تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

الجهر بالدعوة



سيرة16-25عام 
الجهر بالدعوة:
روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عباس لما نزلت: 

﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214] 

«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف: يا صباحاه فقالوا: من هذا فاجتمعوا إليه فقال: «أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً  تريد أن تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذباً قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب: تباً لك ما جمعتنا إلا لهذا؟ 

فنزل قول الله تبارك وتعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾» [المسد: 1]. 

فاعلم رحمك الله تبارك وتعالى أن هذا هو أمر الله تبارك وتعالى، وهذه إرادة الله تبارك وتعالى لأن الله تبارك وتعالى شاء وأراد أن يظهر الحق، وأن يبطل الباطل،
  وأراد الله تبارك وتعالى أن يميز بين الناس في هذه الفترة، طالت فترة الدعوة أم قصرت ولكنها إرادة الله تبارك وتعالى.

يقول ابن القيم رحمه الله: كلما كان توحيد الله أعظم كانت مغفرته أتم-أي في قلب العبد- فمن لقيه لا يشرك به شيئاً البتّة غفر الله له ذنوبه كلها كائنة ما كانت 
كما في الحديث 
 ( قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً)
 
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3540 -خلاصة حكم المحدث: صحيح 

فهذا يعني هكذا بدأت الدعوة العلنية، فالمتأمل في قول الله سبحانه : ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المشْرِكِينَ﴾ 

يجد أن الألفاظ لها مدلولات عظيمة،

 فقول الله تبارك وتعالى «فَاصْدَعْ» يجد القوة والصلابة والوضوح وهكذا ينبغي أن يكون المسلم حال دعوته إلى الله تبارك وتعالى، أن يكون قويا ومتينا،   
وصاحب حجة التي تستطيع أن تجابه بها أعداء الله تبارك وتعالى في كل وقت وفي كل حين.

أيضا ألا يخجل ولا يستحي من الحق الذي معه ،فالله سبحانه أحق أن تستحي منه، النبي صلى الله عليه وسلم أُُمر«فَاصْدَعْ» فصدع صلى الله عليه وسلم    

هذا طريق الأنبياء وهذا هو المنهج النبوي الذي صار عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله سبحانه 

فإنه من جد وجد ومن زرع حصد، ومن أؤذي في الله تبارك وتعالى ليس كمن كان صاحب راحة ودعة لا يسوي الله سبحانه بين من أؤذي فيه، وبين من لم يؤذى فيه، ولا يساوي ربنا تبارك وتعالى بين من بذل وقته وجهده وعرقه لله تبارك وتعالى وبين من نام آمنا في بيته وفي وسط أولاده لا يستوون عند الله لذلك قال الله تبارك وتعالى:

 ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33]. فهذا فضل الله تبارك وتعالى على عبيده.
ثم ذكر الشيخ الخضري رحمه الله بعض المسائل في مسألة الإيذاء:
الأسلوب الأول: الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة فأول هذه الأساليب طلبوا من أبي طالب الحد من نشاط دعوة النبي صلى الله عليه وسلم،
الأسلوب الثاني: الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة التهديد بمنازلة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمه
فكانوا يهددون أبي طالب بأنهم سينازلونه وينازلون ابن أخيه منازلة الرجال للرجال، يهددون النبي صلى الله عليه وسلم، وعمه بمنازلة الرجال للرجال، فهذا موقف من المواقف التي فعلها أبو طالب، ومواقف أبو طالب مع النبي صلى الله عليه وسلم، كثيرة حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم، يشفع له أو شفع له في تخفيف العذاب عنه فهو على جمرتين من نار يغلي منهما دماغه بسبب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، له.
أنه سمِع رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذُكِر عِندَه عمُّه أبو طالبٍ، فقال : ( لعلَّه تنفَعُه شَفاعَتي يومَ القيامةِ، فيُجعَلَ في ضَحضاحٍ من النارِ يَبلُغُ كعبَيه، يَغلي منه أمُّ دِماغِه ) .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6564-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

الأسلوب الثالث الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة: الاتهامات الباطلة لصد الناس عنه:وتلحظ أن هذه الاتهامات هي هي نفس الاتهامات في كل عصر وفي كل حين مع اختلاف في بعض الألفاظ فاتهموه بالجنون: فقالوا كما قال الله سبحانه: ﴿وقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [الحجر: 6]
فأجابهم ربنا تبارك وتعالى ﴿مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ [القلم: 2].

