تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

السبت، 12 أكتوبر 2013

(6) مرضعاته صلى الله عليه وسلم و حادثة شق الصدر

رضاع النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

فلما وضعته السيدة والدته خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى رأت منه قصور بصرى بالشام،

 قال صلى الله عليه وسلم :
(إنِّي عندَ اللهِ مكتوبٌ خاتمُ النَّبييِّنَ ، وإنَّ آدمَ لمنجَدلٌ في طينتِه ، وسأخبرُكم بأوَّلِ أمري : دَعوةُ إبراهيمَ ، وبِشارةُ عيسَى ، ورؤيا أمِّي الَّتي رأَت - حين وضعَتني - وقد خرج لها نورٌ أضاءَت لها منه قصورُ الشَّامِ .
)

الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5691
خلاصة حكم المحدث: صحيح



وقد قال الشعراء في ميلاد النبي -عليه الصلاة والسلام- ما قالوا، ومنهم قول شوقي أمير الشعراء:

ُولِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ** وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

إلى آخر ما قاله في حق النبي -عليه الصلاة والسلام.




مرضعاته صلى الله عليه وسلم:


واليوم مع مرضعاته صلى الله عليه وسلم

ذكرنا ميلاده صلى الله عليه وسلم بعام الفيل

 وأرضعه جماعة من نساء العرب


أول من أرضعه صلى الله عليه وسلم

أمه أولا آمنة بنت وهب ثم


1-  ثويبة مولاة أبي لهب

ثم أرضعته ثويبة جارية عمه أبي لهب بلبن ابنها مسروح بضعة أيام قبل قدوم حليمة عليه، وكذلك أرضعت عمه حمزة، ثويبة أرضعت النبي وأرضعت عمه حمزة بن عبد المطلب وابن عمته أبا سلمة المخزومي، فكانوا إخوة من الرضاع.

فهي أول ما أرضعته وهي مولاة عمه أبي لهب،

الشاهد من الحديث:


عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان أنها قالت : يارسول الله ، انكح أختي بنت أبي سفيان ،

فقال : ( أوتحبين ذلك ) . فقلت : نعم ، لست لك بمخلية ، وأحب من شاركني في الخير أختي ،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن ذلك لا يحل لي ) . قلت : فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة ؟ قال : ( بنت أم سلمة ) . قلت : نعم ،

فقال : ( لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي ، أنها لابنة أخي من الرضاعة ،

أرضعتني وأبا سلمة وهو عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ثويبة ، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ) .

قال عروة : وثويبة مولاة لأبي لهب ، كان أبو لهب أعتقها ، فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشرحيبة ، قال له : ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة ).

الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5101-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وكانت ثويبة قد بشرت عمَّه بميلاده فأعتقها عند ذلك،

وتزيد كتب السيرة لذلك كلام لادليل له


2- أم أيمن :بركة

وذكر الشيخ صالح المغامسي والشيخ حسان أن

أم أيمن أرضعته صلى الله عليه وسلم،

ولعل هذا الحديث الشاهد:

(لما قدم المهاجرونَ ، من مكةَ ، المدينةَ قدموا وليس بأيديهم شيٌء . وكان الأنصارُ أهلُ الأرضِ والعقارِ .

فقاسمهم الأنصارُ على أن أعطوهم أنصافَ ثمارِ أموالهم ، كل عامٍ . ويكفونهم العملَ والمؤونةَ .


وكانت أم أنسِ ابنِ مالكٍ ، وهي تُدعى أم سليمٍ ، وكانت أم عبدِاللهِ بنِ أبي طلحةَ ، وكان أخًا لأنسَ لأمِّه ،

وكانت أعطت أم أنسٍ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عذاقًا لها .

فأعطاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أم أيمنَ ، مولاتَه ، أم أسامةَ بنِ زيدٍ .

قال ابنُ شهابٍ : فأخبرني أنسُ بنُ مالكٍ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لما فرغ من قتالِ أهلِ خيبرَ . وانصرف إلى المدينةِ .

ردَّ المهاجرونَ إلى الأنصارِ منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم .

قال : فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى أمي عذاقها . وأعطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أم أيمنَ مكانهن من حائطِه .


قال ابنُ شهابٍ : وكان من شأنِ أم أيمنَ ، أم أسامةَ بنِ زيدٍ ؛ أنها كانت وصيفةً لعبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ . وكانت من الحبشةِ . فلما ولدت آمنةُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، بعد ما توفي أبوهُ ،

فكانت أم أيمنَ تحضنُه ، حتى كبرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فأعتقها .

ثم أنكحها زيدَ بنَ حارثةَ . ثم توفيت بعد ما توفيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخمسةِ أشهرٍ ).


الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1771-خلاصة حكم المحدث: صحيح


الثالثة : حليمة السعدية
ثم استُرضِع -صلى الله عليه وسلم- في بني سعد، وراعته حليمة، وكان من عادة أشراف العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم في البوادي. لماذا؟ كانوا يرسلون الأطفال ينشئون في الصحراء والبادية لماذا؟
ليكون ذلك أنجب للولد، وأصح للبدن، وأصفى للذهن، وأبعد عن الوخم والكسل.

كانوا يقولون: إن المربى في المدن يكون كليل الذهن، فاتر العزيمة، ضعيف البنية، فكانوا يربون الأطفال في الصحراء حتى ينشئوا عندهم جلدوقوة وعزيمة، مع الهواء النقي الصافي البعيد عن وباء وتلوث البيئة الحضرية المدنية.

وفي نشأتهم بين الأعراب من استقامة اللسان بالفصيح من الكلام، والسلامة من اللحن، والبراءة من الهجنة.


وذكر القصة الشيوخ ووجدتها في سيرة ابن كثير والقصة حققها الهيثمي:

تروي حليمة بنت الحارث::
خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء بمكة على أتان(أنثى الحمار) لي قمراء
( قمراء: شديدة البياض).

- قد أدمت بالركب قالت وخرجنا في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا (أي سنة قحط وجدب).

 ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى قالت ومعنا شارف لنا والله إن يبض علينا بقطرة من لبن ومعي صبي لي إن ننام ليلتنا مع بكائه ما في ثديي ما يمصه

وما في شارفنا من لبن نغذوه إلا أنا نرجو

فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه

وإنما كنا نرجو كرامة رضاعه من والد المولود وكان يتيما فكنا نقول ما عسى أن تصنع أمه

حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلا أخذت صبيا غيري

وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئا وقد أخذ صواحبي

فقلت لزوجي والله لأرجعن إلى ذلك فلآخذنه قالت فأتيته فأخذته فرجعته إلى رحلي فقال زوجي قد أخذتيه فقلت نعم والله ذاك أني لم أجد غيره فقال قد أصبت فعسى الله أن يجعل فيه خيرا

فقالت والله ما هو إلا أن جعلته في حجري قالت فأقبل عليه ثديي بما شاء من اللبن قالت فشرب حتى روي وشرب أخوه تعني ابنها حتى روي وقام زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا هي حافل فحلبت لنا ما شئنا فشرب حتى روي قالت وشربت حتى رويت

فبتنا ليلتنا تلك بخير شباعا رواء وقد نام صبينا

قالت يقول أبوه يعني زوجها والله يا حليمة ما أراك إلا أصبت نعمة مباركة

قد نام صبينا وروي قالت ثم خرجنا فوالله لخرجت أتاني أمام الركب قد قطعته حتى ما يبلغونها

حتى أنهم ليقولون ويحك يا بنت الحارث كفي علينا أليست هذه بأتانك التي خرجت عليها فأقول بلى والله وهي قدامنا

حتى قدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر فقدمنا على أجدب أرض الله

فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم ذا أصبحوا ويسرح راعي غنمي فتروح غنمي بطانا لبنا حفلا


قالت فشربنا ما شئنا من لبن وما في الحاضر أحد يحلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعاتهم ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة

فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا وتروح أغنامهم جياعا ما بها من لبن وتروح غنمي حفلا لبنا

قالت وكان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة فبلغ ستا

وهو غلام جفر قالت فقدمنا أمه فقلنا لها وقال لها أبوه ردوا علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه وباء مكة

قالت ونحن أضن بشأنه لما رأينا من بركته قالت فلم نزل بها حتى قالت ارجعا به

فرجعنا به فمكث عندنا شهرين قالت فبينا هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان بهما لنا إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه أدركا أخي القرشي

قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته ثم قلنا مالك أي بني

قال أتاني رجلان عليهما ثياب بياض فأضجعاني ثم شقا بطني

عن أنس بن مالك رضي الله عنه وهنا حادثة شق الصدر

( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أتاهُ جبريلُ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يلعَبُ معَ الغلمانِ ، فأخذَهُ فصرعَهُ فشقَّ عن قلبِهِ ، فاستَخرجَ القلبَ ، فاستَخرجَ منهُ علَقةً ، فقالَ : هذا حظُّ الشَّيطانِ منكَ ، ثمَّ غسلَهُ في طَستٍ من ذَهَبٍ بماءِ زمزمَ ، ثمَّ لأَمَهُ ، ثمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ ، وجاءَ الغِلمانُ يسعَونَ إلى أمِّهِ ( يَعني ظئرَهُ ) فقالوا : إنَّ محمَّدًا قد قُتِلَ ، فاستَقبلوهُ وَهوَ مُنتقعُ اللَّونِ ، قالَ أنسٌ : وقد كنتُ أرى أثرَ ذلِكَ المِخيَطِ في صدرِهِ)

الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 162
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فوالله ما أدري ما صنعا قالت فاحتملناه فرجعنا به قالت يقول أبوه والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف عليه فقلت لا والله إنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه ثم تخوفت الأحداث عليه فقلت يكون في أهله قالت فقالت أمه والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره قالت فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره

قالت فتخوفتما عليه كلا والله إن لابني هذا لشأنا ألا أخبركما عنه إني حملت به فلم أر حملا قط كان أخف ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج من حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما تقع الصبيان وقع واضعا يده بالأرض رافعا رأسه إلى السماء دعاه والحقا بشأنكما)


الراوي: حليمة بنت الحارث -المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/223-خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات


وأصاب حليمة بذلك خير كثير كما مر
والمقصود أن بركته عليه الصلاة والسلام حلت على حليمة السعدية وأهلها وهو صغير ،

 ثم عادت على هوازن- بكمالهم- فواضله حين أسرهم بعد وقعتهم، وذلك بعد فتح مكة بشهر، فمتّوا إليه برضاعه فأعتقهم، تحنن عليهم، وأحسن إليهم؛ كما سيأتي مفصلاً في موضعه إن شاء الله تعالى .


*****************
مراجع موضوع السيرة _وإنك لعلى خلق عظيم_
بتصرف يسير:

صحيح السيرة النبوية لابن كثير تحقيق الشيخ الألباني رحمهم الله

نور اليقين في سيرة سيد الرمسلين

فقه السيرة للشيخ عبد العظيم بدوي

موقع السنة النبوية







نذكر أنفسنا بنسبه كما قال صلى الله عليه وسلم

عن المطلب بن أبي وداعة السهمي قال: بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس؛ قال: صعد المنبر، فقال: ((من أنا؟((.

قالوا: أنت رسول الله .

))
قال:أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه ، وجعله فرقتين فجلعني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً((.

صلوات الله وسلامه عليه دائماً أبداً إلى يوم الدين.

الراوي: المطلب بن أبي وداعة السهمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1472-خلاصة حكم المحدث: صحيح

ونكمل سيرته صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في بني سعد عند حليمة السعدية وماروته المرة الماضية وماحدث لها ولبيتها ولأهلها من الكرامات باحتضانها لنبينا صلى الله عليه وسلم

واليوم مع

(7)حادثة شق الصدر وعودته لأمه آمنة بنت وهب بمكة

ونسمع للحديث :
عن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنهم قالوا له أَخبِرْنا عن نفسِك قال نعم أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرى عيسى عليهما السلامُ ورأَتْ أمي حين حملتْ بي أنه خرج منها نورٌ أضاءت له قصورُ الشام واستُرضِعْتُ في بني سعدِ بنِ بكرٍ فبينا أنا في بَهمٍ أتاني رجلان عليهما ثيابٌ بِيضٌ معهما طَستٌ من ذهبٍ مملوءٍ ثلجًا فأضجعاني فشقَّا بطني ثم استخرجا قلبي فشقَّاه فأخرَجا منه علقةً سوداءَ فألقَياها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلجِ حتى إذا أَلقياه ردَّاه كما كان ثم قال أحدُهما لصاحبه زِنْه بعشرةٍ من أمَّتِه فوزنَني بعشرةٍ فوزنتُهم ثم قال زِنْه بمائةٍ من أمَّتِه فوزنني بمائةٍ فوزنتُهم ثم قال زِنْه بألفٍ من أمتِه فوزنني بألفٍ فوزنتُهم فقال دَعْه عنك فلو وزنتَه بأمَّتِه لوزنَهم

الراوي: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/256- خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد قوي (ذ ُكر بصحيح لسيرة النبوية)




وهذه هي حادثة شق الصدر في المرة الأولى.ونروي حديث آخر بمسلم:
أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أتاهُ جبريلُ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يلعَبُ معَ الغلمانِ ، فأخذَهُ فصرعَهُ فشقَّ عن قلبِهِ ، فاستَخرجَ القلبَ ، فاستَخرجَ منهُ علَقةً ، فقالَ : هذا حظُّ الشَّيطانِ منكَ ، ثمَّ غسلَهُ في طَستٍ من ذَهَبٍ بماءِ زمزمَ ، ثمَّ لأَمَهُ ، ثمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ ، وجاءَ الغِلمانُ يسعَونَ إلى أمِّهِ ( يَعني ظئرَهُ ) فقالوا : إنَّ محمَّدًا قد قُتِلَ ، فاستَقبلوهُ وَهوَ مُنتقعُ اللَّونِ ، قالَ أنسٌ : وقد كنتُ أرى أثرَ ذلِكَ المِخيَطِ في صدرِهِ


الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 162- خلاصة حكم المحدث: صحيح

وسرد الشيخ أقوال في عمر النبي صلى الله عليه وسلم وقت شق صدره ،

ورجح القول الخامس: وهو الصحيح أن عمر النبي صلى الله عليه وسلم كان أربع سنوات وهذا قول الإمام الزرقاني، وابن سعد، والسبب في اختيار هذا القول أن هذه السن يمكن أن يمارس فيها رعي الأغنام ويفهم ما يدور حوله صلى الله عليه وسلم،.

ونسمع للرواية وقت حضانته من حليمة السعدية ورده لأمه آمنة:

كانت حاضنتي من بني سعدِ بنِ بكرٍ ، فانطلقتُ أنا وابنٌ لها في بُهمٍ لنا ولم نأخُذْ معنا زادًا فقلتُ يا أخي اذهَبْ فأتِنا بزادٍ من عند أمِّنا فانطلق أخي ومكثتُ عند البُهمِ فأقبل طائران أبيضان كأنَّهما نَسران فقال أحدُهما لصاحبِه : أهو هو ؟ قال الآخرُ : نعم ، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقَّا بطني ، ثمَّ استخرجا قلبي فشقَّاه فأخرجا منه علَقتَيْن سوداوَيْن ، فقال أحدُهما لصاحبِه : ائتِني بماءِ ثلجٍ ، فغسل به جوفي ، ثمَّ قال ائتني بماءِ برَدٍ ، فغسل به قلبي : ثمَّ قال ائتني بالسَّكينةِ ، فذَرَّه في قلبي ، ثمَّ قال أحدُهم لصاحبِه : خُطْه فخاطه وختم عليه بخاتمِ النُّبوَّةِ ، ثمَّ قال أحدُهم لصاحبِه : اجعَلْه في كِفَّةٍ واجعَلْ ألفًا من أمَّتِه في كِفَّةٍ قال رسولُ اللهِ : فإذا أنا أنظُرُ إلى الألفِ فوقي أُشفِقُ أن يخِرَّ عليَّ بعضُهم ، فقال لو أنَّ أمَّتَه وُزِنت به لمال بهم ، ثمَّ انطلقا فتركاني قال رسولُ اللهِ : وفرَقت فرَقًا شديدًا ثمَّ انطلقتُ إلى أمِّي فأخبرتُها ، بالَّذي لقيتُ ، فأشفقتُ أن يكونَ قد التبس بي ، فقالت أُعيذُك باللهِ ، فرحَّلتْ بعيرًا لها فجعلتني على الرَّحلِ وركِبتْ خلفي حتَّى بلغنا إلى أمِّي فقالت : أدَّيْتُ أمانتي وذِمَّتي ، وحدَّثتُها بالَّذي لقيتُ فلم يرُعْها ذلك وقالت : إنِّي رأيتُ خرج منِّي نورٌ أضاءت منه قصورُ الشَّامِ)

الراوي: عتبة بن عبد السلمي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 373
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


وشُق صدره صلى الله عليه وسلم مرة أخرى

وفي ((الصحيحين)) عن أنس، وعن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء – كما سيأتي – قصة شرح الصدر ليلتئذٍ، وأنه غسل بماء زمزم.


ولا منافاة لاحتمال وقوع ذلك مرتين: مرة وهو صغير؛ ومرة ليلة الإسراء ليتأهب للوفود إلى الملأ الأعلى، ولمناجاة الرب عز وجل، والمثول بين يديه سبحانه وتعإلى




الحكم الإلهية من وراء هذا الحادث:


الحكمة الأولي: التطهير: والمقصود بالتطهير، التطهير من حظ الشيطان حتى لا يقع صلى الله عليه وسلم في رذيلة يوسوس له بها، ولا يكون له عليه سبيل، وكان من إكرام الله سبحانه وتعالى له أن يتم هذا في بداية حياته ليكون بعيدا عن السفاسف مغمورا بمعالي الأمور.




الحكمة الثانية: إعدادا للعصمة من الشر ومن الشرك، وعبادة غير الله، فيشب على الإيمان، والتقوى، ولا يحل في قلبه إلا التوحيد الخالص، وقد دلت أحداث صباه على تحقق ذلك فلم يرتكب إثما، ولم يسجد لصنم رغم انتشار ذلك في قريش.




الحكمة الثالثة: تطهيره صلى الله عليه وسلم من حالات الصبا اللاهية المستهترة واتصافه بصفات الجد، والحزم، والاتزان، وغيرها من صفات الرجولة الصادقة تهيئة من الله له لتحمل أعباء الرسالة صلى الله عليه وسلم ، هذه هي حادثة شق الصدر.


ذكر الشيخ سعيد عبد العظيم بفقه السيرة

إذن شُقَّ صدره -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات:

1- مرة وهو عند حليمة السعدية في بني سعد.
2- ومرة عند البعثة.
3- ومرة ليلة الإسراء والمعراج.

وهذه المرة ثابتة بالأحاديث الصحيحة من رواية الشيخين البخاري ومسلم.

لماذا شُقَّ صدره -عليه الصلاة والسلام؟
يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله:
1-أما المرة الأولى -وهو طفل في بني سعد

فكانت لنزع العلقة السوداء التي هي حظ الشيطان من كل بشر، فخُلقت فيه -صلى الله عليه وسلم- تكملة للخلق الإنساني،

ثم إخراجها بعد خلقها كرامة ربَّانية، فهو أدلُّ على مزيد الرفعة والكرامة من خلقه بدونها،

وبنزعها منه نشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان، والاتصاف بصفات الرجولية من الصغر، فلا لهو ولا عبث، وإنما هو الكمال والجدُّ منه -عليه الصلاة والسلام.
2--أما المرة الثانية -التي كانت قبل البعثة

فكانت ليتلقى ما يوحى إليه من أمور الرسالة بقلب قوي وهو على أكمل الأحوال، وأتمِّ الاستعداد.

3- وأما المرة الثالثة -ليلة المعراج
فكانت استعدادًا لما يُلقى إليه في هذه الليلة من أنواع الفيوضات الإلهية، وما سيريه ربه فيها من الآيات البينات، وإدراك مرام المُثُل الرائعة التي ضربت له في مسراه ومعراجه،و كلها تحتاج إلى شرح الصدر وثبات القلب -صلى الله عليه وسلم".أهـ

ذكر الشيخ الخضري بعد ذلك



وفاة آمنة وكفالة عبد المطلب ووفاته وكفالة أبي طالب:


وفاة أم النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب:
خرجت آمنة ومعها ابنها محمد -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وحاضنته أم أيمن إلى المدينة وكان عمره صلى الله عليه وسلم ست سنوات كانت قاصدة بذلك زيارة أخواله من بني النجار وبقيت هي وابنها هناك مسافة أو بقيت هي وابنها في المدينة أياما وعند رجوعهم إلى مكة مرة أخرى مرضت أمه صلى الله عليه وسلم في منطقة يقال له الأبواء وتبعد أو تقرب من مكة بخمس وعشرين ميلا فمرضت وماتت بها ودفنت بها، وقد زارها النبي صلى الله عليه وسلم من بعد وفاتها عندما كان عمره صلى الله عليه وسلم أربعا وخمسين سنة كما في صحيح مسلم، ولك أن تتأمل هذا المشهد العظيم، قال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه،


(زار النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قبرَ أُمِّه . فبكى وأبكى مَن حولَه . فقال : استأذنتُ ربِّي في أن أستغفرَ لها فلم يُؤذَنْ لي . واستأذنتُه في أن أزورَ قبرَها فأَذِنَ لي . فزوروا القبورَ . فإنها تُذَكِّرُ الموتَ) .


الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 976- خلاصة حكم المحدث: صحيح




أنظر حب النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأمه على الرغم أنها ماتت على الشرك ولكن حبه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأمه دفعه لزيارتها وأن يستأذن ربه تبارك وتعالى في زيارتها، وأن يدعوا لها فأُذن له في زيارة قبرها ومنع صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الدعاء لها.




رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كفالة جده عبد المطلب



ثم إلى عمه أبي طالب.


قال الشيخ لشرح كتاب الشيخ سيد الخضري
كما ذكر ابن هشام: (كان رسول الله الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عند جده عبد المطلب وذكرنا جاهه ومكانته في مكة وقصة حفره لبئر زمزم فلقد كان يوضع لعبد المطلب فراشا في ظل الكعبة ويجلس بنوه من حوله حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له فكان رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأتي وهو غلام صغير يجلس على هذا الفراش فيجلسه أعمامه أو فيجلسه عمه على هذا الفراش فكان أعمامه يمنعونه من ذلك فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأن؛ وكان يمسح على ظهره النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَبيده، وكان يسر بما يراه منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وكان يرعاه فلم تستمر هذه الرعاية طويلا حتى مات وقد أوصى إلى عمه، وعمه أبو طالب كان شقيقا لأبيه فأوصى به له فكان في كفالته -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.)

نقطة الشيخ الخضري رحمه الله غفل عن ذكرها:


استطرد الشيخ الشارح
أنا أذكرها للفائدة وهي إذا نظرت إلى مرحلة الطفولة في حياة النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تجد أنه كان مُسترضعا في بني سعد، وكان يرعى الأغنام وهو عند أمه حليمة، وعند أبي كبشة فكان يرعى الأغنام، فعاش النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يرعى الأغنام، وما من نبي إلا ورعى الغنم ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه،


قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت يا رسول الله؟ قال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»


الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2262- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




فالنبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يرعى الأغنام، وفي حديث جابر رضي الله عنه وأرضاه يقول: كنا مع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نجتني الكباث، (الكباث : الناضج من أعواد الأراك)، فيقول النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : «عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه قلنا يا رسول الله وكنت ترعى الغنم، قال: نعم وهل من نبي إلا وقد رعاها»
والحديث رواه البخاري ومسلم. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3406- خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أنا ذكرت هذين الحديثين للفائدة التي ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تبارك وتعالى لأنها تفيدك في استحضار عظمة النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإجلال قدره على الرغم أنه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يرعى الغنم.


يقول الحافظ ابن حجر: (قال العلماء الحكمة في إلهام الأنبياء رعي الأغنام قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم، واعلم رحمك الله أن رعاية النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للأغنام كانت مصدرا لرزقه، لأن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال «كنت أرعاها على قراريط» مال على قراريط، فكانت مصدرا ، لرزق للنبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لذلك لم يكن للكفار عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منة يذكرونها بل كانت يده صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُليا في طلب رزقه، ومعاشه بلا منة لأحد أبدا حتى الكفار.

من شرح كتاب نور اليقين للشيخ الخضري بتصرف
وصحيح السيرة النبوية لابن كثير تحقيق الشيخ الألباني باختصار

(8)ملامح من صباه صلى الله عليه وسلم
والسفر إلى الشام

يتبـــ إن شاء الله ــع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق