تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الأحد، 24 نوفمبر 2013

وسائل قريش في محاربة الدعوة الإسلامية



سيرة17-26عام
22محرم 1435*2013-11-26*
  

وسائل قريش في محاربة الدعوة الإسلامية (1)

اشتداد الاذى على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة

وسائل قريش في محاربة الدعوة الإسلامية (1)



وسائل قريش في محاربة الدعوة الإسلامية (1)


إنكار نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن ثَمَّ إنكار دعوة الإسلام:


مرت الدعوة الإسلامية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بمراحل مختلفة تنوعت معها عداوة قريش ونكايتها وكيدها للمسلمين، وكان لمشركي مكَّة فيها النصيب الأوفى، حيث كانت مركزا للدعوة في أول أمرها، وكانت الجهود مركَّزة لوأدها قبل استفحال أمرها، وبذلت لذلك المحاولات العديدة للتأثير على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حتى يكُّف عن دعوته ترغيبًا وترهيبًا، لكنه تمسَّك بأمانة التبليغ وتَبِعَته ومضى في أمر الدعوة ، فتسلَّط المشركون على أتباعه يفتنونهم عن دينهم بالبطش تارةً وبالإرهاب تارةً أخرى.


وألصقوا به - صلى الله عليه وسلم - تهمًا باطلة لصدِّ الناس عنه، فاتَّهموه بالسحر والكذب:
كما حكى القرآن عنهم﴿ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ سورة ص جزء من آية 4[6]

وقابلوا دعوته بالاستهزاء ورمَوه بالجنون: ﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ)  سورة الحجر آية 6. ][7.

وقد بين القرآن الكريم كثيرًا من لجاجتهم وعنادهم، وطلبهم المعجزات والخوارق التي تفوق طاقة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كقوله تعالى: 

﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا  سورة الفرقان آية 7.[8]،


ورد عليهم سبحانه :



(وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20))
 
وافترائهم على القرآن بأنَّه قصص الأولين، وأنَّ بمقدورهم تأليف مثله، كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ   سورة الأنفال آية 31. [9]،

وهذا الافتراء والجدال يحاولون به ردَّ الحق بالباطل وصدَّ الناس عن الحق، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ سورة الصف آية 8.[10].

إثارة الشبهات حول الدعوة الإسلامية:

ظلَّ تنفير الناس من الدخول في دين الحق، هو دأب قريش ومن شايعها، وقد كان لزعامة قريش ومكانتها الدينية في الجزيرة العربية، وعنايتها بالبيت الحرام، أثرٌ كبيٌر في صدِّ الناس عن الاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم -،
ومن ذلك ما كانوا يثيرونه ضده - صلى الله عليه وسلم - وهو يعرض الإسلام على القبائل، ويبلغهم رسالة ربه، فقد رُوي أن أبا لهب( هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم من قريش، عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأحد الأشراف الشجعان في الجاهلية، كان غنياً عتياً، من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، كان شديد الأذى والتحريض على المسلمين، فيه نزلت سورة المسد، مات بعد وقعة بدر بأيام ولم يشهدها،
 بتصرف، الأعلام: خير الدين الزِرِكلي 4/ 12، دار العلم للملايين ط: 5، 1980م.)

كان أبو لهب يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو الناس بعكاظ[11]
 - اسم سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وكانت قبائل العرب تجتمع في عكاظ في كل سنة، يتفاخرون فيها ويحضرها شعراؤهم ويتناشدون ما أحدثوه من الشعر، ثم يتفرقون، ويقع شمال شرقي مدينة الطائف على قرابة خمسة وثلاثين كيلا، في أسفل وادي شَرِب. . [12]-
، وهو يقول: يا أيها الناس إن هذا قد غوى فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم. [13].

