تأكد قبل أن تنشر....

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما ، سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد ، كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر"
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2682-خلاصة حكم المحدث: صحيح

الخميس، 16 يونيو 2011

هلموا لبوا النداء إنه من فوق سبع سموات

هلموا لبوا النداء إنه من فوق سبع سموات


والآن نحيا مع


النداء الثاني


"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " البقرة (153)

من تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


أمر الله تعالى المؤمنين بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية ( بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )

فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره

فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها وعن معصية الله حتى تتركها وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها

فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة فإنها مفتقرة أشد الافتقار إلى تحمل الصبر وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر فاز بالنجاح


وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها لم يدرك شيئا, وحصل على الحرمان وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم

وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى واستعانة بالله على العصمة منها فإنها من الفتن الكبار.

وكذلك البلاء الشاق, خصوصا إن استمر فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية ويوجد مقتضاها وهو التسخط, إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله, والتوكل عليه, واللجوأ إليه, والافتقار على الدوام.


فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله فلهذا أمر الله تعالى به, وأخبر أنه

( مَعَ الصَّابِرِينَ )

أي: مع من كان الصبر لهم خلقا, وصفة, وملكة بمعونته وتوفيقه, وتسديده، فهانت عليهم بذلك, المشاق والمكاره, وسهل عليهم كل عظيم, وزالت عنهم كل صعوبة، وهذه معية خاصة

تقتضي محبته ومعونته, ونصره وقربه, وهذه [منقبة عظيمة] للصابرين، فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله, لكفى بها فضلا وشرفا


وأما المعية العامة, فهي معية العلم والقدرة, كما في قوله تعالى: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ) وهذه عامة للخلق.

وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين, ونور المؤمنين, وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة, مجتمعا فيها ما يلزم فيها, وما يسن, وحصل فيها حضور القلب الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها استشعر دخوله على ربه, ووقوفه بين يديه موقف العبد الخادم المتأدب , مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله, مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة, من أكبر المعونة على جميع الأمور

فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة, يوجب للعبد في قلبه, وصفا, وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه, واجتناب نواهيه

هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء.
كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟ .. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟

* بصبر النفس على الالتزام بأوامرالله كما قال تعالى " واصطبر لعبادته "

- فأصبرها على الاخلاص والمراقبة لله وذلك بتمحيص الاعمال ودوام محاسبة النفس ومعاقبتها عند تقصيرها




- الصبر على تنقية النيةمن شوائبها والزامها توحيد القصد والطاعة لله عزوجل

- والصبر على لزوم الاتباع فى دقائق الامور وكبيرهاسواء كان ذلك فى العبادات أو المعاملات

- الصبر على إقامة الصلاة والخشوع فيها وتكميل اركانها ودوام الترقى فيها حتى نصل لتكون قرة عين لنا

- الصبر على نبذ الكسل فى تعاهد القرآن وحفظه




- الصبر على طلب العلم والاجتهاد فيه


- الصبرعلى الأمر بالمعروف وانكار المنكر وعدم الاستسلام لانتفاش الباطل وعلو صوته

- الصبر على الزام النفس دوام ابتغاء الدار الاخرة والعمل لها وعدم الالتفات الى ماسواها





- الصبر على الثبات فى الحق في نفسى
وفي اولادى وفيمن حولى والعمل بقوله تعالى : " وتواصوا بالصبر "

- صبر النفس وترويضها على قبول الحق والاذعان له ولو من عدوها






- الصبر على دوام توجيه الاولاد وعدم اليأس من اصلاحهم
- الصبر على تزكية النفس
بمعالجة امراضها مثل :
عدم الاتقان .. عدم المثابرة .. الاستعجال .. العجز عن قول الحقوالصدع به .. الجبن والخوف من الناس ..



والصبر على الترقى بها والتحلى بفضائل الاخلاق
- الصبر على طلب الثبات والافتقار الىالله ودوام طرق بابه

- الصبر عن التعلق بالدنيا وزينتها وزخارفهاوملذاتها




- الصبر عن مخالطة غيرالصالحين

- الصبر عن فضول المباحات


- صبر النفس عن الاستسلام لنوازع النفس الامارة بالسوء سواء كان ذلك بالتكبر على الناس اوالتعالم او رد الاساءة بمثلها او الوقوع فى آفات اللسان




-الصبر على أقدارالله المؤلمة فلاأتسخطها كالصبر على البلاء بطول مرض الزوج وطول
رعايته


- الصبر على رعاية الابوين عند الكبر وعدم
التسخط من خدمتهما


- الصبر على قلة الاعوان وطول الطريق
- الصبر على الاستهزاء من اهل الباطل


- دوام احتساب اجر الصبرواستحضار معيةالله عزوجل للصابرين وكفى به فضلا


- الاستعانة تكون بالصلاة والفرار إلى الله والأنس به .. وليس بالخروج للمتنزهات والفرار من الله والأنس بالناس

نسأل الله أن يرزقنا الصبر حتى نلقاه
" ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين "


ونفصل أكثر:



1- أن أصبرنفسي على طاعةالله إن لم تصبر
طواعية ولو كرهت الطاعة , لأن النفس تميل إلى الراحة والخلود وأمارة بالسوء إلا من رحم .. فمثلا : أصبرها على صلاة الفجر في وقتها , على قيام الليل ,,,,






-2ألزم نفسي الصبر عن معصيةالله ولو أحبت الفعل ومالت إليه ,إلا أن الله تعالى يبغضه ويبغض أهله فأتركه حبا في الله وأصبر على ذلك ..



أمثلةعملية : تحب نفسي الإستماع للغناء لكن أتركه من اجلالله , تحب التبرج ألزمها , تحب التنعم أهذبها ,,,





3- أن أصبر نفسي فلا تجزع إذا أصابها البلاءالغير محبوب لديها , كفقد عزيز أو مرض , أو أي مصيبة حلت أو فقر , أو هم أو حزن ,ومنها الصبر على معاملة الناس وأذاهم ولو كان زوجا أو ولدا ...

ومن الصبر على البلاء الصبر في وقت المحن بسبب اتباع الحق وهو أهمها . كفصلي من وظيفة بسبب الحجاب ...





4- والصبر المطلوب على ما تقدم حبس اللسان وسائرالجوارح عن الوقوع في المحظور

بسبب العمل بأمر أو ترك نهي أو بسبب مصاب ألم , فاللسان لا يتكلم بما يجعله معترضا على ما قضىاللهمنأوامر ونواهي أو بلاء , والجوارح لا تفعل ما هو محرم شرعا .





-5 من اجل أن أصبر على ما تقدم لا بد أن اتذكر أن الله مع الصابرين فأستعين به وبالصلاةلأصِلَ لهذا المقام ,فمن كان في معيةاللهالخاصة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون , فماذا يريد بعد ؟" لا تحزن إن الله معنا "




6- إذا أصيب العبد ببلاء عليه أن يكثر من الصلاة لأن فيها العون على البلاء إذا كانت صلاة خاشعةتؤدي المطلوب , ففيها ترتاح النفس وتطمئن فلا تجزع , فمن حز به أمر يفزع إلى الصلاةليناجي ربه ليخلصه .ومنعته من الوقوع في الحرام في وقت ضعفت فيها نفسه بسبب البلاء ." واجعلوا بيوتكم قبلة "

فهل نلجأ إلى الصلاة كلما أهمنا أمر؟ أم أننا نؤدى الفرائض كيفما اتفق لانشغال بالنا بما يهمنا؟!




-7 استحضار أثناء ذلك كله أن الله تعالى يمنح العبد الصابر : ثلاث بشارات , الصلاة والرحمةوالهداية , أي رحمتان من الله فلا شقاء ولا عذاب بل قربى وكرامة وهداية فلا ضلال .عكس من لا يصبر وقد أضله الله .




كما قال ربي :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍمِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)

أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

التفسير

وعد الله الصابرين بثلاثة أشياء , وكل واحد خير من الدنيا وماعليها ,

وهي : صلواته تعالى عليهم , ورحمته لهم , وتخصيصهم بالهداية وهذا مفهوملحصر الهدى فيهم .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نعم العدلان , ونعمت العلاوة " فبالهدى خلصوا من الضلال , وبالرحمة نجوا من الشقاء والعذاب . وبالصلاة عليهم نالوا منزلةالقرب والكرامة , والضالون حصل لهم ضد هذه الثلاثة : الضلال عن طريق السعادة , والوقوع في ضد الرحمة من الألم والعذاب , والذم واللعن الذي هو ضد الصلاة .



منقول من كتاب بدائع التفسير




8- وعلى المؤمن أن يستحضر أن الله يقسم البلاء بين عباده فمنهم من يبتليه بالنعم فإن شكرفهو خير له : المال , الولد , العلم , المركز , الصحة , الأمن .... " لئن شكرتم لأزيدنكم .." وإن ابتلي بفقد النعم صبر فكان خيرا له كما تقدم .





أرأيتم أحبتي رزقنا الله وإياكم كلما سمعنا النداء

ياأيها الذين آمنوا نرعها سمعناوقلوبنا



"بتصرف يسير للإختصار"


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق