تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

هل يجوز لأحد من المسلمين الذهاب إلى غار حراء

 هل يجوز لأحد من المسلمين الذهاب إلى غار حراء 

وأن يتعبد لله تبارك وتعالى كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه وهل في ذلك أثر أو أجر شرعي؟
الجواب: لا يجوز.

موقع الاسلام سؤال وجواب :

ما حكم الصعود إلى غار حراء بقصد الاطلاع والاستكشاف ؟ وهل يختلف الحكم فيه أن كان في أيام الحج أو غيره؟


الحمد لله
جزء من الفتوى الصعود إلى غار حراء إن كان بقصد التقرب إلى الله عز وجل ، فهذا من البدع المحدثة التي لم يدل عليها دليل شرعي ، والأصل في العبادات التوقيف ، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله أو شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإن كان بقصد الاطلاع والاستكشاف ، فلا يمنع منه ، إلا أن يخشى الإنسان اغترار الجهال بصعوده ، فيقتدون به ، ويظنون الصعود إليه قربة وعبادة .



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام كالمسجد الذي تحت الصفا وما في سفح أبي قبيس ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، 

فليس قصد شيء من ذلك من السنة ولا استحبه أحد من الأئمة ، وإنما المشروع إتيان المسجد الحرام خاصة ، 

والمشاعر : عرفة ومزدلفة والصفا والمروة ، وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة غير المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال إنه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك فإنه ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك ، بل هو بدعة" انتهى من "مجموع فتاوى ابن تيمية" (26/144).


وذكر رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم " اعتمر عمرته الرابعة مع حجة الوداع ، وحج معه جماهير المسلمين ، لم يتخلف عن الحج معه إلا من شاء الله .
وهو في ذلك كله ، لا هو ولا أحد من أصحابه يأتي غار حراء ، ولا يزوره ، ولا شيئا من البقاع التي حول مكة ، ولم يكن هناك عبادة إلا بالمسجد الحرام ، وبين الصفا والمروة ، وبمنى والمزدلفة وعرفات . . . 


 
ثم بعده خلفاؤه الراشدون ، وغيرهم من السابقين الأولين ، لم يكونوا يسيرون إلى غار حراء ونحوه للصلاة فيه والدعاء .

ومعلوم أنه لو كان هذا مشروعا مستحبا يثيب الله عليه ؛ لكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بذلك ، ولكان يعلم أصحابه ذلك ، وكان أصحابه أعلم بذلك وأرغب فيه ممن بعدهم ، فلما لم يكونوا يلتفتون إلى شيء من ذلك ؛ عُلِم أنه من البدع المحدثة ، التي لم يكونوا يعدونها عبادة وقربة وطاعة ، فمن جعلها عبادة وقربة وطاعة فقد اتبع غير سبيلهم ، وشرع من الدين ما لم يأذن به الله " انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" ص 425.


وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وبعض الناس يتعمد أن يذهب إلى غار حراء يظن أن هذا من السنة ، وليس كذلك ، غار حراء غار كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينبأ ، ونزل عليه الوحي وهو في هذا الغار ، ولكن لم يعد النبي صلى الله عليه وسلم إليه بعد ذلك ولا كان الصحابة يقصدونه ،


 وهناك غار آخر يقصده بعض والناس يظن أنه قربة ، وهو غار ثور الذي اختفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة وإتيانه ليس بسنة ولا قربة إلى الله عز وجل 

، لكن لو أن الإنسان صعد على جبل حراء أو على جبل ثور من أجل أن يطلع فقط دون أن يتقرب إلى الله بهذا الصعود ، فهل ينكر عليه ؟

الجواب : لا ينكر عليه ، ينكر على الإنسان الذي يذهب يتعبد لله ويتقرب إلى الله بذلك " انتهى من "اللقاء الشهري" (65/3).
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

عودة الوحي



إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن وسيئات أعمالنا من يهدي الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]،

"يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" [النساء:1].
 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].
ثم أما بعد.....
من كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين 

للشيخ محمد الخضري رحمه الله تبارك وتعالى رحمة واسعة


مراتب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم:

قال ابن القيم رحمه الله: مراتب الدعوة خمس:
المرتبة الأولى: النبوة.
المرتبة الثانية: إنذار عشيرته الأقربين.
الثالثة: إنذار قومه.
الرابعة: إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة.
الخامسة: إنذار جميع من دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر).
مراحل الدعوة:
المرحلة الأولى: الدعوة سراً واستمرت ثلاث سنوات.
المرحلة الثانية: الدعوة جهراً والكف عن القتال واستمرت إلى الهجرة.
المرحلة الثالثة: الدعوة جهراً مع قتال المبتدئين واستمرت إلى صلح الحديبية.
المرحلة الرابعة: الدعوة جهراً مع قتال كل من يقف في سبيل الدعوة).أهـــ
 
واليوم مع المرحلة الأولى والدعوة سراًَ:

 
عودة الوحي للمرة الثانية:
ثم حدَّث النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن عودة الوَحْيِ إليه مرةً أخرى، 
فقال: ((فبينما أنا أمشي إذْ سمعتُ صوتًا من السَّماء، فرفعْتُ رأسي، فإذا الملَك الذي جاءني بحراءٍ جالسٌ على كرْسيٍّ بين السماء والأرض، فجُئِثْتُ[10] منه رعْبًا، فرجعْتُ، فقلت: زمِّلوني زملوني، فدَثَّروني، فأنزل الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1]، إلى: ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5]، ثم حمي الوحي وتتابع))[11].

2- ظلَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعو إلى الله سرًّا ثلاث سنوات.

الشرح:
فلما نزلَتْ ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1]، كان إيذانًا له - صلَّى الله عليه وسلَّم - ببدء الدَّعوة إلى الله، فبدأ النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعو إلى الله سرًّا؛ حفاظًا منه على الدَّعوة وعلى مَن معه مِن المؤمنين وهم قِلَّة، وحتَّى لا يَعلم المشركون بذلك، فيَقْضوا على الدعوة في مهدها.

وأكَّد العلماء على أنَّ هذه الفترة كانت ثلاث سنوات، فقد اجتهد النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في هذه الفترة في دعوةِ مَن يغلب على ظنِّه أنه سيَدخل في هذا الدِّين، وسوف يكتم أمرَه، وهذا من باب السياسة الشرعيَّة، والنظر المصلحيِّ للدعوة إذا كان الجهرُ يضرُّ بها[12].

3 - أسلم السَّابقون الأولون؛ مثل: خديجة، وعلي، وزيد، وأبي بكر، وغيرهم.

الشرح:
قد علمنا فيما سبق أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخذ يدعو من يغلب على ظنه أنه سيدخل هذا الدين، وأنه سوف يكتم أمره.

فكانت خديجةُ - رضي الله عنها - أوَّل من دعاها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى الإسلام، فأسلمَت، ثم ثنَى النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأمين سرِّه، وموضع ثقته؛ أبي بَكْر، فأسلم، ولم يتردَّد، يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((إنَّ الله بعثَني إليكم فقُلتم: كذبتَ، وقال أبو بكْرٍ: صدقَ...))[13].

فكان الصدِّيقُ - رضي الله عنه - أوَّلَ داعيةٍ في الإسلام.

وكان ببركة إسلامه ودعوته ثلَّة مباركة، دخلَت في الدِّين، وكانت من السابقين الأولين، وكان لها في الإسلام أعظمُ بذلٍ وبلاء، فرضي الله عنهم أجمعين، 

منهم عثمان بن عفَّان - رضي الله عنه - ذو النُّورين، والزبير بن العوَّام، وهو حواريُّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وابن عمته صفيَّة بنت عبدالمطلب، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقَّاص خال المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - وطلحة بن عبيدالله، وكلُّ هؤلاء الذين دخلوا الإسلام على يد أبي بكر من العشرة المبشَّرين بالجنة - رضي الله عنهم أجمعين.

وكان أول من أسلم من الغلمان عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكان ابن ثماني سنين، وقيل: أكثر من ذلك، وكان من سابق سعادته أنه كان في كفالة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -

 وكان أوَّلَ من أسلم من الموالي زيدُ بن حارثة، حِبُّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان غلامًا لخديجة، فوهبَتْه لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَمَّا تزوَّجها.

وقال الشيخ عبد العظيم بدوي بفقه السيرة

وكذلك سارع إلى الإسلام بنات النبي -صلى الله عليه وسلم
لأنه لا شك في تمسكهن قبل البعثة بما كان عليه أبوهنَّ من الاستقامة وحسن السيرة، والتنزه عما كان يفعله أهل الجاهلية من عبادة الأصنام والوقوع في الآثام.أهـ
ثم دخل - بعد هذه الثلَّة الفاضلة التي سبقَت لها السعادة، وسبقت إلى الإيمان والعبادة - ثلَّةٌ أخرى كريمة فاضلة، 

 منهم أبو عبيدة بن الجرَّاح، أمين هذه الأمَّة، وسعيد بن زيدٍ من العشرة المبشَّرين، وخبَّاب بن الأرتِّ، وعبدالله بن مسعود، وأسماء، وعائشة، وقد أسلمَتْ عائشة - رضي الله عنها - وهي طفلة صغيرة، أمَّا أسماء، فكانت متزوِّجة بالزُّبير بن العوام.

وتوالَى إسلامُ الأفاضل من قريشٍ، فأسلم جعفرُ بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عُمَيس، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مَظْعون، وعمَّار بن ياسر، وصُهَيب بن سنان الرومي[14].

وكان من السابقين بلالُ بن رباح، وعمرو بن عبسة السلمي، وياسر وسميَّة والدا عمَّار، والمقداد بن الأَسْود.

 وقال الشيخ الخضري بكتابه


 أول من أسلم من الرجال ورقة بن نوفل.
(في حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين»،
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 405
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين

منقول

الأغصان الندية
شرح الخلاصة البهية
في ترتيب أحداث السيرة النبوية
من البعثة إلى الهجرة (1)


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/37302/#ixzz2gOLo6cCk

*****************************


[10] جئِثتُ: ذُعِرتُ وخِفْت، يقال: جُئث الرجل، وجئف وجُثَّ: إذا فَزِع.
[11] متفق عليه: أخرجه البخاري (4925)، كتاب: التفسير، باب: وثيابك فطهر، ومسلم (161) كتاب: الإيمان، باب: بدء الوحي إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
[12] "وقفات تربوية مع السيرة النبوية" الشيخ أحمد فريد (68) بتصرف.
[13] صحيح: أخرجه البخاري (3661)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو كنتُ متخذًا خليلاً))، وأحمد في "فضائل الصحابة" (297).
هنا
[14] "وقفات تربوية" 68، 69.