كما كان القرشيون يتلقَّون الناس في المواسم ويحذِّرونهم من سماع كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لينفِّروهم من الإسلام، إلا أن هذا الموقف كان سببًا في دخول بعضهم فيه، 

كما في قصة إسلام الطُفَيْل بن عَمْرو الدَّوْسِي رضي الله عنه
(هو الطفيل بن عمرو الدوسي من قبيلة دوس، كان سيداً مطاعاً من أشراف العرب، وكان يلقب( ذو النور) أسلم قبل الهجرة بمكة، ورجع إلى بلاده يدعو قومه، وبعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم عليه وهو بخيبر مع من تبعه من قومه، فلم يزل مقيماً معه حتى قُبض - صلى الله عليه وسلم -، بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح مكة إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممه فأحرقه بالنار، قيل استشهد يوم اليمامة، وقد روى ابن اسحق قصة إسلامه ذلك أنه قدم مكة، فحذرته قريش من لقاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونهوه عن السماع له، وقالوا له إنه ساحر، حتى سد أذنيه بالقطن، وأبى الله تعالى إلا أن يسمعه القرآن فلما سمعه استحسنه، وسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام فعرضه عليه فأسلم رضي الله عنه، ثم جعل الله له آية نوراً على رأس سوطه، فكان يلقب بذي النور. انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 1/407. وانظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ابن عبد البر النمري القرطبي 2/230 وهو بهامش كتاب الإصابة: الحافظ ابن حجر. وسير أعلام النبلاء 1/344، والإصابة في تمييز الصحابة: الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 2/225، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان، ط:1، 1328 هـ.)[14]،
الحديث : (قدم الطُّفيلُ بنُ عمرو الدَّوسيُّ وأصحابُه فقالوا يا رسولَ اللهِ إنَّ دَوسًا قد عصتِ وأبتْ فادعُ اللهَ عليها قال أبو هريرةَ فرفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَيه فقلتُ هلكَتْ دوسٌ فقال اللهمَّ اهدِ دَوْسًا وائتِ بها)
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/1063 - خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

وكذلك ما روي أيضا في إسلام ضماد رضي الله عنه.
"هو ضماد بن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة، قدم مكة بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يرقي، فسمع سفهاء مكة يقولون إن محمداً لمجنون، فلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرض عليه أن يرقيه لعل الله يشفيه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -:(( إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، .. الحديث)) فشرح الله صدره للإسلام فأسلم وبايع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قومه، انظر قصة إسلامه في صحيح مسلم: الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة 2/ 593 ح 46، نشر رئاسة إدارة البحوث العلمية ولإفتاء والدعوة والإرشاد، 1400 هـ- 1980 م. وانظر الإصابة 2/210".[15]

 الحديث
عن ابنِ عباسٍ ؛( أنَّ ضَمادًا قدم مكةَ . كان من أَزْدِ شَنوءَةَ . وكان يُرقي من هذه الريحِ . فسمع سفهاءُ من أهلِ مكةَ يقولون : إنَّ محمدًا مجنونٌ . فقال : لو أني رأيتُ هذا الرجلَ لعل اللهَ يَشفيه على يدي . قال فلقِيه . فقال : يا محمدُ ! إني أُرقِي من هذه الريحِ . وإنَّ اللهَ يشفي على يدي من يشاءُ . فهل لك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : " إنَّ الحمدَ لله . نحمدُه ونستعينُه من يهدِه اللهُ فلا مُضلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له . وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له . وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه . أما بعد " . قال فقال : أَعِدْ عليَّ كلماتِك هؤلاءِ . فأعادهنَّ عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثلاثَ مراتٍ . قال فقال : لقد سمعتُ قولَ الكهنةِ وقولَ السَّحرةِ وقولَ الشُّعراءِ . فما سمعتُ مثلَ كلماتِ هؤلاءِ . ولقد بلغْن ناعوسَ البحرِ . قال فقال : هاتِ يدَك أبايِعْك على الإسلامِ . قال فبايَعه . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : " وعلى قومِك " . قال : وعلى قومي . قال فبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَرِيَّةً فمَروا بقومِه . فقال صاحبُ السَّرِيَّةِ للجيشِ : هل أصبتُم من هؤلاءِ شيئًا ؟ فقال رجلٌ من القومِ : أصبتُ منهم مِطهَرَةً . فقال : رُدُّوها . فإنَّ هؤلاءِ قومُ ضِمادٍ ).
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 868- خلاصة حكم المحدث: صحيح

ولم تترك قريش فرصة تثير فيها شكًا أو تبعث فيها بريبةٍ إلا وانتهزتها، وذلك مثل ما حدث بشأن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وقد كان لله في ذلك حكم عظيمة، ومحنة امتحن الله بها عباده ليرى من يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ممن ينقلب على عقبيه، فأما المسلمون فقالوا: سمعنا وأطعنا، وهم الذين هدى الله فلم تكن كبيرة عليهم[16]،

 


وأما المشركون فقالوا: ( تحيَّر على محمد دينه، فتوجه بقبلتكم إليكم، وعلم أنكم كنتم أهدى منه سبيلًا، ويوشك أن يدخل في دينكم) [17]،


 فكانوا يتحججون بهذه الحجة الداحضة، ليشككوا الناس في صدق رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله تعالى:﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾


وكذلك ما حدث بشأن السرية التي أرسلها النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر رجب

"وكانت قبل غزوة بدر، وفيها بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبدالله بن جحش الأسدي مع رهط من المهاجرين وأمره أن يترصد قريشاً ويعلم أخبارهم، فمضوا حتى نزلوا بنخلة- موقع بين مكة والطائف- كما أمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - فمرت بهم عير لقريش تحمل شيئاً من تجارة قريش، فتردد الصحابة في قتالهم في الشهر الحرام وخشوا أن يدخلوا الحرم فيفوتوهم بذلك، ثم أجمعوا أمرهم وهاجموهم وقتلوا رجلاً منهم وأسروا اثنين وغنموا العير وقدموا المدينة، وهناك توقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمر العير والأسيرين ولم يأخذ منه شيئاً، لأنه لم يأمرهم بقتال في الشهر الحرام، وسُقط في أيدي القوم وظنوا أنهم هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا، وتكلمت قريش في ذلك، فلما أكثر الناس، أنزل الله تعالى الآيتين

 قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾  217-218 من سورة البقرة،

 فقبض الرسول - صلى الله عليه وسلم - الغنيمة -وكانت أول غنيمة يغنمها المسلمون -وقبِل فداء الأسيرين.  [19]،



السرية التي أرسلها النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر رجب

بقيادة عبد الله بن جحش رضي الله عنه(هو عبدالله بن جحش بن رياب الأسدي حليف بني عبد شمس، أحد السابقين هاجر إلى الحبشة مع أخويه أبو أحمد وعبيد الله، فتنصر هناك عبيد الله، أخته زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها، ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراً واستشهد يوم أحد، يعرف بـ (المجدع في الله) لأنه مثل به يوم أحد وقطع أنفه، كان أول أمير في الإسلام وأول من سن الخمس من الغنيمة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، كان عمره نيف وأربعين لما قتل ودفن هو وحمزة بن عبد المطلب في قبر واحد رضي الله عنهما.  [20]،

 وقاتل فيها المسلمون المشركين في الشهر الحرام، حيث وجد المشركون فيما حدث فرصةً لاتهام المسلمين بأنهم استحلُّوا ما حرَّم الله، وذلك يتواءم مع ما في نفوسهم المريضة، ونشروا أراجيفهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، فلما كثر في ذلك الكلام، نزل الوحي حاسمًا لهذه الأقاويل، ومبينا أن ما يفعله المشركون من الكفر بالله، وصدِّ الناس عن الإيمان به تعالى، بأصناف الأذى والتنكيل، وصدَّهم عن البيت الحرام، أكبرُ عند الله، وأعظم إثما من القتل في الشهر الحرام
بتصرف، صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم: الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري  [21]،




[1] سورة الحجر آية 94.
[2] سورة الشعراء آية 214.
[3] هو محمد بن إسحاق بن يسار العلامة الحافظ، أبو بكر وقيل أبو عبدالله القرشي المُطَّلبي مولاهم المدني، ولد سنة 80هـ ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه بالمدينة وسعيد بن المسيب، قال عنه الإمام الزُّهري: لا يزال بالمدينة علم جمّ ما دام فيهم ابن اسحق، أخذ عنه كثير من العلماء وأمسك عن الاحتجاج برواياته غير واحد من العلماء لاتهامه بالتشيع والتدليس، قال عنه ابن سعد: هو أول من جمع مغازي الرسول، توفي رحمه الله سنة 150 هـ وقيل غير ذلك. بتصرف، سير أعلام النبلاء: الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي 7/ 33، مؤسسة الرسالة بيروت ط: 9، 1413 هـ- 1993 م. و تهذيب التهذيب: الحافظ أحمد بن علي بن حجر، 9/ 38، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية في الهند، ط: 1، 1326 هـ.
[4] سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: أبو محمد عبدالملك بن هشام 1/ 276، راجع أصولها الشيخ محمد محي الدين عبدالحميد، توزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الرياض، ط: بدون. وانظر مجموعة التوحيد، الرسالة السابعة: شرح ستة مواضع من السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 22، نشر وتوزيع رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الرياض، ط: بدون.
[5] سورة ق آية 2.
[6] سورة ص جزء من آية 4.
[7] سورة الحجر آية 6.
[8] سورة الفرقان آية 7.
[9] سورة الأنفال آية 31.
[10] سورة الصف آية 8.
[11] هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم من قريش، عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأحد الأشراف الشجعان في الجاهلية، كان غنياً عتياً، من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، كان شديد الأذى والتحريض على المسلمين، وفيه نزلت ﭿ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭾ.. تتمة السورة مات بعد وقعة بدر بأيام ولم يشهدها، بتصرف، الأعلام: خير الدين الزِرِكلي 4/ 12، دار العلم للملايين ط: 5، 1980م.
[12] اسم سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وكانت قبائل العرب تجتمع في عكاظ في كل سنة، يتفاخرون فيها ويحضرها شعراؤهم ويتناشدون ما أحدثوه من الشعر، ثم يتفرقون، ويقع شمال شرقي مدينة الطائف على قرابة خمسة وثلاثين كيلا، في أسفل وادي شَرِب. بتصرف، معجم البلدان: الشيخ شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي 4/142، دار صادر ودار بيروت للطباعة والنشر، ط: بدون، 1404 هـ 1984م. ومعجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية: المقدم: عاتق بن غيث البلادي ص 215، دار مكة للنشر والتوزيع مكة المكرمة، ط:1، 1402هـ 1982م.
[13]مسند الإمام أحمد 3/492 عن ربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه، المكتب الإسلامي، فهرس الشيخ الألباني، ط:4، 1403 هـ 1983 م. وانظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 2/32.
[14]هو الطفيل بن عمرو الدوسي من قبيلة دوس، كان سيداً مطاعاً من أشراف العرب، وكان يلقب( ذو النور) أسلم قبل الهجرة بمكة، ورجع إلى بلاده يدعو قومه، وبعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم عليه وهو بخيبر مع من تبعه من قومه، فلم يزل مقيماً معه حتى قبض - صلى الله عليه وسلم -، بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح مكة إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممه فأحرقه بالنار، قيل استشهد يوم اليمامة، وقد روى ابن اسحق قصة إسلامه ذلك أنه قدم مكة، فحذرته قريش من لقاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونهوه عن السماع له، وقالوا له إنه ساحر، حتى سد أذنيه بالقطن، وأبى الله تعالى إلا أن يسمعه القرآن فلما سمعه استحسنه، وسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام فعرضه عليه فأسلم رضي الله عنه، ثم جعل الله له آية نوراً على رأس سوطه، فكان يلقب بذي النور. انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 1/407. وانظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ابن عبد البر النمري القرطبي 2/230 وهو بهامش كتاب الإصابة: الحافظ ابن حجر. وسير أعلام النبلاء 1/344، والإصابة في تمييز الصحابة: الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني 2/225، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان، ط:1، 1328 هـ.
[15] هو ضماد بن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة، قدم مكة بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يرقي، فسمع سفهاء مكة يقولون إن محمداً لمجنون، فلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرض عليه أن يرقيه لعل الله يشفيه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -:(( إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، .. الحديث)) فشرح الله صدره للإسلام فأسلم وبايع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قومه، انظر قصة إسلامه في صحيح مسلم: الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة 2/ 593 ح 46، نشر رئاسة إدارة البحوث العلمية ولإفتاء والدعوة والإرشاد، 1400 هـ- 1980 م. وانظر الإصابة 2/210.
[16] بتصرف، زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن قيم الجوزية، 3/ 67، تحقيق شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة بيروت، ومكتبة المنار الإسلامية الكويت، ط: 1، 1399 هـ 1979 م.
[17] عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: ابن سيد الناس 1/283، دار الآفاق الجديدة بيروت، ط: 1، 1977 م.
[18] سورة البقرة آية 150. وانظر سبب نزول الآية في جامع البيان عن تأويل آي القرآن: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 2/33، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، ط: 3، 1388 هـ- 1968 م.
[19] وكانت قبل غزوة بدر، وفيها بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبدالله بن جحش الأسدي مع رهط من المهاجرين وأمره أن يترصد قريشاً ويعلم أخبارهم، فمضوا حتى نزلوا بنخلة- موقع بين مكة والطائف- كما أمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - فمرت بهم عير لقريش تحمل شيئاً من تجارة قريش، فتردد الصحابة في قتالهم في الشهر الحرام وخشوا أن يدخلوا الحرم فيفوتوهم بذلك، ثم أجمعوا أمرهم وهاجموهم وقتلوا رجلاً منهم وأسروا اثنين وغنموا العير وقدموا المدينة، وهناك توقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمر العير والأسيرين ولم يأخذ منه شيئاً، لأنه لم يأمرهم بقتال في الشهر الحرام، وسُقط في أيدي القوم وظنوا أنهم هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا، وتكلمت قريش في ذلك، فلما أكثر الناس، أنزل الله تعالى الآيتين 217-218 من سورة البقرة، فقبض الرسول - صلى الله عليه وسلم - الغنيمة -وكانت أول غنيمة يغنمها المسلمون -وقبِل فداء الأسيرين. انظر القصة كاملة في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 2/238.
[20] هو عبدالله بن جحش بن رياب الأسدي حليف بني عبد شمس، أحد السابقين هاجر إلى الحبشة مع أخويه أبو أحمد وعبيد الله، فتنصر هناك عبيد الله، أخته زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها، ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراً واستشهد يوم أحد، يعرف بـ (المجدع في الله) لأنه مثل به يوم أحد وقطع أنفه، كان أول أمير في الإسلام وأول من سن الخمس من الغنيمة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، كان عمره نيف وأربعين لما قتل ودفن هو وحمزة بن عبد المطلب في قبر واحد رضي الله عنهما. بتصرف، الاستيعاب 2/272، والإصابة 2/286.
[21] بتصرف، صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم: الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري 3/ 342 مكتبة دار الأرقم الكويت، ط: 1، 1402 هـ- 1982 م.
[22] سورة البقرة آية 217، وانظر سبب نزول الآية في تفسير القرآن العظيم: الحافظ ابن كثير 2/ 368، كتاب الشعب مصر، تحقيق عبد العزيز غنيم ومحمد أحمد عاشور ومحمد إبراهيم البنا، ط: بدون 1390هـ 1971م.

موقع الألوكة بتصرف