 واتهموه بالسحر والكذب: فقال الله تبارك وتعالى عنهم: ﴿وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ [ص: 4].

واتهموه بالإتيان بأساطير الأولين: كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفرق: 5].
واتهموه بأن القرآن ليس من عنده وإنما هو من عند البشر يعلمه إياه بعض الروميين أو بعض النجارين الروميين أو بعض أهل الكتاب أو بقايا من أهل الكتاب
فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ﴾ [النحل: 103].

 كذلك اتهموا أيضا صلى الله عليه وسلم، واتهموا المؤمنين بالضلالة والعماية والجهل والتخلف والرجعية
 فقال الله تبارك وتعالى حاكيا عنهم: ﴿وَإِذَا رَأَوْهمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴾ [المطَّففين:32] ،هؤلاء هم الضالون الخارجون الذين خرجوا عن عادات أقوامهم، وخرجوا عن قوانين بلادنا وخرجوا عن شرائعنا، وخرجوا عن ما ألفناه وأرادوا أن يأتوا بدينا جديد، أن هؤلاء لضالون.

الأسلوب الرابع الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة:أسلوب السخرية والاستهزاء والضحك والغمز واللمز والتعالي على المؤمنين، وبين ربنا تبارك وتعالى هذه الأساليب ،
قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾. [الزُّخرف: 6-7].
فهذه سنة الله تبارك وتعالى في خلقه أن كل الأمم الكافرة تستهزئ بأنبيائها ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾.

أيضا الإكثار في القرآن الكريم من الحث على الصبر على هذا الأمر قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ليس هذا فحسب ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]. فلا تنشغل بما يقولونه وانشغل بما خلقت له أنت، إظهار العبودية لله تبارك وتعالى مع ما أنت فيه من المحنة.
أيضا ظهر ذلك في الاستعانة على الدعوة والمضي بطريق الله تبارك وتعالى مستعينا بالله سبحانه متفرعا ومستمسكا به تبارك وتعالى عابدا له سبحانه وتعالى،
 قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ [الحجر: 97-98].

الأسلوب الخامس: الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة ،أسلوب التشويش:كان المشركون يتواصون فيما بينهم بافتعال ضجة عالية وصياح مبكر عندما يُقرأ القرآن الكريم حتى لا يسمع هذا القرآن ولا يفهم ولا تصل معانيه إلى الناس

فقال الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [فصِّلت: 26]. يريدون أن يشوشوا وأن يحجبوا الناس عن سماع الحق.

الأسلوب السادس الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة :طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم، أن تكون له معجزة أو أن له مزية عن البشر، فطلبوا منه صلى الله عليه وسلم، وجاءوا إلى صخرة عظيمة، وقالوا يا محمد إنك إن حولت لنا هذه الصخرة إلى جبل من الذهب أو إلى صخرة من الذهب آمنا بك، فلما يجيبهم الله تبارك وتعالى إلى ذلك،

 فطلبوا من نبينا صلى الله عليه وسلم، آية، فقالوا أرأيتم إلى هذا القمر وأشار بإصبعه صلى الله عليه وسلم، ، قالوا بلى، قال: أرأيتم إن انشق إلى نصفين أكنتم مؤمنين، قالوا بلى، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى القمر وأشار بيده
 فأنزل الله تبارك وتعالى قوله: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ [القمر: 1] فرأوا القمر قد انشق إلى قسمين إلى نصفين، ومع ذلك لم يؤمنوا،

 وكالة الفضاء الأمريكية ناسا صورت القمر فعلا القمر عليه شق ولحام ، أنا لما رأيته قلت سبحان الله العظيم، ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هوَ إِلَّا وَحْيٌ يوحَى﴾ [النجم: 3، 4]العلم يؤيد الوحي، العلم يشهد للوحي وليس العكس، الوحي أصلاً مصدق ، ليس لأن العلم جاء وأثبت أن هذا حدث  نحن مصدقون قبل العلم، لأن هذا من جملة الإيمان بالغيب.

الأسلوب السابع الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة :أسلوب المساومات: فحاولت قريش جمع الإسلام والجاهلية زعموا ذلك على أن يترك المشركون بعض ما هم عليه وأن يترك النبي صلى الله عليه وسلم،  بعض ما هو عليه، أنصاف الحلول، الله تبارك وتعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم،: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم: 9].

الأسلوب الثامن: الذي استخدمه أهل الشرك في محاربة الدعوة  سب القرآن:
روى البخاري ومسلم في قوله: ﴿ولَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ ولَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ [الإسراء:110]، أن عبد الله بن عباس قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم، مختفٍ بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به

فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم،:  ﴿ولَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ أي بقرائتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن: ﴿ولَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ عن أصحابك فلا تسمعهم: ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)

فعل المعاندين في كل وقت ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ [المطففين: 29، 30].
 فهذا الأسلوب أسلوب خسيس سب القرآن وسب حملة القرآن

الأسلوب التاسع: الاتصال باليهود للإتيان منهم بأسئلة تعجيزية للرسول صلى الله عليه وسلم،:
لأن العرب كما ذكرنا كانوا وثنيين لم يكونوا أهل كتاب، إنما اليهود أهل كتاب، والعرب كانوا جهال لا يقرءون ولا يكتبون وأما أهل الكتاب فكان فيهم القراءة والكتابة، فأرادوا أن يجابهوا العلم بالعلم، يأتوا منهم بأسئلة تعجيزية للنبي صلى الله عليه وسلم،
.أرسلت قريشاً نفراً إلى المدينة على رأسهم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط ليأتوا من يهود المدينة بأسئلة تعجيزية فيطرحونها على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالت لهم اليهود: اسألوه عن أهل الكهف واسألوه عن ذي القرنين واسألوه عن الروح فأبطل الله تبارك وتعالى كيدهم وأنزل في هذه القصص الثلاثة قرآن يتلى إلى يوم القيامة، فربنا حكا لنا قصة أصحاب الكهف، وقصة ذي القرنين، ﴿وَيسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: 85]. إلى آخر الآيات، فرد الله سبحانه كيدهم.

الأسلوب العاشر: الترغيب:
روى الحاكم بإسناد صحيح أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي r فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً، قال: لمَ قال: ليعطوك فإنك أتيت محمداً ثم قال عن القرآن الذي سمعه من النبي r: (ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ما يُعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته)أي القرآن هذا ليس له حل، فالإغداق بالترغيب فقالوا له: نعطيك  أموال كي لا تؤمن بالذي جاء به محمد، .
الأسلوب الحادي عشر: الترهيب:
ذكر محمد بن إسحاق: أن أبا جهل كان إذا سمع بالرجل قد أسلم و له شرف وله منعة أنّبه ووخزه ويقول له: تركت دين أبيك الذي هو خير منك لنُسَفِهَنَّ حُلُمك ولَنُضعِفنَّ رأيك ولَنُضعِفنَّ شرفك، فكان بعضهم يخاف على ذلك فيرجع.
الأسلوب الثاني عشر: الاعتداء الجسدي:وهذا الاعتداء الجسدي تنوع إلى أقسام:قسم منه كان على النبي r: كما قال الحافظ بن حجر، وقد أخرج أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح عن أنس قال: لقد ضربوا رسول اللهrمرة حتى غُشي عليه فقام أبو بكر فجعل ينادي ويقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟ فقالوا: من هذا؟ فقال أبو بكر المجنون،يقول فتركوه وأقبلوا على أبي بكر.قال الحافظ ابن كثير: أن غالب ما وقع للرسول r من اعتداء جسدي وما يشبه ذلك كان بعد وفاة عمه أبي طالب،يقول لك النبي r لم يضرب الصحابة فقط هم الذين ضربوا، لا ضرب النبي r حتى اغشي عليه.
الثاني: الاعتداء الجسدي كان على الصحابة أيضا لاسيما في قريش:نال أبو بكر من ذلك نصيب حتى أنه فكر بالهجرة إلى الحبشة فراراً بدينه وضُرب عندما خطب بالحرم حتى حمل إلى بيته ولم يعرف وجهه من الدم،رضي الله عنه وأرضاه.
أول من جهر بالقرآن كان عبد الله بن مسعود وسحل على وجهه حتى أثر ذلك فيه،ضربوه وسحلوه على الأرض، وتنوع هذا الأسلوب في الاعتداء على الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فكان هذا الاعتداء على الصحابة في قريش في مكة وفي خارج مكة كما حدث مع أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه لما علا صوته بكلمة لا إله إلا الله محمدا رسول الله ضربه أهل مكة حتى أغشي عليه وكاد أن يموت حتى قال العباس لهم ويلكم أما تعلمون أن تجارتكم تمر على غفار، فخافوا على تجارتهم فتركوه، ولكن كانوا قد أهانوه وكانوا قد ضربوه ضربا شديدا.
كذلك الاعتداء على الموالي الذين آمنوا بالنبي r:
قال عبد الله بن مسعود: «أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول اللهrوأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله r فمنعه الله بعمه وأبو بكر منعه الله بقومه أما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد،وصهروهم في الشمس فما منهم من أحد إلا وقد وأتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه وأعطوه للولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد، في بعض الروايات أن النبي r كان يقول: ينجيك الله الواحد الأحد، كان بلال يقول أحد أحد، وكان النبي r يقول ينجيك الله الواحد الأحد.
وأعذر الله تبارك وتعالى هؤلاء فقال U: ﴿مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[النحل: 106].
جمهور المفسرين: أنها نزلت عندما أُوذي عمار رضي الله عنه وأرضاه وأكرهوه على كلمة الكفر فلما قالها جاء إلى النبي r وأخبره أنهم أجبروه على أن يتلفظ بكلمة الكفر، فأنزل الآية بعد ذلك ربنا تبارك وتعالى.
وكان أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه يهتم بهذا الأمر اهتماما شديدا، فكان يشتري الموالي ويعتق لوجه الله خوفا عليهم من الأذية فاشترى بلالا واشترى غيره فكان يعتق رقاب المستضعفين حتى قال له أبوه: إني أراك تعتق رقاباً ضعافاً فلو أنك إذا فعلت فعلت في رقاب قوية أعتقت رجالاً أشداء، يمنعونك ويقومون عنك، فقال أبو بكر: يا أبت إني أريد ما عند الله، فأنزل الله قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ [الليل:5 -7].
إن شاء الله تبارك وتعالى بقية لنا نقطة كيف كان يلتقي النبي r بأصحابه ثم نتكلم إن شاء الله U بعد ذلك عن الهجرة إلى الحبشة، اسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، وعملا صالحا متقبلا، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نور اليقين في سيرة سيد المرسلين


وكما تحدثنا اوفتنة الصحابة ومنن سبقوا للإسلام وأوذوا

الحديث: :عن أبو هريرة
(كانَ أوَّلَ مَن أظهرَ إسلامَه سبعةٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعمَّارٌ وأمُّهُ سميَّةُ وصُهيبٌ وبلالٌ والمقدادُ فأمَّا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمنعَه اللَّهُ بعمِّهِ أبي طالبٍ وأمَّا أبو بَكرٍ فمنعَه اللَّهُ بقومِه وأمَّا سائرُهم فأخذَهمُ المشرِكونَ وألبسوهم أدْرَاعَ الحديدِ وصَهروهم في الشَّمسِ فما منهم من أحدٍ إلَّا وقد واتاهم علَى ما أرادوا إلَّا بلالًا فإنَّهُ هانت عليهِ نفسُه في اللَّهِ وَهانَ علَى قومِه فأخذوهُ فأعطوهُ الولدانَ فجعلوا يطوفونَ بِه في شِعابِ مَكةَ وَهوَ يقولُ أحدٌ أحدٌ)

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1271
خلاصة حكم المحدث: صحيح 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق