تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

السبت، 27 مارس 2021

الجنــة ماذا أعددت لها؟

الجنــة ماذا أعددت لها؟

الجنــــة


 ﴿سابِقوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُها كَعَرضِ السَّماءِ وَالأَرضِ أُعِدَّت لِلَّذينَ آمَنوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾ [الحديد: ٢١] . : ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣]

 

🍃قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ}[السجدة: 17]).🍃

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 4779 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه البخاري (4779)، ومسلم (2824)

الشرح : مِن المبَشِّرَاتِ ما كان يذْكُرُه النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لأُمَّتِه مِن نَعيمِ الجنَّةِ وما أعدَّه اللهُ للصَّالحينَ منهم، وفي هذا تَثبيتٌ لأُمَّتِه إذا عرفوا ما سيَجِدونه عندَ الله مِن الرَّحمَةِ والكَرَامَة لِمَن خاف اللهَ واتَّقاهَ وعَمِل الصالحاتِ.

وهذا الحَديثُ هو مِن الأحاديثِ القُدُسيَّةِ التي يَرويها النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ عن رَبِّ العزَّةِ تَبارَك وتعالَى،

وفيه يقولُ: "قال اللهُ تبارَك وتعالى: أعدَدْتُ"، أي: خلقْتُ وهيَّأْتُ في الجنَّةِ "لعبادِي الصَّالحينَ"، أي: للعبادِ الذي يَعلمون الصَّالحاتِ، ويَسْعَون في الخيرِ،

 والإضافَةُ في قوله: لعبادِي؛ للتشريفِ، أي: المخلصِينَ منهم بتِلك الأعمالِ، "ما لا عينٌ رأتْ ولا أُذنٌ سَمِعَت"، أي: ما لم تَرَه عيْنٌ ولم تسمعْ به وبوصْفِه أُذنٌ في الدُّنيا، وتَنكيرُ "عيْن" و"أُذُن" في سِياقِ النَّفيِ يُفيدُ الشُّمولَ، أي: يكونُ في الجنَّةِ ما لم تَرَه أيُّ عيْنٍ مِن الأعيُنِ، ولم تسمَعْ به وبِوصفِه أيُّ أُذنٍ مِن الآذَانِ، "ولا خَطَر على قلب بشَرٍ"، أي: ولم يَمُرَّ على عقل أحدٍ ما يشبِهُه أو يتصوَّرُه من النَّعيمِ،

 فكلُّ شيءٍ تخيَّله عقلٌ أو قلبٌ من نعيمِ الجنَّةِ؛ ففِيها أفضلُ مما تخيَّله،

قال أبو هريرة: "اقرءوا إن شِئْتُم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] أي: وهذا مِصدَاقُ ما قاله من كتاب الله الذي أخبَر أنه لا يعلم أحدٌ ولا يتصوَّرُ ما خبَّأه اللهُ عن النَّاسِ من النَّعيمِ الذي تقَرُّ به العينُ، أي: تهدأُ وتسعَدُ وتفرَحُ به يوم القيامةِ عند الله تعالى.(الدرر السنية )

بماذا نالوا تلك الدرجات العلا؟؟

الجنة هي دار الكرامة ، الداخل فيها ينعم لا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، وفيها أعدَّ الله لعباده الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

فحيَّا على جنات عدن فإنها 🏕 منازلنا الأولى وفيها المخيّم

وقد اختص الله سبحانه هذه الدار بأوليائه ، ينعمون فيها بأصناف الملذات ، فما يشتهي أحدهم شيئاً إلا جاءه ،

قال تعالى : { ﴿يُطافُ عَلَيهِم بِصِحافٍ مِن ذَهَبٍ وَأَكوابٍ وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ وَأَنتُم فيها خالِدونَ﴾ [الزخرف: ٧١] } .

ومن أعظم نِعَم تلك الدار ما كتب الله لأهلها من الخلود الأبدي فيها ، فلا يخافون موتاً أو فناءً ، قال تعالى :  ﴿يُبَشِّرُهُم رَبُّهُم بِرَحمَةٍ مِنهُ وَرِضوانٍ وَجَنّاتٍ لَهُم فيها نَعيمٌ مُقيمٌ﴾ [التوبة: ٢١]

ومن أعظم ما ينال أهل الجنة من النعيم أن يحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا ،

قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالَى يقولُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ؟ فيَقولونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، فيَقولُ: هلْ رَضِيتُمْ؟ فيَقولونَ: وما لنا لا نَرْضَى وقدْ أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِن خَلْقِكَ، فيَقولُ: أنا أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِن ذلكَ، قالوا: يا رَبِّ، وأَيُّ شيءٍ أفْضَلُ مِن ذلكَ؟ فيَقولُ: أُحِلُّ علَيْكُم رِضْوانِي، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا.)

الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6549 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

 وأعظم نعمة في الجنة على الإطلاق هي رؤية وجهه الكريم سبحانه وتعالى ،

قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ: يقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ، وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ ). وفي رواية: وزادَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: {لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ} [يونس: 26]...

الراوي : صهيب بن سنان الرومي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 181 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .

ومن صفات جنة النعيم خلوها من المنغصّات والمكدّرات ، فلا هم يلحق أهلها ، ولا تعب يصيبهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من دخلها - يعني الجنة - ينعم لا يبأس ، لا تبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم ) رواه مسلم .

أما رزق أهل الجنة ، إذا ما اشتهى أحدهم شيئا إلا أتاه ،

قال تعالى : { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفس وَتَلَذُّ الأعين وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (الزخرف:71) فما أعظَمَ نعيمهم ، وما ألذَّ سرورهم .

أما نساؤهم فالحور العين ، يبلغ من جمال الواحدة منهن أن لو طلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بين الجنة والأرض ، ولملأت ما بينهما بريحها ، ولخمارها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، قال تعالى :{ كذلك وزوجناهم بحور عين } ( الدخان:54) .هذا عن الحور العين ،

 أما عن نساء أهل الدنيا ، فينعم الله عليهن في الجنة بجمال أشدَّ من جمال الحور العين ،

قال تعالى:  ﴿إِنّا أَنشَأناهُنَّ إِنشاءً﴾﴿فَجَعَلناهُنَّ أَبكارًا﴾ ﴿عُرُبًا أَترابًا﴾ [الواقعة ٣٥: ٣٧]

وأما أنهار الجنة فقد ذكرها سبحانه في كتابه الكريم فقال: ﴿مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ فيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم كَمَن هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقوا ماءً حَميمًا فَقَطَّعَ أَمعاءَهُم﴾ [محمد: ١٥]

وأما سعة الجنة فلا يعلم ذلك إلا الله ، وقد أخبرنا سبحانه عن عرضها بأنه ما بين السماء والأرض ، قال تعالى: { ﴿سابِقوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُها كَعَرضِ السَّماءِ وَالأَرضِ أُعِدَّت لِلَّذينَ آمَنوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾ [الحديد: ٢١] .

 وقال تعالى : ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣] وذكر العلماء أن الله ذكر عرض الجنة ولم يذكر طولها للدلالة على سعتها العظيمة .

هذه بعض أوصاف الجنة وأوصاف أهلها ، وهي غيض من فيض ، ونقطة من بحر . ومن أراد أن يتعرف على جنة الله ودار كرامته فعليه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فليس بعد بيانهما بيان ، فهل بعد هذا من مشمِّرٍ إلى الجنة ، فإن الجنة - ورب الكعبة - نورٌ يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر جار ، وفاكهة كثيرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة . صيد الفوائد- بتصرف يسير

فهلا حبيباتي نشمر لها هل يستوى أي متاع ولذة زائلة بالدنيا بما أعده الله لعباده الصالحين

من خرجت متزينة بأبهى صورة وكأنها تُزف الى زوجها ويراها الجميع هل خافت من الحديث

قال صلى الله عليه وسلم  (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا).

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2128 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

الشرح :

في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ صِنفَينِ، أي: نَوعين مِن أهْلِ النَّارِ لم يَرَهُما بعدُ، أي: في عَصْرِه، بل سَيأتيانِ بَعدَه؛ الصِّنف الأوَّل: قَومٌ معهم "سِياطٌ" جمْعُ سَوطٍ كَأذنابِ البقرِ، يعني: أنَّها سِياطٌ طويلةٌ وله رِيشةٌ يَضرِبون بها النَّاسَ، أي: بِغيرِ حقٍّ وهؤلاء هُمُ الشُّرَطُ الَّذينَ يَضرِبونَ النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ. والصِّنف الثاني: نِساءٌ كاسياتٌ، أي: في نِعمةِ اللهِ، عارياتٌ مِن شُكرِها، وقيل: يَسترْنَ بعضَ بَدنِهنَّ ويَكشفْنَ بَعضَه؛ إظهارًا لجمالِهنَّ وإبرازًا لِكمالِهنَّ، وقيل: يَلبسْنَ ثَوبًا رقيقًا يَصفُ بَدنَهنَّ وإنْ كنَّ كاسياتٍ لِلثِّيابِ عارياتٍ في الحقيقةِ، أو كاسياتٍ بِالحُلَى وَالحُلِيِّ، عارياتٍ مِن لباسِ التَّقوى "مُمِيلاتٌ"، أي: مُمِيلاتٌ قلوبَ الرِّجالِ إليهن، أوِ الْمَقانِعَ عَن رؤوسِهِنَّ؛ لِتظْهَرَ وُجوهُهنَّ، وقيل: مُميلاتٌ بِأكتافِهنَّ، وقيل: يُمِلْنَ غيرَهنَّ إلى فِعلِهنَّ المذمومِ، "مَائلاتٌ"، أي: إلى الرِّجالِ بِقُلوبِهنَّ أو بِقوالبِهنَّ، أو مُتبختراتٌ في مَشْيِهنَّ، أو زائغاتٌ عَنِ العَفافِ، أو مائلاتٌ إلى الفُجورِ والهوى، وقيلَ: مائلاتٌ يَمْتَشطْنَ مِشطَةَ الْمَيلاءِ، وقيلَ: مِشْطَةَ البَغايا، مُمِيلاتٌ يَمشطْنَ غيرَهنَّ بِتلكَ الْمِشطَةِ "رؤوسُهنَّ كَأسنمةِ البُخْتِ"، والبُخِتِيُّ مِنَ الجِمالِ، والأُنثى بُختِيَّةٌ جمْعُ بُخْتٍ وَبَخاتيٍّ، وهي جِمالٌ طِوالُ الأعناقِ، واللَّفظةُ مُعرَّبَةٌ، أي: يُعظِّمْنَها ويُكبِّرنَها بِلفِّ عِصابةٍ ونحوِها، وقيلَ: يَطمَحْنَ إلى الرِّجالِ لا يَغضُضنْ مِن أبصارهِنَّ، ولا يُنكِّسْنَ رؤوسَهنَّ، "المائلةِ" صِفةٌ لِلأسْنِمَةِ، وهي جمْعُ السَّنامِ، والمائلةُ مِنَ الْمَيلِ؛ لأنَّ أعْلَى السَّنامِ يَميلُ لِكثرةِ شحْمِه، لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ ولا يَجدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَتُوجدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا، أي: مئةِ عامٍ مثلًا، ومعناه: أنَّهنَّ لا يَدخلْنَها ولا يجدْنَ رِيحَها حينَ ما يَدخُلُها ويَجدُ رِيحَها العَفائفُ الْمُتورِّعاتُ، لا أنَّهنَّ لا يَدخُلْنَ أبدًا ويُمكنُ أنْ يكونَ محمولًا على الاستحلالِ، أو المرادُ منه الزَّجرُ والتَّغليظُ، ويمكنُ أنَّهنَّ لا يَجدْنَ رِيحَها وإنْ دَخلْنَ في آخِرِ الأمرِ، واللهُ تعالى أعلمُ. الدرر السنية

في الحديثِ: مُعجزةُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه.

وفيه: بيانُ بعضِ صفاتِ أهلِ النَّارِ.. هل تذكرت الثواب العظيم للعفيفات المصونات الحافظات وماينتظرن من نعيم عند رب البريات؟! هل يستويان؟

لا وربي لايستويان ، من ألقت سمعها لكل شاردة وواردة وخاضت في الأعراض وو

من حفظت سمعها وبصرها عما حرمه الله ومن أطلقتهما؟! لا وربي لايستويان

في السنة

🍃(أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ ما علَى مَن دُعِيَ مِن تِلكَ الأبْوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهلْ يُدْعَى أحَدٌ مِن تِلكَ الأبْوَابِ كُلِّهَا، قالَ: نَعَمْ وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ.)🍃

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 1897 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

حَثَّ اللهُ عزَّ وجلَّ عِبادَه على المُسارَعةِ إلى الخَيراتِ، ووَعَدَ عليها بالثَّوابِ الجَزيلِ في الدُّنيا والآخِرةِ.

وفي هذا الحَديثِ يَحْكي أبو هُرَيرةَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ أنَّ مَن تَصدَّقَ بعَدَدِ اثنَينِ مِن أيِّ شَيءٍ كان صِنفَين أو مُتشابِهَينِ، كبَقَرَتينِ، أو دِرهمَينِ، أو رَغيفَينِ، أو ثَوبينِ، ويَحتمِلُ أنْ يُرادَ به الإنفاقُ مرَّةً بعْدَ أُخرى، أي: جاعلًا الإنفاقَ عادةً له. وقولُه: «في سَبيلِ اللهِ»، أي: في طَلَبِ ثَوابِه، وهو أعمُّ مِن الجِهادِ وغيرِه مِن العِباداتِ؛ فمَن فَعَلَ ذلك نادَتْه الملائكةُ يومَ القِيامةِ مِن أبوابِ الجنَّةِ مُرحِّبةً بقُدومِه إليها، وهي تَقولُ: «يا عبدَ اللهِ، هذا خَيرٌ»، أي: هذا العمَلُ الَّذي عَمِلْتَه خَيرٌ مِن الخَيراتِ، والتَّنوينُ في «خيرٌ» للتَّعظيمِ، أي: خَيرٌ عَظيمٌ، فلَفْظُ «خَيرٌ» بمعْنى فاضِلٍ، لا بمعْنى أفضَلَ، وإنْ كان اللَّفظُ قدْ يُوهِمُ ذلك؛ ففائدتُه زِيادةُ تَرغيبِ السامعِ في طَلَبِ الدُّخولِ مِن ذلك البابِ، أو المرادُ: هذا البابُ الَّذي تُدْعى إليه لِتَدخُلَ منه خَيرٌ، أي: فيه خَيرٌ كثيرٌ، وإنَّما قِيل له هذا تَعظيمًا له وتَشريفًا.

وقدْ جعَل اللهُ عزَّ وجلَّ لكلِّ عِبادةٍ بابًا مَخصوصًا في الجنَّةِ؛ فالمُكثِرون مِن الصَّلاةِ النافلةِ بعْدَ أداءِ الفرائضِ يُنادَون مِن بابِ الصَّلاةِ، ويَدخُلون منه، وهكذا الأمرُ بالنِّسبةِ إلى سائرِ العباداتِ مِن جِهادٍ وصَدَقةٍ. والمُكثِرون مِن الصَّومِ تَستقبِلُهم الملائكةُ عندَ بابِ الرَّيَّانِ داعيةً لهم بالدُّخولِ منه، والرَّيَّانُ: مِن الرِّيِّ، وهو نَقيضُ العَطَشِ؛ وسُمِّي بذلك؛ لأنَّه مَن دخَله لم يَظمَأْ أبدًا، وفي تَسميةِ البابِ بذلك مُناسَبةٌ حَسَنةٌ؛ لأنَّه جَزاءُ الصَّائِمينَ على عَطَشِهم وجُوعِهم، واكتُفِيَ بذِكرِ الرِّيِّ عن الشِّبَعِ لأنَّه يَستلزِمُه، أو لكونِه أشقَّ على الصَّائمِ مِن الجُوعِ. وقولُه: «ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ» ليس تَكرارًا لِقولِه: «مَن أنفَقَ زَوجَينِ»؛ لأنَّ الإنفاقَ ولو بالقَليلِ خَيرٌ مِن الخَيراتِ العَظيمةِ، وذاك حاصِلٌ مِن كلِّ أبوابِ الجنَّةِ، أمَّا هذا فهو استِدعاءٌ خاصٌّ.

فقال أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه: أفْدِيك بأبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ليس على الشَّخصِ الَّذي يُدْعى مِن أيِّ بابٍ مِن تلك الأبوابِ ضَرَرٌ يَلحَقُه أبدًا؛ لأنَّ مآلَهُ الفوزُ بنَعيمِ الجنَّةِ. ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المعْنى: أنَّ مَن دُعِيَ مِن بابٍ مِن تلك الأبوابِ لَيستْ له حاجةٌ إلى أنْ يُدْعى مِن جَميعِ الأبوابِ؛ إذ البابُ الواحِدُ يَكفي لدُخولِه الجنَّةَ.

ثمَّ سَأَلَ أبو بَكرٍ رضِي اللهُ عنه رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ يُدْعَى أحدٌ مِن تلك الأبوابِ كلِّها؟ فأجابَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَم، يُوجَدُ مِن المؤمنِينَ مَن يُدْعى مِن الأبوابِ كلِّها؛ لكَثرةِ عِباداتِه وتنوُّعِها واختلافِها، ثم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأرْجو أنْ تكونَ منهم» يا أبا بَكْرٍ؛ فإنَّه رَضيَ اللهُ عنه كان قدْ جَمَعَ خِصالَ تلك الأبوابِ كلِّها، كما في صحيحِ مُسلمٍ عن أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «منَ أصبَحَ منكم اليومَ صائمًا؟ قال أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنا، قال: فمَن تَبِعَ منكم اليومَ جِنازةً؟ قال أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنا، قال: فمَن أطعَمَ منكم اليومَ مِسكينًا؟ قال أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنا، قال: فمَن عادَ منكم اليومَ مَريضًا؟ قال أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنا، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما اجتَمَعْنَ في امرئٍ إلَّا دَخَلَ الجنَّةَ».

وفي الحَديثِ: أنَّ الملائكةَ يُحِبُّون صالحِي بَني آدَمَ، ويَفرَحون بهم.

وفيه: أنَّ الإنفاقَ كلَّما كان أكثَرَ كان أفضَلَ.

وفيه: أنَّ تَمنِّيَ الخيرِ في الدُّنيا والآخِرةِ مَطلوبٌ.

وفيه: فَضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنه.

وفيه: بَيانُ فَضلِ مَن جَمَعَ بيْن خِصالِ الخيرِ.

وفيه: مَشروعيَّةُ مَدْحِ الإنسانِ في وَجْهِه إذا لم يُخَفْ عليه فِتنةٌ مِن إعجابٍ وغيرِه.

https://dorar.net/hadith/sharh/11592 الدرر السنية


الأربعاء، 13 مايو 2020

الدعااء

لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2139 | خلاصة حكم المحدث : حسن
فيه ليلة القدر
أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك ، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه ، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي

الصفحة أو الرقم: 2105 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | 

يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر

يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر

{ إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ }


وذلِك في كلِّ ليلةٍ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 1339 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث

التخريج : أخرجه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642) واللفظ له

*ابتداء من اليوم وحتى غروب آخر شمس في  شهر رمضان أكثروا من :*
وأقبلت العشر إنها ليلة القدر✨*[ آللهُمّ إنڪَ عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عنآ ]*
*لا تفرط في ثانية...ولا تفتر من التكرار ....فإذا عفا الله عنك..*
*أفلحت، ...ونجوت،.... وسعدت،...*
*يقول إبن القيم رحمه الله :*
☀️ *إذا كنت تدعُو و ضاق عليك الوقت... و تزاحمت في قلبك حوائجك.... فاجعل كل دُعائك أن يعفو الله عنك.... فإن عفا عنك أتتك حوائجك من دون مسألة....*☀️
✨*[ آللهُمّ إنڪَ عَفوٌ تُحِبُ آلعَفو فاعفُ عنآ ]*
*استشعر مايتضمنه معناها حيث أن العفو هنا :*
*عفو في الأبدان ،.... وعفو في الأديان ،.... وعفو من الديان ،....*
☄️ *فعفو الأبدان :*
*شفاؤك من كل داء.*
☄️ *وعفو الأديان :*
* توفيقك في الخير ، والعبادة ، والطاعات ،وكل أعمال الآخرة ...*
☄️ *وعفو الديان : *
*الصفح والعفو والغفران من الله العفو الكريم المنان .. بمحو الذنب ....، والتجاوز عنه.... ، وترك العقوبة عليه....،*
 💥*ومن معاني العفو في اللغة :*
*الزيادة ، والكثرة، فعفو المال زيادته.*
🔺*{ .. وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ ..}*🔺
*[ سورة البقرة - 219 ]*
*أى ما زاد عن النفقة الاصلية....* 
*فعفوه بأن يعطيك ما تسأل.... وفوق ما تسأل ....فأكثروا من قولها ...فهى والله تغنى عن كل دعاء
🔴(الأسير) في شهر التغيير 🔴
من نظر إلى أركان العبادات وجد أنها مجتمعة في مفهوم (((الترك)))
وهذا لأن غالب حال العبد أنه ((أسير)) :
••أسير شهواته ....... فكان تركها بالصوم .... 
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :((كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف
وقال الله تعالي " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فأنه ..""لي و أنا اجزي به""، ""يدع شهوته "" وطعامه من أجلي
للصائم فرحتان : فرحة عند فطره, وفرحه عند لقاء ربه و لخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك)) رواه مسلم.
•فهذه النصوص تبين مفهوم الترك
فاجعل وجبتك من القرآن عِوَضا وشبعا لروحك عن جوعة البدن  
فمادة حياة القلب هي القرآن
••أسير عاداته آلفاته ....... فكان الحج ... مجيبا نداء ربه ومليكه 
لبيك اللهم لبيك....
يقول بن القيم رحمه الله في معنى التلبية 
:أن قولك " لبيك " يتضمن إجابة داع دعاك ومناد ناداك , ولا يصح في لغة ولا عقل إجابة من لا يتكلم ولا يدعو من أجابه.
وعن جزاء الحج
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ حَجَّ ""فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ"" رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) . مسلم والبخاري
••أسير اهتماماته ....... فكان تركها بالصلاة ...... 
(خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ) 
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
••أسير ممتلكاته ....... فكان تركها بالزكاة ....... مزكية للنفس ومطهرها من دسائسها
••أسير هواياته ... فكان توحيد ربه وتوحيد إلهه واتباعه لنبيه سببا في قبول ما يقدمه من فكاك وما تركه لله 
<<فجاءت الأركان تخرجه من حالة الأسر إلى حرية العبودية بفعل ((الترك))>>
•ترك شهواته 
•ترك عاداته
•ترك ممتلكاته
•ترك اهتماماته
•ترك هواياته
و أسر خارج عنك .. ولا حكم لك فيه.. 
وهو نوع آخر من الأسر وهو أسر  
          الشيطان
⭕️فجعل الله حريتك منه متكفلة من قِبَلِه عز وجل لا دخل لك بها ((فصفده لك))
قال صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، 
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ،  وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، 
 وَيُنَادِى مُنَادٍ:  يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ . 
وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» صحيح الترمذي
قال الحافظ رحمه الله  تعالى : «وَقَوْلُهُ " صُفِّدَتْ " ... أَيْ شُدَّتْ بِالْأَصْفَادِ ؛ وَهِيَ الْأَغْلَالُ، وَهُوَ بِمَعْنَى سُلْسِلَتْ.. وفِي تَصْفِيد الشَّيَاطِين فِي رَمَضَان إِشَارَة إِلَى رَفْع عُذْر الْمُكَلِّف،  كَأَنَّهُ يُقَالُ لَهُ:  قَدْ كُفَّتْ الشَّيَاطِينُ عَنْك فَلَا تَعْتَلَّ بِهِمْ فِي تَرْكِ الطَّاعَةِ وَلَا فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ . » اهـ من فتح الباري.
«صُفِّدَتْ الشياطينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ » المردة جَمْعُ مَارِدٍ كَطَلَبَةِ وَجَهَلَةِ ، وَهُوَ- أي المارد-  الْمُتَجَرِّدُ لِلشَّرِّ ، وَمِنْهُ الْأَمْرَدُ لِتَجَرُّدِهِ مِنْ الشَّعْرِ ، وَهُوَ- أي  العطفُ- تخْصِيصٌ بَعْد تَعْمِيمٍ، أَوْ عَطْفُ تَفْسِيرٍ وَبَيَانٍ كَالتَّتْمِيمِ . وَقِيلَ الْحِكْمَةُ فِي تَقْيِيدِ الشَّيَاطِينِ وَتَصْفِيدِهِمْ كَيْ لَا يُوَسْوِسُوا فِي الصَّائِمِينَ . وَأَمَارَةُ ذَلِكَ تَنَزُّهُ أَكْثَرِ الْمُنْهَمِكِينَ فِي الطُّغْيَانِ عَنْ الْمَعَاصِي وَرُجُوعِهِمْ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.» اهـ من تحفة الأحوذيّ بتصرف كثير. 
«وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ،  وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ » ...فيه إشارة إلى أن الأزمنة الشريفة والأمكنة اللطيفة لها تأثيرٌ في كثرة الطاعة وقلة المعصية،  ويشهد به الحس والمشاهدة، لتغتنم الفرصة،
ويشير إلى هذا المعنى  السابق قولُه:  «  وينادي مناد»  أي ... ببيان المقال من عند الملك المتعال  «يا باغي الخير» أي يا طالب العمل والثواب  «أقبل» أي إلى اللهِ وطاعتِه بزيادة الاجتهاد في عبادته وهو أمرٌ من الإقبال، أي تعال فإن هذا أوانُك؛  فإنك تُعطَى الثوابُ الجزيل بالعمل القليل،  أو معناه:  يا طالب الخير الُمعرِض عنا وعن طاعتنا أقبل إلينا وعلى عبادتنا،  فإن الخير كله تحت قُدرتنا وإرادتنا،
 «ويا باغي الشر»  أي يا مُريد المعصية ...  أي أمسكْ عن المعاصي،  وارجع  إلى الله تعالى؛  فهذا أوان قبول التوبة وزمان الاستعداد للمغفرة.  ولعلَّ الله يقبل طاعةَ المطيعين وتوبة المذنبين
قيام الليل
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَالفَرِيضَةِ،صَلاةُ اللَّيْلِ." صحيح مسلم / 13ـ كتاب : الصيام /38ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ 1162 / ص : 280 .
"من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ"الراوي : عبدالله بن عمرو-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم - 1398 : خلاصة حكم المحدث : صحيح .
* عن فضالة بن عبيد وتميم الداري ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم «من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل : اقرأ وارتق بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول الله عز وجل للعبد : اقبض، فيقول العبد بيده : يا رب أنت أعلم، يقول : بهذه الخلد وبهذه النعيم» حسنه الألباني في صحيح الترغيب .كتاب النوافل/باب :الترغيب في قيام الليل/حديث رقم:638. 
بهذه الخلد وبهذه النعيم:أي : اقبض بيمينك على الخلد ، وشمالك على النعيم .
* عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال"عليكم بقيامِ الليلِ ، فإنه دأْبُ الصالحينَ قبلكُم ، وقُرْبَةٌُ لكم إلى ربكم ، ومكفرةٌ ، للسيئاتِ ، ومَنْهاةُ عن الإثمِ "رواه الترمذي . وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : حسن لغيره . في : صحيح الترغيب والترهيب / 6 ـ كتاب : النوافل / 11ـ باب : الترغيب في قيام الليل / حديث رقم : 618 / ص : 328 .
* عن جابر قال : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُإنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ.صحيح مسلم / 6ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 23 ـ باب : في الليل ساعة يستجاب فيها الدعاء / حديث رقم : 166 ـ757/ ص : 181 .
* عن ضمرة بن حبيب ، قال : سمعت أبا أمامة ، يقول : حدثني عمرو بن عبسة أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول" أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ فإِنِ استطعْتَ أن تكونَ ممن يذكرُ اللهَ في تلْكَ الساعَةِ فكُنْ"سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / 45 ـ كتاب : الدعوات / 119ـ باب / حديث رقم : 3579 / ص : 813 / صحيح . 
عن عبد الله بن أبي قيس قالقالت عائشة:لاَتدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعدًا."الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدرصحيح أبي داودالصفحة أو الرقم:1307 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
* عن عبد الله بن سلام"لمَّا قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم المدينةَ انجفلَ النَّاسُ إليْهِ وقيلَ قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم فجئتُ في النَّاسِ لأنظرَ إليْهِ فلمَّا استثبتُ وجْهَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم عرفتُ أنَّ وجْهَهُ ليسَ بوجْهِ كذَّابٍ وَكانَ أوَّلَ شيء تَكلَّمَ بِهِ أن قالَ: أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍالراوي : عبدالله بن سلام -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: - 2485  خلاصة حكم المحدث : صحيح.
انجفل : اسرعوا ومضوا كلهم . 
* عن الزهري عن سالم عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال" كانَ الرَّجُلُ في حَيَاةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَمَنَّيْتُ أنْ أرَى رُؤْيَا، فأقُصَّهَا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، وكُنْتُ أنَامُ في المَسْجِدِ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَأَيْتُ في النَّوْمِ كَأنَّ مَلَكَيْنِ أخَذَانِي، فَذَهَبَا بي إلى النَّارِ، فَإِذَا هي مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ وإذَا لَهَا قَرْنَانِ وإذَا فِيهَا أُنَاسٌ قدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أقُولُ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ النَّارِ، قالَ: فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقالَ لِي: لَمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُهَا علَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَكانَ بَعْدُ لا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إلَّا قَلِيلًا.الراوي : عبدالله بن عمر-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم:1121-خلاصة حكم المحدث : صحيح
" مطوية " أي مبنية والبئر قبل أن تبنى تسمى قُلَيْبَا . 
لم ترع " لم تخف ، والمعنى لا خوف عليك بعد هذا . 
لو كان" لو " للتمنى لا للشرط ولذلك لم يذكر الجواب وفي هذا الحديث أن قيام الليل يرفع العذاب .
* عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... قال" في الجَنَّةِ غُرْفةٌ يُرَى ظاهِرُها مِن باطِنِها، وباطِنُها مِن ظاهِرِها. فقال أبو مالكٍ الأَشْعَريُّ: لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لِمَنْ أَطابَ الكلامَ، وأَطْعَمَ الطَّعامَ، وبات قائِمًا والنَّاسُ نِيَامٌ." الراوي : عبدالله بن عمرو -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيبوالترهيبالصفحة أو الرقم617خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
* عن عائشة ـ رضي الله عنها" أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ "الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:- 4837  خلاصة حكم المحدث : صحيح.
* عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنهما ، قال" جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميتٌ واعمل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به وأحبِبْ من شئتَ فإنك مُفارِقَه واعلم أنَّ شرفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ وعِزُّهُ استغناؤُه عن الناسِ"الراوي : سهل بن سعد الساعديالمحدث : الألبانيالمصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم:627 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"من قامَ بعشرِآياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ"الراوي : عبد الله بن عمرو -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم - 1398 :خلاصة حكم المحدث : صحيح.
كان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان أنه كان يحيي ليله بالقيام ، ويرغب صحابته في ذلك ويحثهم عليه ، من غير إيجاب .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاريالصفحة أو الرقم:- 37  خلاصة حكم المحدث : صحيح.
عن عمرو بن مرة الجهني ـ رضي الله عنه ـ قال : 
جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ ، فقال : يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ ، و أنك رسولُ اللهِ ، و صلَّيتُ الصلواتِ الخمسِ ، و أدَّيتُ الزكاةَ ، و صمتُ رمضانَ ، وقُمتُه ، فممَّن أنا ؟ قال : من الصِّدِّيقين و الشُّهداءِ"الراوي : عمرو بن مرة الجهني - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح -الترغيبالصفحة أو الرقم: 1003 -  خلاصة حكم المحدث : صحيح .

منقول مدونة نسائم العلم

 وأخيييراالدعااااء

لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2139 | خلاصة حكم المحدث : حسن

السبت، 25 أبريل 2020

🍃الحمد لله رب العالمين وشكر النعمة🍃

🍃الحمد لله رب العالمين وشكر النعمة🍃

من تدبر الفاتحة ل د أماني الصاوي:


التربية لن أجدها إلا حين يربيني رب العالمين، حين يربينى رب العالمين سبحانه هذا النوع من التربية والتعليم أنا لا أجده في مدارس ولا اقرأه في كتب ولكني أجده في ماذا ؟ - في فاتحة الكتاب- كم قرأنا فاتحة الكتاب ولم نستشعر مثل هذه المعاني، حين أجعل فاتحة الكتاب تربيني وربي أراد أن يُربيَنى بالفاتحة، ولو ما أراد أن يُربيَني بالفاتحة ما فرضها علي في كل ركعة، ولا جعل الصلاة التي هي صلة بيني وبينه قائمةٌ على هذه الفاتحة العظيمة. 
إذًا هو "رب". حين استحضر أن ربي يُربيني في سورة الفاتحة أنظر إلى الحياة الآن بطريقة مختلفة، أنظر للجوانب المظلمة لأن حياة الانسان حبيباتي لا تخلو سواءً كانت فردا أو مجتمعا، لا تخلو أبدا من جوانب مُظلمة وجوانب مشرقة مضيئة شيء طبيعي، لا تخلو من الصعود ومن النزول، لا تخلو من الفرح والحزن، لا تخلو من المنع والعطاء، فالرب يربيني في كل هذا، الرب لا يربي بالعطاء دوما – انتبهن-  الرب لا يربي بالعطاء دوما - لا - لابد من ذاك العطاء أن يتخلله منع، ولابد من الصعود أن يتخلله نزول، ولابد من الجوانب المضيئة المشرقة التي تُبهِج الإنسان وتدخل السرور على قلبه أن يتخللها الحزن، فالحزن مطلوبٌ لا لذاته ولكن لما يُغدق على الإنسان من تربية ومن آثاره. 
 الحزن مطلوب والمنع مطلوب في حياتنا سواء أفراد أو مجتمعات ولكن ليس لذاته ولكن لأجل ما يترتب عليه من آثار. إذًا هي التربية، ربي يربيني سبحانه، وحين يستحضر المؤمن هذه الكلمة وهو يقول ويردد "الحمد لله رب العالمين" رب كل شيء، كل العوالم ما علمت منها وما لم أعلم يصبح الحمد شيئا محققا في نفسي، 
أنا أحمد الله رب العالمين على منعه كما أحمده على عطائه، أحمده رب العالمين على أخذه كما أحمده على عطائه، أحمده على كل شيء، على كل نعمة، على كل حال أنا اتنقل فيها وأترقى فيها، وهذا مصداق الحمد التي تربيني سورة الفاتحة عليه هو كامل الصفات سبحانه وتعالى، "الحمد لله تملأ الميزان" و "سمع الله لمن حمده"، أفضل العباد - الحمّادون 
الحديث” أفضلُ عبادِ اللهِ تعالَى يومَ القيامةِ الحمَّادونَ”
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 1584 | خلاصة حكم المحدث : ذكر له شاهدا إسناده صحيح

والنبي صلى الله عليه وسلم بيده لواءُ الحمدِ. بالحديث قال صلى الله عليه وسلم :
"أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما من نبيٍّ يومئذٍ آدمَ فمن سواهُ إلَّا تحتَ لوائي، وأنا أوَّلُ من تنشقُّ عنْهُ الأرضُ ولا فخرَ"
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3615 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

ويرضى الله سبحانه عن عبده:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا".
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2734 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] 

الاثنين، 20 أبريل 2020

سبيل النجاة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.


وبعد:


سبيل النجاة

فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، ومع هذا فقد هدَى الله على يديه أمّةً بأسرها، وكان - صلى الله عليه وسلم - يستعمل أساليبَ مختلفةً متنوعة لدعوة أصحابه وتعليمهم، وقد جلس يومًا بين أصحابه، وفي يده الشريفة عصًا، فخط بها خطًّا مستقيمًا على الأرض، وقال: "هذا صراط الله المستقيم"، ثم خط خطوطًا عن يمينه وخطوطًا عن شماله، وقال"وهذه طرق، على رأس كل منها شيطانٌ يدعو إليه"، ثم تلا قول الله - عز وجل " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ "الأنعام: 153.



ومن هذا البيان نعلم أن الطريق الموصّل إلى الله واحدٌ لا يتعدَّد،هو الصراط المستقيم، وأن كل طريق غيره على رأسه شيطانٌ، فمن عرف الطريق إلى الله معرفةً صحيحة، فقد نجا، ومن انحرف عنه وسلك غيره، فقد ضلَّ ضلالاً بعيدًا.



ولكن كيف نعرف الطريق إلى الله؟ وما علاماته التي تدل عليه؟

إن العلماء يجيبون على هذا السؤال الهام جدًّا، فيقولون: الطريق إلى الله يجتمع في أربع كلمات، من فهمها وعمل بها، فقد استقام على الصراط كما أمره الله:
 فالأولى: أن تعرف ربَّك معرفة صحيحة.
 والثانية: أن تعرف ماذا صنع الله بك.
 والثالثة: أن تعرف ماذا أراد منك.
 والرابعة:أن تعرف كيف تخرج من ذنبك إذا أذنبتَ أو أخطأت.



فأما الكلمة الأولىأن تعرف الله، فإن العبد يعرف ربَّه معرفةً صحيحة إذا عرَف توحيده معرفة صحيحة، وتوحيد الله هو أصل الإيمان وغايته، وهدفه وثمرته، ويتحقق التوحيد إذا فهمت كيف توحِّد الله ربًّا؟ وكيف توحِّده إلهًا؟ وكيف توحد الله في أسمائه وصفاته؟



فأما توحيد الله ربًّا، وهو الذي يسمى توحيد الربوبية، فمعناه المجمل: أن تعتقد أن الله - سبحانه وتعالى - هو ربُّك ورب كل شيء، ولا رب لك غيره، فهو وحده الذي خلق ورزق، وهو وحده الذي يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، وهو الذي أمات وأحيا، وقدَّر وهدى، يدبِّر الأمر، ويقدِّر الخير والشر، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا.



وأما توحيد الله إلهًا، وهو توحيد الألوهية، فمعناه المجمل: أن تعتقد أن الله - جل وعلا - هو إلهك، وإله كل شيء، ولا إله لك غيره، فله وحده نتوجَّه ونعبد، وله - سبحانه - نركع ونسجد، فالصلاة والصيام، والزكاة والحج، والرجاء والخوف، والدعاء والنذر، والاستعانة والاستغاثة، والخشية والإنابة والتوكل، وكل عبادة يفعلها العبدُ لله رب العالمين لا شريك له.



قال الله - عز وجل " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ "الأنعام: 162، 163.



وأما توحيده في أسمائه وصفاته، فمعناه المجمل: أن تعتقد أن الله - سبحانه - هو الكامل في أسمائه وصفاته، ولا كامل غيره، وهو المنزَّه عن كل نقص، ولا منزه غيره، وهذا يعني أن نصف الله - سبحانه - بما وصف به نفسَه أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل، وتنفي عن الله كلَّ صفةِ نقصٍ نفاها عن نفسه؛ كقوله" لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ "البقرة: 255، وأن نسكت عما سكت الله عنه.



وأما الكلمة الثانية: أن تعرف ماذا صنع الله بك؟

وهذا السؤال يحتاج إلى تدبُّر وتفكُّر، وهذا الأخير يثمر زيادةَ الإيمان، وقوة اليقين، وقد صنع الله بنا أمورًا كثيرة، من أعجبها: هذه الصورة التي خلقنا الله عليها في أحسن تقويم، ولو أذن الله لنا أن نختار لأنفسنا صورةً نخلق عليها، لعجزنا عن اختيار صورة أجملَ أو أكمل من هذه الصورة، ولو تغيرتْ هذه الصورة عما هي عليه الآن، لعاش الإنسان على الأرض ذليلاً مهينًا شقيًّا، وإلا فماذا تكون الحياة لو خلق الله لك عينًا واحدة في رجلك، أو يدًا واحدة في ظهرك، أو جعلك تمشي على أربع كبعض المخلوقات، أو خلق لك ذيلاً كالحيوانات؟! فتبارك الله أحسن الخالقين.



وكما أن الله قد اختار لنا أحسن صورة،فخلقنا عليها دون أن نكون شاهدين ولا حاضرين، فقد اختار لنا أحسن دينٍ لنعبده به" يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "البقرة: 132، فالذي اختار لنا الصورة، هو الذي اختار لنا الدين؛ فالواجب أن نقرَّ بشريعته، كما شهدنا بجميل صنعته.



ومن عجيب ما صنعه الله بنا أنه - سبحانه - أغلق أبواب المعصية في وجوهنا، فلم يُفتَح منها بابٌ إلا من طريق نعمة من نِعَم الله، فلا يمكن للعبد أن يرتكب معصية أبدًا إلا باستعمال نعمة من نعم الله عليه؛ فمعصية السرقة بنعمة اليد، ومعصية النظر الحرام بنعمة العين، واستماع الحرام بنعمة الأذن، وهكذا، ثم جعل من هذه النعم شهودًا تشهد على صاحبها بين يدي الله يوم القيامة.



والأمثلة على ما صنعه الله بنا كثيرة، لا تدخل تحت عدٍّ ولا حصر، ولكننا نكتفي بما ذكرناه، وننبِّه به على ما تركناه.



وأما الكلمة الثالثة على طريق النجاة الموصل إلى الله: أن تعرف ماذا أراد الله منك؟

فإذا سألتَ نفسك أو سألت غيرك هذا السؤال الهام، فإن معرفة جوابه الصحيح مدخلٌ عظيم إلى طريق النجاة، ويمكن أن نجمل الجواب في كلمات قصيرة قليلة، فنقول: لقد أراد الله منا أن نفعل كل ما أمرنا به، بشرط أن يكون خالصًا صوابًا، وأراد منا أن نجتنب كل ما نهانا عنه، أو إن شئت فقل: أراد منا أن نكون عبيدًا له بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فلا نتقدم ولا نتأخر إلا بإذنه، ولا نسكن ولا نتحرك إلا بأمره، وكلما ازددنا له ذلاًّ زادنا به عزًّا.



وهو القائل - سبحانه " كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ "العلق: 19، فالسجود غاية الذل لله، والقرب غاية الرفعة والعز.



والكلمة الرابعة: أن تعرف كيف تخرج من ذنبك وخطيئتك، إذا أذنبت أو أخطأت؟

مما لا شك فيه أن كل بني آدم خطَّاء، وأننا نذنب بالليل والنهار، وأننا بحاجة دائمة إلى مغفرة الله، والله لا يغفر لكل أحد؛ وإنما وصف نفسه - سبحانه - بأنه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأنه - سبحانه - غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، فهذه الأربعة: توبة، وإيمان، وعمل صالح، واستقامة، من فعلها فقد وجبت له المغفرة.



وكل ذنب تفعله تحتاج بعده إلى أمرين؛ حتى تتخلص منه:

أن تستغفر الله من هذا الذنب؛ فتقول بعده: أستغفر الله.
ثم تتوب إلى الله؛ والتوبة في حقيقتها: ندم وإقلاع، وعزم على ألاَّ تعود إلى ذلك الفعل القبيح.
وأقبح من الذنب أن تستهين به، فتراه صغيرًا وهو عند الله عظيم.



وبعد، فهذه كلمات أربع جاء الحديث عنها مجملاً، ونترك معرفةَ تفصيلها للقراء الكرام إذا أخذوا بأسباب ذلك من طلب للعلم، وتحصيله بكل طريق مشروع يوصل إليه ويدل عليه، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الشيخ صفوت الشوادفي.