حتى كان يسمع أصوات النساء والصبيان يصرخون من شدة وألم الجوع، وحتى اضطروا إلى التقوت بأوراق الشجر، بل وإلى أكل الجلود، وقد ظلت هذه العملية وتلك المأساة البشرية طيلة ثلاثة أعوام كاملة، ثلاث سنوات من الظلم والقهر والإبادة الجماعية، وهي وإن كانت صورة جاهلية من اختراع أهل قريش في ذلك الوقت، إلا أنها -وللأسف- تكررت بعد ذلك كثيرًا، وللأسف أيضًا فإنها في كل مرة كانت تتكرر مع المسلمين فقط

ومع هؤلاء المحاصرين فإنا نتفهم حقيقة أن يضحي المؤمنون من بني هاشم وبني المطلب بأنفسهم وبزوجاتهم وأولادهم؛ وذلك لأنهم بصدد قضية غالية جدًّا، إنهم يصمدون ويضحون من أجل العقيدة، لكن الغريب حقًّا هو كيف يصبر الكافرون من بني هاشم وبني المطلب على هذا الحصار؟!

هؤلاء الكفار لا يرجون جنة ولا يخافون نارًا، بل إنهم لا يؤمنون بالبعث أصلاً، ورغم ذلك فقد وقفوا هذه الوقفة الرجولية مع مؤمني بني عبد مناف.

وفي تفسير واضح لهذا العمل الرجولي والبطولي فقد كانت الحمية هي الدافع والمحرك الرئيسي له، حمية الجاهلية، ولكنها في النهاية حمية، حمية الكرامة حين يهان رجل من القبيلة، حمية لصلة الدم والقرابة، حمية العهد الذي كانوا قد قطعوه على أنفسهم قبل رسالة محمد على أن يتعاونوا معًا في حرب غيرهم، حميّة واقعية يدفع فيها الرجل بنفسه وأولاده وهو راضٍ، أهــ

وقال العلماء فعل ذلك مع غير المسلمين أي الحصار الاقتصادي وسيلة لردعهم عن حرب المسلمين وإيذاءهم


وكان فيهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه حتى أن سعدا قال: لقد جعت حتى أني وطئت ذات ليلة على شيء رطب فوضعته على فمي وما أدري ما هو إلى الآن، يعني أنا من الجوع كنت يعني أتحسس حتى وجدت شيء رطب لين فأخذته ووضعته في فمي لم أنظر إليه ولا أعرف ما هو إلى الآن من شدة الجوع،تأذى أن ينظر إليه أو أن تعافه نفسه فوضعه في فمه ولم ينظر إليه إلى الآن، رضي الله عنه وأرضاه. 

طبعا بهذه المقاطعة ارتفعت الأسعار واشتدت على بني هاشم وبني المطلب وبالطبع على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأن عدو الله تبارك وتعالى أبو لهب كان يقف ويقول لكل التجار القادمين ليبتاعوا في مكة كان أبو لهب يقف ويقول: يا معشر التجار غالوا على محمد وأصحابه حتى لا يدركوا معكم شيئاً فقد علمتم مالي ووفاء ذمتي، يعني لا تبيعوا لهم ومن منكم لم يبع ما عنده أنا سأشتريه لأنكم علمتم مالي وذمتي، عندي من المال وعندي من الذمة ما اشتري به بضاعتكم، وأنا ضامن أن لا خسارة عليكم فكانوا يزيدون في الأسعار على المسلمين ولا يشترون ويرجعون إلى أطفالهم وهم جوعى ولا لباس معهم ولا طعام ولا شراب ولا غيره حتى جهد المسلمون من ذلك جهدا كبيرا ومات من أصحابه صلى الله عليه وسلم بسبب هذا الحصار عددا لا بأس به.
نقض الصحيفة الظالمة 

إلى أن قام في نقض الصَّحيفة نفَرٌ من أشَدِّهم في ذلك صنيعًا هشام بن عمرو بن الحارث العامري, وكانت أمُّ أبيه تحت هاشم بن عبد منافٍ قبل أن يتزوَّجها جدُّه, فكان يَصِلُهم وهم في الشِّعب, ثم مشى إلى زُهَيْر بن أبي أميَّة، وكانت أمُّه عاتكةَ بنت عبد المطلب، فكلَّمَه في ذلك، فوافقه, ومشيا جميعًا إلى المطعم بن عدي، وإلى زمعة بن الأسود، فاجتمعوا على ذلك, فلمَّا جلسوا بالحجر، تكلَّموا في ذلك، وأنكروه وتواطَؤوا عليه، فقال أبو جهل: هذا أمرٌ قُضِي بليلٍ، وفي آخر الأمر أخرجوا الصحيفة، فمزَّقوها وأبطلوا حكمها، وذكر ابنُ هشام أنَّهم وجدوا الأرضة قد أكلَت جميع ما فيها إلاَّ اسم الله، وقيل: إنَّها لم تدع اسمًا لله إلا أكلَتْه، والله أعلم[10].


****************************

*الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية
 الألوكة بتصرف
*نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ الخضري
*موقع قصة الإسلام

--------------------------------------------------------

8،9 سيرة ابن هشام

"فتح الباري" 7/ 232، بتصرف يسير.