تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الخميس، 28 فبراير 2013

وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ..نفحات من السيرة العطرة(1)



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،


ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ

وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (1)


( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (2)


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن

يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (3)


أما بعد

فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى وخير

الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم

وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة

وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

ثم أما بعد

(1)
 
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ
(4)





كم يهنأ الفكر، ويبتهج القلب وتتسابق الكلمات شوقاً للحديث عن أعظم شخصية
 
تألّقت فيها أزكى الفضائل واتسقت فيها أبهى الشمائل
 
 وأشرف المحامد
 
 لتكون محمد بن عبد الله
- صلى الله عليه وسلم-

 
خاتم النبيين
وخلاصة آبائه المرسلين إبراهيم وإسماعيل
- عليهم الصلاة وأتم التسليم-
 
أتى الدنيا فابتهج الكون سروراً بقدومه
 
وأضاءت الآفاق نوراً بميلاده
وتبسم ثغر الزمان فرحاً ببعثته،،،
 
 غَمَرَ الأرضَ بأنوارِ النُّبوّة ... ( مرسلٌ) لمْ تُدركِ الشَّمسُ عُلُوّهْ
لم يَكَدْ يلمعُ حتى أصبحتْ ... تَرقُبُ الدنيا ومَنْ فيها دُنُوّهْ(5)
 
 محمد - صلى الله عليه وسلم-... خير من وطئ الثرى، وصلّى عليه الورى المصطفى على الناس برسالة المولى وتكريمه وآلائه، المبعوث رحمة للثقلين، وخيرًا لهم أجمعين قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (6)
محمد - صلى الله عليه وسلم-... 
  نبي ترعاه عين الله، ويصلّي عليه وملائكته وتحوطه عنايته اللطيفة فزكّى جنانه ولسانه

وشرح صدره، ووضع عنه وزره، وأعلى قدره
ورفع ذكره،

 
 وأقسم بعمره، ونصر دينه، وقهر عدوه
وطهّر أصله وأهله، وربّاه التربية المثلى
وغرس فيه الأدب الجمّ ليكون القدوة الحسنة للمؤمنين
 
والنموذج المحتذى إلى يوم الدين

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (7)


ثم شهد له في كتابه الحكيم بسمو أدبه،
ودماثة خلقه
 بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم) (4)


فكانت شمائله العطرة
ومآثره المجيدة ترجمة عملية لآداب القرآن
وأخلاق الإسلام التي ما فتئ يدعو إليها
منذ انهمرت عليه آيات التنزيل الحكيم
وخاطبه ربه تبارك وتعالى بما شرفه من مقام النبوة؛
ليؤدي مهام البشارة والنذارة للرسالة الخاتمة
والدين القيم إلى الناس كافة
(يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا *
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)(9)
وقال
 
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) (10)



لقد فاضت أنوار الإيمان على يديه
فشقّ عباب الكفر والفساد بما أفاء الله عليه من الهداية والرشاد
فاهتدى بها الناجون
وذاقوا حلاوة التوحيد والإيمان بعد ضنك الكفر والعصيان
وحرّر قلوبهم من الخضوع للأحجار والأوثان إلى تقديس الملك الرحمن وأعتق نفوسهم من جور العباد إلى فضل الكريم الجواد



ونال بعد رحلة الدعوة إلى الله المليئة بالتضحية والصبر والجهاد
شرف الكرامة الإلهية بالتفضيل على سائر الأنبياء وبني آدم ؛



قال الإمام ابن ماجة
" حدثنا مجاهد بن موسى
وأبو إسحق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم
قالا حدثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد بن جدعان
عن أبي نضرة
عن أبي سعيد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أنا سيد ولد آدم ولا فخر
وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر
وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر
ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر " (11)



ألا ما أحرانا أن نتفيّأ في ظلال شخصيته المعجزة
بما فيها من الخصال الفريدة، والخلال الحميدة
ما يروي ظمأ حبنا له
- صلى الله عليه وسلم-
وما يكون عونًا لنا على الاقتداء به
واقتفاء هديه، واتباع سنته



وستتشرف هذه الزاوية بإطلالة مشرقة على طائفة
من الشمائل المحمدية الخَلقية والخُلقية
عبر سلسلة من الحلقات
في ضوء المنهج العلمي في العزو، والتخريج، والتحقيق
سائلة الله تعالى أن ينفع بها
ويهدينا إلى مرضاته، ويرزقنا الجنة
ووالدينا، وأزواجنا، وذرياتنا
وجميع المسلمين

تابعوا
الشمائل المحمدية
(2)
سنعرض هنا نفحات من سيرته صلى الله عليه وسلم

ومن أنا كي أتحدث عنه صلى الله عليه وسلم

ولكني أتحدث لأشرف نفسى بالحديث عنك وبذكرك


فـذكرك شرف ومدحك شرف والحـديث عنك شرف وعلّنا نطبق سيرته ونجعلها أسلوب حياة

وشيء يسير من نصرة لديننا


يتبـــــــــــ إن شاء الله ــــــــــــــع





******************************



(1)سورة آل عمران : آية رقم (102)

(2)سورة النساء : آية رقم (1)

(3)سورة الأحزاب : آية رقم (70 ،71)

(4)سورة القلم آيةرقم 4



(5)
الشاعر: إلياس فرحات


(6) سورة الأنبياء: (107)

(7) سورة الأحزاب الآية:21



(9) الأحزاب:45-47
(10) سبأ: 28
(11) سنن ابن ماجه - كتاب الزهد
باب أنا سيد ولد آدم ولا فخر

وصححه الألباني/رقم4308
  ***********
الشمائل المحمدية موقع السنة النبوية

(3)
إذا فمن هو الحبيب صلى الله عليه وسلم



أسماء النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة

ومعانيها


قال البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قال: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ،قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَاللَّهُ عَنْهُ قَالَ

"
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ " صحيح البخاري - كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ - سُورَةُالصَّفِّ - بَاب قَوْلُهُ تَعَالَى مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ بَاب قَوْلُهُ تَعَالَى "مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ "حديث رقم : 4614 موقع الإسلام
الشرح





أمامُحَمَّدٌ:

فهو اسم مفعول من حَمَّد، فهو مُحَّمد، إذا كان كثير الخصال التي يُحمد عليها؛ ولذلك كان أبلغ من محمود, فإنَّ محموداً منالثلاثي المجرَّد، ومُحمَّد من المضاعف للمبالغةِ، فهو الذي يُحمَد أكثر مما يُحمَد غيرُهُ من البشر،

وقد ورد في القرآن في عدة مواضع
:


1- في سورة "آل عمران " : قال-تعالى-: وَمَا مُحَمَّدٌإِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْيَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ "
آل عمران:144.


2- في سورة "الأحزاب "
: قال-تعالى-:" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاأَحَدٍ

مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيماً" الأحزاب:40.



3- في سورة"محمد "
: قال-تعالى-: " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ"محمد:2.




4- في سورة"الفتح ":
قال-تعالى-:" مُحَمَّدٌ رَسُولُاللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناًسِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُفَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْمَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً" الفتح:29 .




وأما
أَحْمَدُ :

فهو اسم على زنةِ أفعل للتفضيل، ومشتق من الحمد (1). وقد ورد في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة "الصف"، قال-تعالى-:" وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَالتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ"الصف:6.
(1) زاد المعاد (1/89)


فائـدة: لا يَصِحُّ في فضلِ التَّسميةِ بِمُحمَّدٍ أو أحمدَ حديثٌ
:

لم يصحَّ في فضلِ التَّسميةِ بِمُحمَّدٍ أو أحمدَ حديثٌ، بل قال الحافظُ أبو العَبَّاسٍ تقي الدِّينِ ابنُ تيميَّةالحَرَّاني -رحمه الله تعالى -: كُلُّ مَا وَرَدَ فيه فهُو موضوعٌ. ولابنِ بُكيرٍ جُزءٌ معروفٌ في ذلكَ كُلُّ أحاديثِهِ تالفةٌ
راجع : سُبُل الهُدَى والرَّشَاد (1/415)..


موقع نبي الإسلام بتصرف


وَأَنَا
الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ




وَأَنَا
الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي


قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : أَيْ قُدَّامِي ، وَأَمَامِي أَنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ ، وَيَنْضَمُّونَحَوْلَهُ ، وَيَكُونُونَ أَمَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَرَاءَهُ .

وَقَالَ الْبَاجِيُّ وَعِيَاضٌ : اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى عَلَىقَدَمِي

فَقِيلَ : عَلَى زَمَانِي وَعَهْدِي ، أَيْ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ ،

وَقِيلَ : لِمُشَاهَدَتِي كَمَا قَالَ : ( "وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " ) - ص693 - ( سورة الْبَقَرَةِ : الْآيَةُ 143 ) ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ عَلَى أَثَرِي ، أَيْ أَنَّهُ يَقْدُمُهُمْ ، وَهُمْ خَلْفَهُ ; لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْتَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ فَيَتْبَعُونَهُ ، قَالَ : وَيُؤَيِّدُ هَذَا الْمَعْنَى رِوَايَةُ : عَلَى عَقِبِي ، وَقِيلَ : عَلَى أَثَرِي ، بِمَعْنَى أَنَّ السَّاعَةَعَلَى أَثَرِهِ أَيْ قَرِيبَةً مِنْ مَبْعَثِهِ كَمَا قَالَ : " بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ "



وَفِي فَتْحِ الْبَارِي : أَيْ عَلَى أَثَرِي ، أَيْ أَنَّهُ يُحْشَرُ قَبْلَ النَّاسِ


هنا


وَأَنَا
الْعَاقِبُ :

( وَأَنَا الْعَاقِبُ ) ، أَيْ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : كُلُّ شَيْءٍ خَلَفَ بَعْدَ شَيْءٍ فَهُوَ عَاقِبٌ ، وَلِذَا قِيلَ لِوَلَدِ الرَّجُلِ بَعْدَهُ : هُوَ عَقِبُهُ، وَكَذَا آخِرُ كُلِّ شَيْءٍ . أَيْ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ ،
 
هنا

من مشاركات معلمتنا الحبيبة
أم أبي التراب

 ****************************

(4)
نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم



من((صحيح السيرة النبوية)).


لابن كثير تحقيق الشيخ الألباني





نتعرف على نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم للحديث:



(أن أبا سفيانَ بنَ حربٍ أخبَره : أن هِرَقْلَ أرسَل إليه في رَكْبٍ من قريشٍ، وكانوا تُجَّارًا بالشأمِ، في المدةِ التي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مادَّ فيها أبا سفيانَ وكفارَ قريشٍ، فأتَوه وهم بإيلياءَ، فدعاهم في مجلسِه، وحولَه عُظَماءُ الرُّومِ، ثم دعاهم ودعا بتَرجُمانِه،

فقال : أيُّكم أقربُ نسَبًا بهذا الرجلِ الذي يزعُمُ أنه نبيٌّ ؟ فقال أبو سفيانَ : فقُلْتُ أنا أقربُهم نسَبًا، فقال : أدنوه مني، وقرِّبوا أصحابَه فاجعلوهم عِندَ ظهرِه، ثم قال لتَرجُمانِه : قُلْ لهم إني سائلٌ عن هذا الرجلِ، فإن كذَبَني فكذِّبوه، فواللهِ لولا الحياءُ من أن يأثِروا عليَّ كذِبًا لكَذَبْتُ عنه .

ثم كان أولَ ما سألني عنه أن قال : كيفَ نسَبُه فيكم ؟ قُلْتُ : هو فينا ذو نسَبٍ .

قال : فهل قال هذا القولَ منكم أحدٌ قَطُّ قبلَه ؟ قُلْتُ : لا . قال : فهل كان من آبائِه من مَلِكٍ ؟ قُلْتُ : لا . قال : فأشرافُ الناسِ يتَّبِعونه أم ضعفاؤهم ؟ فقُلْتُ : بل ضعفاؤهم . قال : أيَزيدون أم يَنقُصون ؟
.....

قُلْ له : سَألتُك عن نسَبِه فذكَرتَ أنه فيكم ذو نسَبٍ، فكذلك الرسُلُ تُبعَثُ في نسَبِ قومِها ....)

الراوي: أبو سفيان بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

كامل الحديث هنا


وسنتعرض له فيما بعد

قُلْ له : سَألتُك عن نسَبِه فذكَرتَ أنه فيكم ذو نسَبٍ، فكذلك الرسُلُ تُبعَثُ في نسَبِ قومِها
يعني: في أكرمها أحساباً، وأكثرها قبيلة، صلوات الله عليهم أجمعين.
فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة.



أبو القاسم، وأبو إبراهيم، محمد، وأحمد، والماحي الذي يُمحَى به الكفر، والعاقب الذي ما بعده نبي، والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه، والمقفّي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، وخاتم النبيين، وعبد الله. قال البيهقي: وزاد بعض العلماء فقال: سماه الله في القرآن رسولاً، نبياً، أميّاً، شاهداً، مبشراً، نذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً، ورؤوفاً رحيماً، ومذكراً، وجعله رحمة ونعمة وهادياً.
وقسم العلماء نسبه لثلاثة أقسام

قسمان مختلف فيهما لن نعرضهما
والقسم الأول متفق عليه:



الجزء الأول ‏:‏ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شَيْبَة ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قُصَىّ ـ واسمه زيد ـ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فِهْر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بن مالك بن النَّضْر ـ واسمه قيس ـ بن كِنَانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكة ـ واسمه عامـر ـ بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان‏.‏

وعدنان هو من ولد إسماعيل لا محالة؛ على اختلاف كم أب بينهما.


وهذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء، فجميع قبائل عرب الحجاز ينتمون إلى هذا النسب، ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى :
(2) ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ .الآية 23 من سورة الشورى
لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم.



وقد روي من طرق مرسلاً وموصولاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح؛ من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء)).

الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3225- خلاصة حكم المحدث: حسن
وثبت في ((صحيح البخاري)) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( بعثت من خير قرون بني آدم؛ قرناً فقرناً؛ حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه)).



الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3557- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
مخرج في ((الأحاديث الصحيحة)) (809).
وفي ((صحيح مسلم)) من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)) .

المصدرصحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2276-خلاصة حكم المحدث:صحيح
مخرج في ((الأحاديث الصحيحة))(302).
وروى الإمام أحمد عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال العباس:


(بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس؛ قال: صعد المنبر، فقال: ((من أنا؟)).

قالوا: أنت رسول الله .

قال:
((أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه ، وجعله فرقتين فجلعني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً)).

صلوات الله وسلامه عليه دائماً أبداً إلى يوم الدين.

الراوي: المطلب بن أبي وداعة السهمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1472-خلاصة حكم المحدث: صحيح وثبت في ((الصحيح)) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر)). الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 160-خلاصة حكم المحدث: صحيح





صحيح السيرة النبوية بتصرف

تابعونا بالدروس


بعد عرضنا لنبذة عنه صلى الله عليه وسلم

قطرة في بحر لنسبه وأسمائه


نقف أولا لنعرض.....


(5)
مدخل لدراسة السيرة

ولماذا ندرسها؟

وماذا نحتسب؟

 

 


من كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للخضري

شرح بمعهد شيخ الإسلام العلمي

أُنشأ تحت إشراف الشيخ الحويني حفظه الله


الأول المدخل لفهم السيرة النبوية:


قال الشيخ حفظه الله

فأقدم بهذا المدخل لأن كثيرا من الناس يظن بأن السيرة النبوية ما هي إلا عرض للأحداث التاريخية التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم

منذ مولده صلى الله عليه وسلم إلى مماته بأبي هو وأمي،

واختلفت نظرات الناس إلى سيرة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-

فإذا نظرنا إلى فرق كالمعتزلة أو فرق كالخوارج أو غيرها من الفرق التي ضلت الطريق ونظرتهم إلىسيرة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-

لوجدنا أمرًا عجبًا ويتضح لكم ماعليه الشيعة الآن ونظرتهم إلى سيرة النبي
صلى الله عليه وسلم
وتفضيلهم لسيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه على سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم

واهتمامهم بسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، عن سيرة نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فنوضح بداية.



ما معنى كلمة السيرة النبوية؟

السيرة النبوية هي دراسة لحياة النبي صلى الله عليه وسلم
وأخباره، وأخبار أصحابه رضي الله عنهم على الجملة، وبيان أخلاقه، وشمائله،وأوصافه، وخصائصه ودلائل نبوته، وأحوال عصره صلى الله عليه وسلم
، فالسيرة تشمل كل ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم
؛ لأنها فعله، وإقراره لفعل أصحابه رضي الله عنه؛

فالسيرة النبوية هي المثال العملي والتطبيق العملي للقرآن كما وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فقالت:

دخلنا على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين ! ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت :

(كان خلقه القرآن)*





فالسيرة النبوية ما هي إلا واقع عملي ملموس (يلمسه من عاصره
صلى الله عليه وسلم) للوحي تطبيقًا عمليًا

فكان النبي
صلى الله عليه وسلم خير من امتثل لأمر ربه تبارك وتعالى


هذه السيرة لها أهمية عامة، ولها أهمية خاصة.
أهمية السيرة النبوية عامة:


هي لعموم المسلمين لأن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بدعوة عالمية، وليست دعوة فردية أودعوة خاصة

فقال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّارَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]،

وقال الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158].

فالعالم كله لابدوأن يعلم سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ليستفيد منه القاصي والداني

ليتعلم منه المربون كيف يربون؟ وليتعلم منه القادة كيف يسوسون؟ وليتعلم منه الآباء كيف يقومون برعاية الأبناء؟ ولتتعلم منه الأمهات كيف كانت رحمته وشفقته -صلى الله عليه وعلى آله وصحب وسلم- في بيوتهم أو في بيوتهن؟


فالسيرة النبوية أيضا ينبغي على خواص المسلمين

أن يتعلموها لاسيما من تصدروا لتعليم الناس، ومن تصدروا لتربية الناس ومن تصدروا لسياسة الناس وقيادتهم فإنهم لابد لهم أن يتعلموا الواقع العملي لرسول الله
صلى الله عليه وسلم

حتى يستدلوا بما كان على ما يكون بين أيديهم فإن الأمور اشتباه الفتن التي تمر الآن كانت قبل عشرات السنين أو قبل مئات السنين

أمثال ونماذج هذه الفتن كانت موجودة قبل ذلك، كيف تصرف النبي
صلى الله عليه وسلم في هذه المحن؟

الضغط مثلا على الإسلام وعلى المسلمين، حرب من اليهود، وحرب من النصارى، وووو

وحرب من أعداء الله
من المنافقين، هذه الحروب كلها مجتمعة الآن كانت أيضًا قبل ذلك هذه الحروب موجودة،

كان اليهود يؤلبون على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وكان النصارى يحرضون قبائل العرب على قتاله صلى الله عليه وسلم،

وكان المنافقون سيفًا طاعنًا في رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه، وكان من والى المنافقين من العملاء والخونة الذين خانوا الله ورسوله كانوا يفعلون فعلهم.

إذن الواقع هو هو،

فلابد لمن تصدر لدعوة الناس، ولتعليم الناس ولتربية الناس، ولسياسة الناس، أن يتعلم سيرة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-

بلغ من أهمية السيرة أن الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم كانوا يجعلون ذلك منهجا

لأن الله تبارك وتعالى قال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَوَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].

وكان الصحابة والسلف اشد حرصا تعلم المغازي والسيرة


و أقدم بهذه الكلمات وأسوقها بين يدي هذا الدرس لنبين فوائد دراسة السيرة النبوية،

فدراسة السيرة النبوية لها فوائد عديدة:

(6)
فوائد دراسة السيرة النبوية:
يكفينا أولا وأخيرا أن نعطر مجالسنا ونرطب ألسنتنا

بالصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم



فضل الصلاة على حبيبنا صلى الله عليه وسلم

صلاة واحدة تعدل لي عشر:


"من ذكرت عنده فليصل علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا . **
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6246- خلاصة حكم المحدث: صحيح


وزيادة حط عشر سيئات ورفع عشر درجات :



عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


" من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشردرجات" . "



الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1296- خلاصة حكم المحدث: صحيح



لم تزل الملائكة تصلي علي :

"من صلى علي صلاة ؛ لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي ، فليقل عبد من ذلك ، أو ليكثر"



الراوي: عامر بن ربيعة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1669- خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره




بعد الأذان والترديد معه وقول ....



"إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ . ثمَّ صلُّوا عليَّ . فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا . ثمَّ سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ . فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ . وأرجو أن أكونَ أنا هو . فمن سأل ليَ الوسيلةَ حلَّتْ لهُ الشَّفَاعةُ"

الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 384- خلاصة حكم المحدث: صحيح
*********************

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


الحمد لله الذي أنزل إلينا أفضل كتبه،وبعث إلينا خير رسله،وشرع لنا أكرم شرائعه،

أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بعثه الله على حين فترة من الرسل فبصَّر به من العمى،

وأسمع به من الصمم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

فأوصيكم أحبتي بسبب الأمان النفسي والمعيشي ألا وهو تقوى الله



يقول ربكم جل في علا ه:{..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا()وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}([1])

.بلغ العلا بكماله…أضاء الدجى بجماله..كملت جميع خصاله..صلوا عليه وآله .


أيها الأحبة اليوم أقف بكم على بعض أنواع الذكر المميز؛


وموعدنا اليوم مع ذكر يجمع أهل الأرض وأهل السماء ،


ذكر أمر الله به في كتابه في آيات تتلى إلى يوم القيامة

حيث قال:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّون َعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(2)؛


قال البخاري:قال أبو العالية:صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة،وصلاة الملائكة الدعاء(3)

قال ابن كثير: والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين

وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً(4)


الصلاة والسلام على رسول الله تجارة رابحة لتجار الحسنات فأين الراغبون في ربح تلك التجارة

أخرج الأمام مسلم عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ،

أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((..فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ..))


فيالها من تجارة رابحة فبكل صلاة منك على الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم  تحصل على عشر صلوات من قيوم السموات والأرض،

ولما يصلي علينا الرحمن الرحيم؟ يخبرنا بذلك جل جلاله بقوله:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}(5)


أيها الأحبة في الله إلى كل من يرجو شفاعة الحبيب المصطفى في يوم يجعل الولدان شيباً

نقول له هاهو قد قدم لك طريق ذلك بقوله:{مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ}(6) أخرجه البخاري،


إلى كل من تكاثرت عليه هموم الدنيا و أسرف على نفسه بالذنوب والخطايا

ننقل هذا الحوار الذي تم بين الصحابي الجليل أبي بن كعب ورسول الله  صلى الله عليه وسلم

يقول أبي:((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ

قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ

قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ

قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ

قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ

قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ))(7)

أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح،


وفي رواية عند الإمام أحمد((قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ قَالَ إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ))(8)


إلى كل من أراد أن يكون أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم   يوم القيامة

فليكثر من الصلاة والسلام عليه فقد أخرج الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ،

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً))(9)


إلى كل من يرفع يديه متضرعاً إلى الله بالدعاء نقول له:

عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك(14)**موقوف




 إن خسارة المُعرض عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فادحة

فقد دعا عليه جبريل وأمن على دعائه المصطفى صلى الله عليه وسلم

فعن كعب بن عُجرة قال:

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :((احضروا المنبر))فحضرنا فلما ارتقى الدرجة قال:آمين

ثم ارتقى الدرجة الثانية فقال:آمين ثم ارتقى الدرجة الثالثة فقال:آمين،

فلما فرغ نزل عن المنبر فقلنا:يارسول الله سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه

فقال:((إن جبريل عرض لي فقال:بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يُغفر له  فقلت آمين ، فلما رقيت الثانية قال :بَعُدَ من ذُكرت عنده فلم يصل عليك فقلت: آمين فلما رقيت الثالثة قال:بَعُد من أدرك أبويه الكِبَرُ أو أحدهما فلم يدخل الجنة فقلت آمين))(10)

الذي يذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم  ثم لا يصلي عليه وصفه صلوات ربي وسلامه عليه بالبخل

وكفى بها من مذمة فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ))(11)
أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب،

وكم من الكتب والكتابات اليوم يطلع عليها المرء فيها من صفة البخل التي ذكرها صلى الله عليه وسلم   فتجده يستبدل الصلاة على رسول الله   صلى الله عليه وسلم  بحرف الصاد أو بحروف أخرى وكأن القلم الذي كتب ذلك الكتاب أو المطبعة التي طبعته ثَقُل عليها الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبخلت بها،


أيها الأحبة في الله
إن مجلساً لا يُصلى فيه على النبي  صلى الله عليه وسلم   يكون على أصحابه حسرة وندامة يوم القيامة

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ))(12)

أخرجه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ،

أمة الإسلام صلوا على نبيكم أينما كنتم فإن صلاتكم تصل إليه فقد أخرج النسائي وابن حبان والإمام أحمد بإسناد صحيح

فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ))(13)



أيها الأحبة في الله
وإن من أفضل الأوقات التي حثكم فيها نبيكم وحبيبكم صلوات ربي وسلامه عليه من الصلاة والسلام عليه فيها هو يوم الجمعة
فقد أخرج النسائي عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَام))(14)


وهناك  ابتداع صلوات من عند أنفسهم أو يقلدون فيها أئمة لهم ليس لها أصل في الشرع ولم ترد عن السلف الصالح .

وقد سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم  يارسول الله عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك

فقال قولوا :اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك وفي لفظ وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد هذه الصيغة التي في الصحاح

وقد سئل  شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

عن الصلاة على النبى  صلى الله عليه وسلم  هل الأفضل فيها سرا أم جهرا وهل روى عن النبى  صلى الله عليه وسلم  أنه قال( إزعجوا أعضاءكم بالصلاة على)
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أوالرقم: 22/468
خلاصة حكم المحدث: كذب موضوع باتفاق أهل العلم

والحديث الذى يروى عن ابن عباس أنه أمرهم بالجهر ليسمع من لم يسمع أفتونا مأجورين ،

فأجاب:أما الحديث المذكور فهو كذب موضوع باتفاق أهل العلم وكذلك الحديث الآخر وكذلك سائر ما يروى في رفع الصوت بالصلاة عليهحتى قال:والسنة فى الدعاء كله المخافتة إلا أن يكون هناك سبب يشرع له الجهر(ج22/ص468).


ولنلهث بقول ربنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله :

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.


---------
([1])الطلاق:2،3.(2)الأحزاب:56.(3)تفسير ابن كثير،ج3،ص506.(طبعة:دار إحياء الكتب  العربية).

(5)الأحزاب:43.(6)البخاري:كتاب الأذان.(7)أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامةحديث(2381) وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

.(8)المسند:مسند الأنصار، حديث(20290).

(9) أخرجه الترمذي ،(كتاب الصلاة ) حديث (446)وقال (حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ).

(10)رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

(11) أخرجه الترمذي وقَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ (كتاب الدعوات) حديث(3469).

(12)الترمذي (كتاب الدعوات)حديث(3302)وقال حديث حسن صحيح.

(13)النسائي(كتاب السهو)حديث(1265).(14)تفسير بن كثير،ج3،ص514.


(14)النسائي كتاب الجمعة ،حديث(1357)



صيد الفوائد بتصرف

هنا
************************


(7)
الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أوالرقم: 2457-خلاصةحكم المحدث: حسن

(8)الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أوالرقم: 1670- خلاصةحكم المحدث: حسن صحيح

(9)الراوي: عبد الله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أوالرقم: 1668-خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره وهناك تضعيف بضعيف الجامع وغيره

**الراوي: سعيدبن المسيب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحةأوالرقم: 1676-خلاصةحكم المحدث: صحيح لغيره

(10)الراوي: كعب بن عجرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أوالرقم: 995- خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره

(11)الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أوالرقم: 3546-خلاصةحكم المحدث: صحيح

(12)الراوي: أبوهريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أوالرقم: 3380-خلاصةحكم المحدث: صحيح

(13)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أوالرقم: 1281-خلاصة حكم المحدث: صحيح

(14)الراوي: أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والدعمروالمحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أوالرقم: 1373- خلاصة حكم المحدث: صحيح

*من ذكرت عنده فلم يصل ( علي ) فقد خطئ طريق الجنة
الراوي: محمد الباقربن علي بن الحسين المحدث: الألباني - المصدر: فضل الصلاة - الصفحة أوالرقم: 44-خلاصة حكم المحدث: صحيح

*من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي؛خطئ طريق الجنة .
الراوي: الحسين بن علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أوالرقم: 1681
 خلاصةحكم المحدث: صحيح لغيره

*من نسي الصلاة علي خطيء طريق الجنة
الراوي: عبد الله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أوالرقم: 749
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
 
*************************
(7)
 



(8)

فوائد دراسة السيرة النبوية:
أولاً- زيادة الإيمان والتصديق بالله أو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

بمجرد أن تدرس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يزداد إيمانك،

ويزداد تصديقك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
لأنك تقرأ عن أُناس كانوا مثلك، وكانوا يعيشون مع النبي صلى الله عليه وسلم بأم أعينهم ونقلوا لك الحدث واحدا النقل الكافة عن الكافة،



وهذا من مميزات السيرة النبوية،



أن سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم من ميزاتها أنها نقلت نقل الكافة عن الكافة

بخلاف مثلا سيرة عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فمن ميزات هذه السيرة النبوية كما سنذكر
أنها نقلت نقل الكافة عن الكافة نقلا متواترا فإن هناك أناس مثلك عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم عاينوه ورصدوا أخباره وأحواله صلى الله عليه وسلم فنقلوا لنا ما كان، وما جرى له صلى الله عليه وسلمفهذا النقل يزيد في إيمانك، ويزيد في تصديقك لله ولرسوله.


ثانيًا- زيادة محبته صلى الله عليه وسلم المحبة الشرعية التي لا إفراط فيها ولا تفريط، لأن هناك أناس غالوا في محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعوه عن مكانته وعن منزلته فقال لهم صلى الله عليه وسلم ببالحديث :
(لا تُطْروني ، كما أطْرَتِ النصارى ابنَ مريمَ ، فإنما أنا عبدُه ، فقولوا : عبدُ اللهِ ورسولُه)
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3445-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وهناك ناس غالوا وجافوا في حبه صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذو الخويصرة التميمي قال: اعدل فأنك لم تعدل فخاطب النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يخاطب أحاد الناس بل أقل من أحاد الناس، ونزعة المحبة من قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخاطبه خطاب الجاهل الجاف فكان ما كان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأخباره


قال: (إِنَّ مِنْ ضِئْضِيءِ هذا قومًا يقرأونَ القرآنَ ، لا يُجاوِزُ حناجِرَهم ، يقتُلُونَ أَهْلَ الإسلامِ ، ويدَعونَ أهْلَ الأوثانِ ، يَمْرُقونَ مِنَ الإسلامِ كمَا يَمْرُقُ السهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لئنْ أدركتُهم لأقتُلَنَّهم قتْلَ عادٍ)
الراوي:     أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2227
        خلاصة حكم المحدث: صحيح

ومعنى : ضئضئ أي أصل الشيء وجنسه، قال النووي : " هو بضادين معجمتين مكسورتين وآخره مهموز وهو أصل الشيء "




فالمقصد أن دراسة السيرة النبوية تجعلك تحب النبي صلى الله عليه وسلم حبًا معتدلاً كما جاء في الكتاب، وكما جاء في السنة مقتديًا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


ثالثًا- الاقتداء والتأسي التام برسول الله صلى الله عليه وسلم ،


قال الله تبارك وتعالى ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا



وجعل الله تبارك وتعالى علامة محبته سبحانه وتعالى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم،



فقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: 31].


وجعل الباب الوحيد الذي يدخل منه الناس الجنة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا



فالاقتداء التأسي التام برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنه المثال والنموذج والقدوة ونحن نحتاج إلى هذا المثال، وإلى هذا النموذج، وإلى هذه القدوة الآن




رابعًا- اليقين بصحة المنهج النبوي المستقيم في كل زمان ومكان.
لأن الله وعد وتوعد من خالف هذا المنهج بالنار والعياذ بالله، فقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ﴾ [النساء: 115].
إذن كل من شاق الرسول صلى الله عليه وسلم



وقوله ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ﴾ يعني من يأخذ له شق مع شق الرسول صلى الله عليه وسلم أو من يتخذ له طريق مع طريق الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، .


خامسًا- تحقيق شطر الشهادة الثاني من الشهادتين،



والتي هي الركن الأعظم لدخول الإسلام، أنت عندما تريد الدخول في الإسلام أو أي امرئ إذا أراد الدخول في الإسلام لابد له أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، لو قال أشهد أن لا إله إلا الله من غير أن يعتقد وأن محمدا رسول الله ما دخل في دين الله تبارك وتعالى بل لو أن معتقدها أنكر أن محمدا رسول الله كفر بالله تعالى وخرج من هذا الدين فدراسة السيرة النبوية تحقيق عملي للركن الثاني أو للركن الأعظم وهو ركن الشهادتين، والشطر الثاني من الشهادة أشهد أن محمدا رسول الله.

كيفية تحقيق شهادة أن محمد رسول الله. بما يلي: 1- تصديقه فيما أخبر صلى الله عليه وسلم.
2- طاعته فيما أمر.
3- واجتناب ما نهى عنه وزجر.
4- وألا يُعبد الله إلا بما شرع.


إذن دراسة السيرة النبوية تحقيقٌ عملي، للشطر الثاني من ركن الشهادة وهو أشهد أن محمدا رسول الله.


سادسًا: استخراج الدروس والعظات والعبر من وقائع السيرة:



اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر، وأفضل تاريخ يُقرأ تاريخ نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.


سابعًا- التعرف على المنهج الدعوي الصحيح:

لاسيما وقد مضى على رحيل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الكرة الأرضية أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، فنحن نحتاج إلى معرفة المنهج الدعوي السليم مع المتغيرات التي تغيرت في العالم، والتي تغيرت في الدنيا منذ أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا بل إلى يوم القيامة،



نحتاج إلى معرفة المنهج الدعوي الصحيح، كيف ندعو اليهود؟ كيف ندعو النصارى؟ كيف ندعو عصاة المسلمين؟



كيف نتعامل مع الوثنيين؟ كيف نتعامل مع المخطئين من بني جلدتنا؟



كيف نتعامل مع المبتدعة؟ كل هذه أمور نحتاج إلى معرفة الواقع العملي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وكيف كان صلى الله عليه وسلم يتصرف في هذه الأمور.


ثامنًا:تنمية الولاء للنبي صلى الله عليه وسلم والبراءة من أعدائه :
في الماضي وفي الحاضر، تنمية روح الولاء للرسول صلى الله عليه وسلم، والبراء من الشرك ومن أهله، أنتم ترون أن ما حدث من دولة الدانمارك من سب النبي صلى الله عليه وسلم ومن رسمه صلى الله عليه وسلم على صورة لا تليق به،


أن هذا الأمر عاش كثير من المسلمين لا يعبأ به ولا يفكر فيه، لماذا؟ لأن الأمر عنده سواء، يعني لا يهتم ولا يعبأ بهذا الأمر، فهذا النوع من الناس يحتاج إلى أن يُنمى الولاء للرسولصلى الله عليه وسلم في قلبه، ولن يُنمى هذا الولاء إلا بالتعرف على السيرة النبوية على صاحبه أفضل الصلاة وأتم السلام.


تاسعًا:- التعرف على آثار الجهاد في تحرير الأمم والشعوب.
كيف امتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله تبارك وتعالى

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 73].
كيف كان الأثر لهذا الجهاد الذي بدأه الرسول صلى الله عليه وسلم وحده ثم وقف يوما قبل أن يرحل عن هذه الحياة الدنيا في يوم عرفة وهو يقول للناس: «خذوا عني مناسككم» وكان قد حضر معه صلى الله عليه وسلم مائة وأربعة وأربعون ألفا، قد آمنوا به وخرجوا معه مستعدين لبذل الأموال والنفوس من أجل نصرته صلى الله عليه وسلم، وهو هو الذي وقف في مكة يوما وهو يقول من من يؤويني من ينصرني من يحملني حتى أبلغ دعوة ربي صلى الله عليه وسلم.
الراوي:     جابر بن عبدالله المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/133
        خلاصة حكم المحدث:
إسناده صحيح على شرط مسلمهنا



عاشرًا: بيان الموقف العملي من الكافرين، والمنافقين ومكائدهم،



الحادي عشر: الاطلاع على مواقف اليهود والنصارى من رسول الله صلى الله عليه وسلم والرسالة،:



في قديم الزمان من بعثته صلى الله عليه وسلمإلى يومنا هذا حتى تتعرف على القوم، لذلك تجد القرآن الكريم يكثر من ذكر اليهود، ومن صفات اليهود، لما هذا الذكر؟ لتعرف القوم ولتستبين سبيل المجرمين، وتعرف عدوك الحقيقي كيف يفكر فإنهم لا يتغيرون هذا منهج عند اليهود،


كما الله تبارك وتعالى مثلا ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [الحشر: 14].



فعُرف اليهود أنهم قوم جبناء، تراهم الآن إذا أرادوا أن يحاربوا يحاربون من أين؟ إما من حصون، وإما من مدرعات، وإما يضربون بالطائرات، إما أن ينزلوا إلى الأرض نزال الرجال: أبدا لا يستطيعون، لماذا؟ لأنهم جبناء.


الثاني عشر: عدم اليأس والثقة بنصر الله سبحانه وتعالى لدينه وأوليائه، .




الثالث عشر: التمسك بالدين والصبر على ما يلاقي المرء في طريق الدعوة،.


طبعا أنا يعني لو أخذت استخرج فوائد في دراسة السيرة النبوية لن ننتهي ولكن نكتفي بهذا القدر أنا أردت أن أضع ملامح عريضة لأهمية دراسة السيرة النبوية أهيج بها في نفسك حبك للسيرة النبوية، لأن كثير منا مهتم بالفقه، مهتم بالحديث، مهتم بالمصطلح، مهتم بأصول الفقه، ويغفل غفلة شديدة عن السيرة النبوية، السيرة النبوية زادك الحقيقي، إيمانك يزداد بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما إن عبادتك تصح بمعرفة الحلال والحرام، وبما يصح به اعتقادك فإن قلبك أيضًا يرق ويلين بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

من تفريغ شرح كتاب نور اليقين للشيخ الخضري
.

تابعوا هنا